الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الخلافة على الأبواب يا ابن سلمان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخلافة على الأبواب يا ابن سلمان

 

 

 

الخبر:

 

في المقابلة التي أجراها جيفري غولدبيرج ونشرتها صحيفة ذا أتلانتك مع الأمير محمد بن سلمان والتي ذكر فيها أن "الله لم يطلب منا إلا نشر كلمة الإسلام للعالم وعدم ارتكاب الآثام، أما الآن فلدينا مثلث الشر الذي يريد بناء الخلافة ومجد الإمبراطورية الإسلامية، إلا أن الله لم يطلب منا عمل هذا ولم يعد من واجبنا القتال لنشر الإسلام. إلا أن مثلث الشر يريد التلاعب بالمسلمين ويذكرهم بواجب بناء الإمبراطورية الإسلامية".

 

التعليق:

 

نعم إن هذا الخبر وإن مرت عليه أيام عدة إلا أن هدم الخلافة والذي نعيش في هذه الأيام الذكرى السابعة والتسعين له جعلت كلمات ابن سلمان هذه تجوب بالطرقات وتصرخ بأعلى صوت تنادي في المسلمين أن يوم هدم الخلافة هو من الأيام السوداء في حياة المسلمين فلا تنسوه ولا تتناسوه. فإنه يوم له ما بعده من العز والتمكين بإذن الله.

 

وبالرجوع إلى ما قاله محمد بن سلمان فنقول إن الله أمرنا بنشر الإسلام بوصفه نظاما للحياة وليس مجرد كلمة تقال، حيث قال تعالى: ﴿قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ﴾ وقال r: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ». أما الخلافة التي يصف ابن سلمان الساعين إليها من أبناء الأمة بمثلث الشر فإنما هي أمر ربنا سبحانه وتعالى وقد تنزلت العديد من الآيات التي تأمر بالحكم بالإسلام ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ﴾ وكذلك أمر بها الرسول r في كثير من الأحاديث «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ»، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ، فَالْأَوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ»، وقال أيضا: «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِيْ عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».

 

والقضية عند ابن سلمان لا تعدو أكثر من أن يسوق لنفسه عند الغرب حتى يساندوه في اعتلاء كرسي الملك خلفا لأبيه - وهو يعلم أن ذلك تسلق وليس له حق في ذلك حسب العرف المتبع في المملكة - فكان لا بد أن يخاطبهم بلغة يطمئنهم أنه خير وكيل لهم في حربهم على الإسلام والعاملين على إعادته إلى الحياة العامة. وهو يعلم أنهم يرتعدون خوفا من الإسلام وخوفا من وحدة المسلمين تحت راية الإسلام. فمن المؤكد أنه سمع منهم الكثير في مجالسه الخاصة معهم، وسمع منهم ما خرج للعلن، سمع بما صرح به جورج بوش الابن (إن تركنا الإسلاميين يسيطرون على دولة فإنها ستحشد الملايين من المسلمين إليها مما سيترتب عليه الإطاحة بأنظمة الحكم التابعة لنا وإقامة إمبراطورية إسلامية متطرفة من حدود إسبانيا غربا إلى إندونيسيا شرقا). وكذا سمع ما قاله توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق (إننا نواجه حركات أصولية تسعى لإزالة (إسرائيل) وإخراج الغرب من العالم الإسلامي وإقامة دولة خلافة موحدة تحكم بالشريعة وهذا أمر غير مسموح به ولا يمكن احتماله مطلقا).

 

وقد صار التزلف للغرب مسلكا عاما وأسلوبا متبعا من قبل الساسة في البلاد الإسلامية وذلك إما من أجل الاستمرار في الحكم كما في حالة ابن سلمان وغيره أو من أجل المساعدة في الوصول للسلطة. ويحضرني في هذا المقام ما قاله أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية حيث قال (إن الإسلام السياسي أخطر ما يواجه الأنظمة العربية بالكامل).

 

نقول لابن سلمان وأحمد أبو الغيط ومن لف لفهم واقتفى أثرهم والكفار الذين نصبوهم بأن عودة الإسلام هي وعد ربنا ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ وهي بشرى نبينا محمد r «...ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» وكما قال: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ»

 

فوالله إني أرى الخلافة بين سطور ما قاله ابن سلمان تركض ركضا وتعدو عدوا، وهذا ما وصل إليه الغرب - قبل كثير من المسلمين - وذلك من خلال وقوفهم على الواقع واطلاعهم على نتائج مراكز البحوث التي تتتبع حال المسلمين. مما زرع في نفوسهم الخوف وحدا بابن سلمان أن يخاطب هذا الخوف في قلوبهم.

 

أيها المسلمون! نحن في نهاية السباق فحثوا الخطا وشدوا الإزار وما النصر إلا صبر ساعة. فانهضوا إلى عز الدنيا وسعادة الآخرة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس حسب الله النور

آخر تعديل علىالثلاثاء, 17 نيسان/ابريل 2018

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 17 نيسان/ابريل 2018م 23:34 تعليق

    اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع