- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مبادرة السيسي "حياة كريمة" لا يُرجى منها حياة كريمة لأهل مصر!
الخبر:
استقبل رواد مواقع التواصل الإلكتروني المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من خلال صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، تحت عنوان "حياة كريمة" لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً خلال عام 2019، استقبلوها بسخرية واسعة، ورأوا أنها لم تحدد أي تفاصيل أو آلية لتطبيقها، وسخر البعض قائلين: "كريمة ماتت خلاص".
وتأتي هذه المبادرة في أعقاب مبادرات أطلقها السيسي سابقاً، مثل أعوام الشباب والمرأة وذوي الإعاقة، فضلاً عن وعوده المتكررة بتحسن الأوضاع الاقتصادية.
التعليق:
إنَّ الناظر في حال أهل مصر في ظلِّ حكم السيسي يرى أنهم قد عاشوا في ظلِّ سياسة الحديد والنّار، وأنّ حياتهم كانت حياة ضنك وشقاء، فقد وثقَ تقرير للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا نُشِرَ في شهر تموز عام 2018 تحت عنوان "خمس سنوات من القهر والإخضاع"، الانتهاكات الحقوقية التي شهدتها مصر في السنوات الخمس الماضية؛ وبحسب التقرير فقد قتل 7120 شخصاً من أهل مصر خارج نطاق القانون، منهم 2194 قتلوا في تظاهرات وتجمعات سلمية، و717 قضوا داخل مقرات الاحتجاز، و169 بالتصفية الجسدية، ووثق أيضاً تنفيذ أحكام إعدام مسيسة. وأوضح تقرير المنظمة أنّ عدد الذين اعتقلوا خلال هذه الفترة وصل إلى 61262 شخصاً، بينهم 629 امرأة و1143 قاصراً، كما صدرت أحكام إدانة في قضايا سياسية أمام محاكم مدنية وعسكرية بحق 35183 شخصاً، منهم 370 قاصراً، كما صدرت أيضا أحكام بالإعدام بحق 1012، والسجن المؤبد لـ 6740 شخصاً. كما تحدث التقرير أيضاً عن التضييق على الصحفيين والوسائل الإعلامية، والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون التي كان من بينها القتل والاعتقال.
وقد شهد الوضع الاقتصادي في عهد السيسي تدهوراً كبيراً، فقد قال اقتصاديون - استقت وكالة الأناضول آراءهم - في تقرير نشرته بتاريخ 2018/2/10، إنَّ السياسات الاقتصادية في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أدت إلى ارتفاع معدل التضخم لمستويات غير مسبوقة، وإن البلاد غرقت في عهده بالديون. وخلال الولاية الأولى للسيسي، رفعت الحكومة أسعار الكهرباء والوقود ثلاث مرات، بالإضافة إلى مياه الشرب وتذكرة ركوب مترو الأنفاق وخدمات أخرى.
إنَّ السيسي وأقرانه من حكام المسلمين، لا يقيمون وزناً لحياة الناس وكرامتهم، همُّهم جيوبهم ولو كان انتفاخها على حساب أرواح النّاس، وهمهم كراسي حكمهم المعوجة قوائمها ولو كان ذلك على حساب خيانة الأمة وموالاة أعدائها وقتل أبنائها، إنّهم لا يعرفون معنى حمل الأمانة بحقها التي تحدث عنّها صلى الله عليه وسلم في قوله: «إِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا»، فنسأل الله سبحانه أن يبدلنا بهم حاكما يخافه ويخشى عذابه إن قصّر في حمل الأمانة، ونسأله تعالى أن يكرمنا بالعيش حياة كريمة عزيزة في ظلِّ دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة