- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يخفي الصراع على الحدود بين الشيشان وإنغوشيا؟
(مترجم)
الخبر:
ذكرت جريدة كوميرسانت أنه "في صباح يوم 10/29 احتشد الإنغوش في وسط العاصمة ماغاس في اعتصام مهيب مرخص بسبب اقتطاع جزء من إنغوشيا وضمه للشيشان، وقبل ذلك اتخذ الكونغرس العالمي للشعب الإنغوشي قرارا بوقف كافة الفعاليات المزمع عقدها وذلك لأنهم قد توصلوا لاتفاق مرضٍ يلبي مطالبهم ولذلك لم تعد هناك ضرورة للاعتصام وألغيت فعاليات 1 و2 من تشرين الثاني/نوفمبر".
التعليق:
إن قرار تعليق الاحتجاجات في مدينة ماغاس عاصمة إنغوشيا جاء بعد أن أعلنت المحكمة الدستورية قرارا يقضي بوقف قرار الاقتطاع وإحالة القضية إلى استفتاء شعبي. وسبب هذه الاحتجاجات، أنه في 9/26 اتفق كل من قديروف رئيس جمهورية الشيشان ويونس بك يفكوروف رئيس جمهورية إنغوشيا على إعطاء جزء من أراضي إنغوشيا للشيشان، وفي 10/4 أقر البرلمان الإنغوشي القرار وفي اليوم نفسه خرجت الجماهير الإنغوشية رافضة الاتفاقية مطالبة بالعدول عنها وأنه لا يحق للرئيس أن يقر الأمر دون الرجوع للشعب.
لقد أخافت هذه الجموع المحتجة الحكومة الإنغوشية وأربكتها حتى إنها أغلقت المكان ولم تسمح للقادمين للاحتجاج من الأقاليم الأخرى وقامت كذلك بحماية المحتجين، وقد أدى أفراد الشرطة الصلاة مع المحتجين وقام السكان المجاورون بتقديم الطعام والشراب للمحتجين في منظر مهيب.
ومع أن عدد سكان إنغوشيا لا يتجاوز 500 ألف نسمة إلا أن إنغوشيا مكتظة بالسكان لصغر مساحتها الإجمالية، ففي عام 1944 تم ترحيل الإنغوش على يد ستالين إلى كازاخستان وآسيا الوسطى وأعطيت أراضيهم وبيوتهم لأناس من أوسيتيا الشمالية، وبعد عودة الإنغوش إلى ديارهم نشبت حرب بينهم وبين أهل أوسيتيا الشمالية خريف عام 1992م ولكن بقيت الحدود والأمور على ما هي عليه.
لهذا كان الاحتجاج حقيقياً، وقد جمع الإنغوش جميعا لأن للحدود عندهم تاريخاً مؤلماً، والأهم أن الشعب الإنغوشي يجمعه الإيمان بالله تعالى، وقد تجلى ذلك في إقامتهم لشعائر صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام بعشرات الآلاف. وهذه المشاعر الإسلامية لدى أهل شمال القوقاز هي التي دفعت القيادة الفدرالية عبر أزلامهم قديروف ويفكوروف لإثارة النعرات والبغضاء بين إخوة الدين والعقيدة مستخدمين سياسة الاستعمار "فرق تسد" لعلمهم حساسية هذا الأمر عند أهل إنغوشيا.
ظنت موسكو أن الأمور ستسير كما خططت لها وبسلاسة لكن الرياح جرت على غير ما اشتهت روسيا فوقف أهل إنغوشيا لها بالمرصاد مع تأكيدهم أنه لا مشكلة لهم مع إخوانهم المسلمين في الشيشان بل إن مشكلتهم هي مع الرئيس يفكوروف. لذلك ارتبكت الحكومة أمام جموع المحتجين وحاولت كسب الوقت لتمرير القرار لتجبر الناس بعد ذلك للذهاب إلى محكمة الاستئناف، وفي الشيشان أدركوا أن أصابع موسكو هي خلف هذا القرار للإيقاع بين الإخوة وأن الأداة لذلك هم قديروف ويفكوروف.
وبعد إصرار الناس على الرفض اضطرت الحكومة لسحب القرار وتحول الحديث عن مدى صلاحية الرئيس يفكوروف لرئاسة الجمهورية، وفورا طلبت السلطات الفدرالية من المحكمة الدستورية إلغاء القرار. حيث علق الكرملن للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة على لسان الناطق الرسمي باسم الرئيس بوتين بقوله "هناك قرار صادر من المحكمة الدستورية لذلك يجب على المحامين الاستمرار في النقاش...". وبهذا فإن إرادة موسكو الإفساد بين الإخوة انقلبت على شعبية أزلامهم قديروف ويفكوروف وعلى مصداقية السلطات الفدرالية.
ومع أن الشعب الإنغوشي وقف ضد ضياع أرضه، إلا أنه لا يتحكم في أموره بما في الكلمة من معنى، لأن ذلك يكمن في تطبيق شرع الله وليس عبر قوانين روسيا، وفقط في ظل حكم الإسلام سيعلم الشعب الإنغوشي أن الحدود المصطنعة بين الإخوة لا قيمة لها، وأن الأهم هو تطبيق أحكام الإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف
وسائط
1 تعليق
-
وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ