- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكن للدول الديمقراطية التسامح مع أي شيء إلا النقاش حول الديمقراطية
(مترجم)
الخبر:
تمت دعوة الناشط البريطاني المعارض للإسلام واليميني المتطرف تومي روبنسون للتحدث أمام الكونجرس الأمريكي في تشرين الثاني/نوفمبر، وفقا لما ذكرته صحيفة الإندبندنت، وهو حاليا في انتظار محاكمته بسبب الإبلاغ المتكرر عن محاكمة جارية لمجموعة من الرجال الآسيويين المتهمين بالاغتصاب، ومحاولة اتهامهم بأنهم مدفوعون من قبل الإسلام، على الرغم من أن زعيم العصابة المدان هو من السيخ وليس من المسلمين.
التعليق:
إن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام من وجود عنصرية مدفوعة بالكراهية والتضليل، هو الجدل الأيديولوجي الذي أعقب ذلك بشأن الكيفية التي ينبغي أن يتعامل بها المجتمع الديمقراطي مع مثل هؤلاء "المتطرفين". وكتب كاتب عمود في صحيفة الجارديان عن "عدم وجود منصات" تقليدية والتعتيم على وسائل الإعلام الذي لا يزال شائعا، وأبدى استياءه من تقويضها من خلال دخول العامة إلى وسائل الإعلام الإلكترونية مثل الفيسبوك.
وكتب قائلا "المجتمعات المتسامحة يمكنها التسامح مع كل الأمور ما عدا التعصب المتطرف. والديمقراطية الليبرالية مسموح بها، أو حتى ملزمة، بصد أولئك الذين يعطون نصف فرصة، فيستغلون قواعد الديمقراطية الليبرالية لتدميرها".
إن هذه هي المفارقة والتناقض الكبير الذي لا يمكن للديمقراطيات أن تتجنبه، ويحب الناشط المناصر للديمقراطية أن يتجاهله. فالسبيل الوحيد لحماية "حريات" الديمقراطية هو منع الاستماع إلى آراء بديلة، وبدل السماح للنقاش العادل أن يحدث والأقوى حجة يفوز بسبب قوة أدلته، فإن الديمقراطيات في العالم يجب أن تمنع، قسرا في كثير من الأحيان، النقاش حتى من حدوثه.
وفي الوقت الحالي، فإن الحكومة البريطانية تُفشل شعبها من الناحية الاقتصادية، بينما تعمل مع وسائل الإعلام على خلق جو من إلقاء اللوم على الأجانب، وخاصة المسلمين. إن العنصريين أمثال تومي روبنسون يلعبون فقط في الجزء المخصص لهم، ويمكن للجمهور أن يشعر بالمشاكل الاقتصادية، لذلك فهو مع الحكومة في حين إن وسائل الإعلام تصرف انتباههم إلى المهاجرين في بريطانيا، وبخاصة المسلمين، وسيستخدم هو وأنصاره القوالب النمطية العنصرية الكريهة لإثاره الكراهية، وحتى تشجيع العنف، في حين إن وسائل الإعلام والحكومة ستدينه، ولكن في الوقت نفسه يواصلون توجيه أصابع الاتهام إلى الجالية المسلمة في بريطانيا، فعنصريته العلنية هي أداة ملائمة لإغلاق النقاش المفتوح وحظره، مع وجود تشريع إذا لزم الأمر.
ولكن في نهاية كل هذه الدراما، ما الذي حقا يتم منعه؟ يتم إسكات جميع النقاشات المفتوحة حول الديمقراطية نفسها، إلى جانب أي نقاش معقول حول الاقتصاد وكيف يستغل الرأسماليون الجميع. وهكذا تعيش الديمقراطية كي ترى يوما آخر، وإن كان ذلك في الوقت بدل الضائع، تحت ذرائع زائفة، في أمل يائس بأن تناقضاتها الأساسية لن تنكشف للناس العاديين الذين يعانون من عللها كل يوم.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا