الأربعاء، 04 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
سجايا الرويبضات الغدر والخيانة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سجايا الرويبضات الغدر والخيانة

 

 

الخبر:

 

تكاد تكون أخبار قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي مؤكدة وذلك إثر دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، وقد ذكر موقع الجزيرة يوم الأحد الماضي الموافق 2018/10/7 نقلا عن وكالة رويترز أن خاشقجي قد تمت تصفيته داخل القنصلية السعودية.

 

التعليق:

 

لا شك أن مهنة الصحافة مهنة قديمة وهي في غاية الأهمية، ولا غنى عنها وذلك لقدرتها على التأثير في البشر وفي الرأي العام، وقد تطورت وسائل الصحافة وأساليبها وأدواتها مع مرور الأيام والسنين إلى أن وصلت إلى شكلها الحالي الذي نراه اليوم، فمن إلقاء الشعر وسرد القصص وأخبار الأمم وكتابة الكتب إلى صحف مطبوعة ونشرات أخبار وحوارات ومقابلات على شاشة التلفزيون ومنابر إلكترونية ومواقع إخبارية على شبكة الإنترنت...

 

وليس من المبالغة في شيء أن يقول قائل إن الصحافة العالمية اليوم تلعب دورا خطيرا في التأثير على المجتمعات من خلال النشر والتركيز على أفكار وآراء معينة وتقديمها للناس، وأصبحت عاملا مهما في تشكيل الرأي العام وتبرير ما يتخذه الحكام من قرارات، وإبراز أمرٍ وإخفاء حقيقة، لا بل إن ما لا يستطيع الحكام تنفيذه بالقوة أحيانا ينفذونه غالبا عن طريق الصحافة، ولذلك لم تأت من فراغ تسميتها بالسلطة الرابعة، ومن هنا أصبحت هناك علاقة متلازمة بين الحاكم والإعلام، وهذا بالضبط أساس قضية اختطاف جمال خاشقجي وتصفيته. فليس القصد هنا هو سرد تاريخ الصحافة بشكل تفصيلي وإنما للفت النظر إلى العلاقة الحميمة بين الحاكم والإعلام، جمال خاشقجي كانت تربطه بالعائلة المالكة في السعودية رابطة قوية وكان من المقربين منها، بل إن ملك السعودية السابق عبد الله قدم خاشقجي لملكة بريطانيا إليزابيث قائلا لها هذا أهم صحفي سعودي، مما يدل على عمق العلاقة بين جمال والعائلة المالكة، ولذلك شغل مناصب عديدة، فقد كان يعمل مستشارا للملك عبد الله وشغل منصب رئيس تحرير للعديد من الصحف في بلاده، وبعد أن كان يعد صوت النظام وصحفيّ سلطةٍ بامتياز إذ به يصبح بين عشية وضحاها مغضوبا عليه وممنوعا من الكتابة وفي أسوأ الأحوال مغدورا مقتولا من قبل ملك آل سعود وولي عهده!

 

إن علاقة خاشقجي بحكام آل سعود كانت قوية جدا في زمن عميل بريطانيا الملك عبد الله، الذي قرّبه وأغدق عليه المناصب، وبقي هذا الحال حتى وصل عملاء أمريكا إلى سدة الحكم، فانقلبوا على عملاء الإنجليز وأبعدوهم عن مراكز السلطة ومواقع القوة، وزاد الأمر سوءا عندما أصبحت مقاليد الأمور بيد ابن سلمان، عندها فضل الخاشقجي أن يستقر في أمريكا بعد أن تم التضييق عليه ومنعه من الكتابة وإجراء حوارات ومقابلات.

 

 إن سجايا حكام المسلمين الرويبضات كلها غدر وخيانة، لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، خانوا الله ورسوله والمؤمنين، ومن كان هذا حاله فكيف يأمن غدرَه صحفيٌّ أو عالم، ولقد بلغت الخسة بهؤلاء الرويبضات أن بعضهم غدر بأقرب المقربين منه كوالده مثلا، فهل يأمن مكر هؤلاء مؤمن؟!

 

إن اختطاف جمال خاشقجي واغتياله يجب أن يكون درسا لكل صحفي وإعلامي يقف مسترزقا على أبواب الحكام الظلمة، وأن يعلموا أن الأيام دول، وأن القرب من هؤلاء الظلمة عاقبته وخيمة، وأن حضن الأمة أدفأ لهم من حضن الطواغيت، وأن ممارسة هذه المهنة تستوجب من الإنسان الصدق والأمانة وأن يكون الإعلامي حيثما يكون الحق، وإنكم معشر الإعلاميين أمام مسؤولية عظيمة، وإنها أمانة وإن الله سائلكم عن كل كلمة تكتبونها، فلتكن غايتكم خدمة قضايا الأمة ونشر مبدأ الإسلام ومحاسبة الحكام وفضح عمالتهم ومؤامراتهم لا التستر عليها! ولن يتركم الله أعمالكم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وليد بليبل

آخر تعديل علىالخميس, 11 تشرين الأول/أكتوبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع