- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحفاظ على الأونروا استمرار في لعبة التضليل السياسي
الخبر
الغد الأردني – القاهرة – أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن الحفاظ على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين الأونروا، استثمار ضروري لبناء السلام والاستقرار اللذين ننشد جميعا.
واعتبر الصفدي، أن للفشل في حماية الوكالة ودورها الكامل تبعات خطرة على أمن المنطقة، خصوصا مع تعمق مشاعر الغضب واليأس وزيادة احتمالات تفجر الأوضاع جراء استمرار غياب آفاق إنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة.
وأكد أن الأردن سيستمر بالعمل مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي لإسناد الوكالة سياسياً وماليا، وللتأكيد على أهمية استمرارها في القيام بدورها.
وقال الصفدي إننا نعمل معكم جميعاً لضمان أن يكون التصويت على تجديد ولايتها العام المقبل في الجمعية العامة وقفة دولية للتأكيد على أن للاجئين حقوقا حياتية وسياسية لا مساومة فيها.
التعليق:
أسست الأونروا عام 1950 أي بعد نكبة فلسطين عام 1948 وتسليم فلسطين للعصابات اليهودية التي أعلنت قيام كيان يهود، وشردت الشعب الفلسطيني في الداخل وأرض الجوار في الأردن وسوريا ولبنان، وأقامت لهم مخيمات تطورت فيما بعد وبنيت فيها المدارس والمستشفيات، وتم تمويل الأونروا من قبل الدول الاستعمارية المجرمة التي دعمت يهود ومكنت لهم في الأرض المباركة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي مولت ثلث الميزانية.
الأونروا هي جزء من التضليل السياسي الذي مورس على هذه الأمة من قبل أعدائها، التي جاءت لتعالج النتائج الكارثية التي ترتبت على احتلال فلسطين وتشريد شعبها منها، لتصرف أذهان المسلمين عن تحرير فلسطين وطرد الغاصبين منها.
فبدلا من أن تتحرك الأمة لتحرير فلسطين، تم تضليلها بفك الارتباط بين فلسطين وبين الأمة وتحويلها من قضية إسلامية إلى قضية عربية ثم إلى قضية وطنية ثم تحويلها إلى قضية لاجئين وحدود وحق عودة، وأخيرا لا بد من إنهاء القضية وتوطين اللاجئين في البلاد التي لجأوا إليها... كل ذلك من التضليل السياسي الذي مارسته الدول الكبرى على الأمة الإسلامية لدرجة أصبحت الشعوب هي التي تحرص على المطالبة بما أملته عليها الدول الاستعمارية، فبقاء الأونروا أصبح مطلبا شعبيا وليس مطلبا للدول العربية فقط، لأن الدول الغربية الكافرة وعلى رأسها أمريكا استطاعت أن تربط مصالح الشعوب والدول بهذه المنظمات الدولية المشؤومة.
إنه لمن المؤسف أن يجتمع وزراء الخارجية العرب للمطالبة بدعم الأونروا وتحقيق المطلب الأمريكي الذي رفض تمويلها وطلب من الدول الخليجية الغنية أن تمولها، إنه لمن المؤسف حقا أن يكون زعماؤنا هم أبواق التضليل السياسي الغربي وهم الداعين له، كان المفروض من الزعماء أن يحرروا أنفسهم أولا وشعوبهم ثانيا من السيطرة الغربية، ولكن أنى لهم ذلك وهم مجرد فئة مأجورة لتنفيذ ما يريده الغرب الكافر منها!
إن الذي يحقق السلام والاستقرار هو التحرر من الهيمنة السياسية والاقتصادية الغربية، وهذا يوجب علينا كأمة مسلمة أن نتصدى لهذا التضليل السياسي والاقتصادي وأن نملك إرادتنا وقراراتنا وأن نخرجها من يد عدونا.
لماذا يحتاج الشعب الفلسطيني للأونروا؟
لأنه لا زال مشردا لا يستطيع الحصول على التعليم والعمل والصحة إلا بوجود هذه المنظمة، ما الحل؟ ليس الحل في الأونروا والأمم المتحدة، وليس الحل في تنفيذ القرارات الدولية، إنما يكمن الحل في عودة القضية إلى مسارها الطبيعي؛ قضية إسلامية وليست قضية فلسطينية، قضية تحرير الأرض المباركة التي فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين وليست قضية لاجئين وحدود وحق عودة، إنها قضية إعادة الأمة الإسلامية إلى سابق عهدها، لتكون الأمة الأولى في العالم تملك إرادتها وقراراتها وتملك اقتصادها، فإذا صار للمسلمين دولة حررت فلسطين وأنهت وجود المخيمات.
لسنا أمة فقيرة تتسول على أبواب المنظمات الدولية، إننا أمة عظيمة تملك أعظم مبدأ وأعظم حضارة تحمل مشعل النور والهداية للعالم أجمع، تحمل مشروعا سياسيا يملك القدرة على تنظيم العلاقات الدولية وحل المشاكل الناتجة عن هذه العلاقات حلا يحترم إنسانية الإنسان، نحن أمة تملك أقوى موقع استراتيجي وتملك أعظم الثروات التي يحتاجها العالم كله، لسنا بحاجة إلى دولارات أمريكا ويورو أوروبا وينّ اليابان، فلتذهب الأونروا إلى الجحيم.
إن إقامة الخلافة الراشدة هي التي تعيد ثروات الأمة المنهوبة إليها وهي التي تقضي على ظاهرة التشرد والتسول.
اللهم أكرمنا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. اللهم آمين
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين – ولاية الأردن