- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المبعوث الأممي يزور اليمن مرات متتالية ولم يستطع إلى الآن تقريب وجهات النظر
فما هو السر في ذلك؟
الخبر:
"استقبل فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، اليوم، المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث والوفد المرافق له في زيارته الثانية للعاصمة المؤقتة عدن بحضور رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وذلك للوقوف على آفاق السلام وإمكاناته المتاحة". موقع اليمن السعيد.
التعليق:
وصل مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث إلى عدن لمقابلة عبد ربه منصور هادي وقد التقى به عدة مرات من قبلُ من أجل تقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع ولكنه لم يستطع ذلك حتى الآن، وبالمقابل التقى مع قيادة جماعة الحوثي في صنعاء والتقى بزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي نفسه ومع ذلك لم نلمس انفراجاً للصراع وإن حصل فإنها سوف تكون استراحة محارب لأن الصراع هو بين دول استعمارية تذوقت طعم حلاوة الثروة، وأدركت موقع البلد، وهي تعرف أنها جولة من جولات ضرب أمة الإسلام وذلك بالإبقاء عليها ممزقة ضعيفة منشغلة بنفسها. فنحن ندرك أن الأمم المتحدة عن طريق مبعوثيها لن تحل أزمة ولن تداوي جرحاً وإنما تدخلاتها هي السم الزعاف. لماذا؟
إن السر هو في النقاط أدناه والتي سنذكّر بها من يُعَول على الأمم المتحدة في إيجاد حل للوضع القائم:
أولا: يجب أن يعلم المسلمون والعالم أن الأمم المتحدة هي منظمة صليبية أنشئت من أجل حل مشكلة الدول النصرانية، والنزاعات بينها في القرن السابع عشر، وأنها تحولت من رابطة الصليبيين المحاربين إلى عصبة الأمم النصرانية ثم إلى هيئة الأمم المتحدة، وأن ميثاقها وضع للملمة شتات تلك الدول ووضع حد للصراعات والنزاعات في ما بين الدول الصليبية لكي تتوحد ضد الخلافة العثمانية.
ثانيا: إن ميثاقها صيغ لحفظ أمن الدول النصرانية ولا يصلح لباقي الأمم وخاصة المسلمين الذين لهم عقيدة وحضارة وأنظمة تختلف عن ميثاق الأمم المتحدة اختلافا جذريا.
ثالثا: إن المسلمين لا ناقة لهم ولا جمل في تلك المنظمة ودستورها وميثاقها فهو وضع لبيئة غير بيئة المسلمين ولمجتمع غير المجتمع الإسلامي، ولم يشارك في صياغته أحد من المسلمين، وإنما أجبرت البلدان الإسلامية على الانضمام إلى تلك الهيئة الصليبية بقوة الغلبة أو بالعملاء.
رابعا: الأمم المتحدة منذ نشٲتها وهي تخدم الدول الصليبية الكبيرة التي تستخدمها لتنفيذ مخططاتها وتحقيق مصالحها ولم تحل قضية من قضايا المسلمين، من قضية فلسطين إلى قضية بورما...
خامسا: نقول للمبعوث الدولي مارتن غريفيث والمندوبين السابقين جئتم لتحقيق أهداف وسياسات الدول الصليبية الكبرى خاصة أمريكا وبريطانيا.
سادسا: إذا لم تكن هنالك، يا مارتن غريفيث، رغبة واتفاق مسبق فيما بين أمريكا وبريطانيا على إيقاف الحرب في اليمن وعلى اليمن، فلا تتعب نفسك في الذهاب والإياب فالأزمة اليمنية هي أزمة صراع عالمية على المصالح الاقتصادية والممرات البحرية وعلى السيادة والنفوذ والأسواق المدنية والعسكرية.
سابعا: أنت تعلم يا مارتن غريفيث أن السعودية عميلة لأمريكا وأن الإمارات عميلة لبريطانيا وأن إيران تدور في فلك أمريكا، والصراع على أشده بينهما تنفيذا لمخططات أسيادهما، وتعلم أيضا أن عبد ربه منصور هادي ومن معه عملاء لبريطانيا وأن الحوثيبن عملاء لأمريكا وليسوا أطرافاً مباشرة في المفاوضات التي سوف تديرونها بشأن اليمن فلا تتعب نفسك في لملمة شتات أهل اليمن، لأن الأطراف لا يمتلكون القرار والتصرف إلا بما تمليه عليهم أمريكا وبريطانيا أو عملاؤهم السعودية والإمارات، ويقول المثل العربي (فاقد الشيء لا يعطيه).
ثامنا: إذا لم تتوحد القيادة والجيش والمال فلن توجد دولة أصلا فضلا عما تخططون له من تمزيق اليمن إلى دويلات عن طريق الفدرالية وتسليم كل طرف عميل لكم جزءاً من اليمن.
تاسعا: يجب أن يعلم المسلمون وغيرهم أن حل مشكلة اليمن وغيرها من بلاد المسلمين لن يكون إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والتي تخاف منها دول الكفر وتحذر منها وتعمل على منع إقامتها، وإنها قائمة بإذن الله تعالى مصداقا لوعد الله سبحانه وتعالى، وبشرى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعندها سوف تحل جميع مشاكل أمة الإسلام والبشرية جمعاء، وتهدم الأمم المتحدة وتعود أمريكا وبريطانيا منكفئة إلى ديارها إن بقي لها عقر دار.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. ناصر عبده وحان – اليمن