- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ترامب يكشف عن عفونة النظام الرأسمالي
الخبر:
دعا وزير الخارجية الألمانية السابق زيغمار جابرييل إلى تبني سياسة حازمة ضد ترامب.
وأضاف أنه "لا يمكن الاعتماد على أمريكا في ظل ترامب".
ورأى جابرييل الزعيم السابق لحزبه، أن ترامب "لا يعرف سوى القوة"، وأردف: "لذلك علينا أن نظهر له أننا أقوياء أيضًا".
واعتبر جابرييل أن أوروبا يمكنها الرد على طلبات ترامب من خلال استغلال ملف الإنفاق على اللاجئين.
وقال "إذا كان هو يطالب بمليارات الدولارات للنفقات العسكرية الأمريكية، فعلينا أن نطالب بعودة المليارات التي أنفقت على موجة اللاجئين التي تسبب بها التدخل العسكري الأمريكي الفاشل في العراق".
التعليق:
هذه تصريحات جابرييل هذا اليوم، وكانت تصريحاته مشابهة قبل أكثر من عام أثناء إشغاله منصب وزير الخارجية، حيث طالب أوروبا بالوقوف في وجه سياسة ترامب. وقال جابرييل في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة يوم الثلاثاء 30 أيار/مايو 2017 "من لا يقف في وجه هذه السياسة الأمريكية سيكون مشاركا في المسؤولية... من يبيع المزيد من الأسلحة في مناطق الأزمات ومن لا يريد حل نزاعات دينية سياسيا فإنه يعرض السلام في أوروبا للخطر".
وكان آخرون غيره من الساسة الأوروبيين قد أظهروا امتعاضهم بل وغضبهم من سياسة العنجهية الأمريكية التي يتبناها ترامب، ولكنهم في نهاية الأمر خضعوا لمطالبه في زيادة النفقات في حلف الناتو واستقبلوه برحابة رغم هجومه الشخصي وانتقاداته اللاذعة لألمانيا وبريطانيا وفرنسا وبقية أعضاء الناتو، ناهيك عن فرضه الضرائب على الواردات من أوروبا وكندا والصين.
الأمر ليس غريبا ما دام الذي يدير السياسة هو المصالح وتحركها البراغماتية، فأوروبا ليست قوية وخاصة بعد خروج بريطانيا من اتحادها، والخلافات الثنائية على المصالح الوطنية تنهش في ذلك الاتحاد حتى أصبح يخشى على فرنسا وإيطاليا أن تغادراه بمجرد حصول اليمين على أغلبية في هذه الدول، ولهذا فإن ترامب يستطيع وبكل وقاحة أن يقف في وسط الناتو ويصرح بأنه انتصر على "حلفائه" وأجبرهم على دفع "الإتاوة" المفروضة عليهم دون مقابل...
حقيق أنه زمن الرويبضات في كافة أنحاء العالم، وليس في عالمنا الإسلامي فحسب، فقد كشف ترامب بسياسته هذه أن النظام العالمي هش ومتهاوٍ، لا يسنده شيء سوى القوة العسكرية والبطش، ولا يحركه إلا المصالح والنفعية، فإن انتهت المصالح فإن القوي يأكل الضعيف، كما هو الحال في الغابات أو البحار، فليس هناك اعتبار لحليف أو صديق، ولا ضمان ولا أمان...
لن يغير هذا الحال سوى قوة مبدئية قادرة على الوقوف في وجهه دون اعتبارات دنيوية أو خوف على مصالح آنية. فالذي جعل الصحابي الجليل حذافة بن عبد الله السهمي يقف شامخا أمام كسرى يسلمه رسالة النبي عليه الصلاة والسلام بكل إباء وأنفة، لا يخشى إلا الله، هذا المبدأ هو الوحيد القادر على هزم ترامب وأشياعه، ورفع الظلم والجبروت والاستغلال عن كاهل البشر، وضمان العدل والأمن والاستقرار.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا
آخر تعديل علىالأحد, 15 تموز/يوليو 2018