- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعة أمريكا في العالم!!
الخبر:
استبق وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري اجتماعات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل بالتنديد بـ "السلوك الغريب والمعاكس" للرئيس دونالد ترامب واتهمه بـ "تدمير سمعة أمريكا في العالم". الجزيرة نت.
التعليق:
قد يتساءل القارئ والمتابع: هل حرصت أمريكا يوماً ما على سمعتها في العالم؟ وهل تغيّرت السياسة الأمريكية الخارجية القائمة على الاستعمار في زمن أية إدارة من إداراتها؟
من المعروف أن السياسة الخارجية الأمريكية تقوم على الاستعمار ونهب ثروات الشعوب والأمم الأخرى، بغض النظر عن الخطط والوسائل والأساليب المستخدمة في ذلك، وبغضّ النظر عن الجرائم التي ارتكبتها في سبيل ذلك، وبغضّ النظر عن الأرواح التي أزهقتها، والآلام التي سببتها للشعوب الأخرى، ذلك أن مبدأها الرأسماليّ مقياسه المنفعة دون اعتبار لأية قيمة أخرى، وكل إدارة من الإدارات الأمريكية لها أساليبها ووسائلها في تنفيذ ذلك، فمنهم من يحسّن صورةَ الجلاد أمام الضحية، ومنهم من لم يبالِ بذلك، ومنهم من بلغت وقاحته حداً لا يهتمّ بصورة أمريكا، مثل جورج بوش الابن في مقولته المشهورة: "من ليس معنا فهو ضدنا"، ومثل دونالد ترامب الرئيس الحالي الأكثر وقاحة والأشد حمقاً في تصريحاته السياسية، وتراجعه عن كثير منها...
وفي كل الأحوال فهذه طبيعة مبدأٍ كالمبدأ الرأسمالي الذي تقوم طريقة نشره على الاستعمار، ويقوم مقياسه على المنفعة، فليس عنده حليف دائم، ولا عدو دائم، بل المصلحة هي حليفه الدائم الذي لا يتخلى عنه، حتى لو أدّى ذلك إلى تدمير سمعة البلد الذي تقوم على هذا المبدأ.
شتّان بين المبدأ الرأسمالي البشري، والمبدأ الإسلامي الذي رعى الناس حق الرعاية، وبلغت سمعة الدولة الإسلامية التي قامت عليه، بلغت الآفاق، يعرفها القاصي والداني، وقد آنَ الأوان ليحلّ هذا المبدأ محلّ المبدأ الرأسمالي، فيعم الناس بعدله وحسن رعايته، في دولة الخلافة على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن