- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تتحرك لاستخدام الهجوم الكيماوي في سوريا
من أجل تحقيق أهدافها الخاصة
(مترجم)
الخبر:
وفقا لصحيفة واشنطن بوست:
(تعهد الرئيس ترامب اليوم الاثنين بأن أمريكا ستتخذ إجراءات سريعة ردا على هجوم يشتبه في أنه استخدام للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في سوريا، وسط دبلوماسية متعجلة تشير إلى أن الضربات العسكرية المتحالفة قد تكون وشيكة.
بدأت إدارة ترامب، التي تدعمها فرنسا وبريطانيا، في اتخاذ قضية ظرفية بأن تتحمل سوريا وشركاؤها الروس والإيرانيون المسؤولية المباشرة عن استشهاد ما لا يقل عن 49 شخصا في نهاية الأسبوع في مدينة دوما - مركز المعارضة - الواقعة خارج العاصمة السورية دمشق.
"لقد كان هجوما وحشيا، وكان الأمر فظيعا". هذا ما قاله ترامب في بداية اجتماع مجلس الوزراء الذي يعد واحدا من عدة تجمعات في البيت الأبيض يوم الاثنين حيث تمت مناقشة العمل العسكري المحتمل.
وتشمل الخيارات نوعا من الغارات الجوية الرمزية التي طلبها ترامب قبل عام ردا على هجوم كيماوي مماثل ألقي اللوم فيه على الرئيس السوري بشار الأسد، أو هجوم أوسع وأكثر خطورة.
وأضاف ترامب "إننا ندرس هذه الحالة عن كثب وبشكل وثيق للغاية. ونحن نجتمع مع قواتنا العسكرية والجميع، وسنقوم باتخاذ بعض القرارات الرئيسية خلال الـ24 إلى 48 ساعة القادمة".
وقال الرئيس في لهجة كئيبة "نحن نقلق جدا عندما يحدث شيء من هذا القبيل". "هذا شيء يتعلق بالإنسانية نحن نتحدث عن الإنسانية ولا يمكن السماح بحدوث ذلك".)
التعليق:
النظام الاستبدادي لبشار الأسد، مثله مثل نظام والده من قبله، لا يحترم أي حدود في السعي إلى الهيمنة والسيطرة الكاملة على سوريا. وفي المرحلة الأخيرة من سحقه وتدميره الوحشي للثورة، يتبع النظام شكلا من أشكال التطهير الأيديولوجي للسكان في الغوطة، ويستهدف مباشرة السكان المدنيين لإرغامهم على النزوح والهجرة من المنطقة. ومن الواضح أن سرعة الإجلاء لا تروق لهم، وهذا ما دفعهم إلى نشر أسلحة كيميائية لضمان تحقيق نتائج فورية.
ويتجاوز مدى فظائع الحرب المرتكبة في عصرنا تلك التي ارتكبت في العصور السابقة. فالحروب لا تنشب الآن بين الجيوش المحترفة التي تتقيد بقواعد السلوك الأخلاقية، ولكنها بدلا من ذلك تشن الحرب على السكان المدنيين دون فرض أي قيود على تدمير الأرواح والممتلكات. نعم، نحن تعلمنا في التاريخ عن سفك وإراقة المغول للدماء على سبيل المثال. ولكن كانت هذه استثناءات. ولهذا السبب احتفظ السجل التاريخي بهذه الأعمال التي ارتكبت منذ قرون. ولكن في هذا العصر الذي تهيمن فيه الحضارة الغربية على العالم، أصبحت هذه الفظائع مجرد أمر شائع، والأخبار المتعلقة بهجوم الأسلحة الكيماوية في سوريا ليست سوى أحداث أضيفت إلى سلسلة كاملة من العديد من الأخبار السابقة، وهي قصة قادرة على ملء صفحات الصحف وشاشات التلفزيون لبضعة أيام على الأقل. والذي يقف وراء وتوجيه الحرب في سوريا هي القوة العظمى الوحيدة في العالم، أمريكا، وبطل الحضارة الغربية، والرئيس دونالد ترامب الذي يختار الرعب للتأثير في الأعمال التي قام بها والعقوبات التي فرضتها بلده ضد الأمة الإسلامية.
إن أمريكا هي التي تهيمن على العالم الإسلامي في هذا الوقت، وأمريكا هي التي لديها مخاوف كثيرة من الثورة في سوريا. ولكنها ما زالت في حالة صدمة بعد نضالها في الاحتلال المباشر للعراق وأفغانستان، وقد اختارت أمريكا نهجا مختلفا لإدارة سوريا، وذلك باستخدام الروس وقائمة كاملة من الأنظمة والجماعات في البلاد الإسلامية لخوض الحرب بالنيابة عنها. وفي الوقت نفسه تقف أمريكا وراءها، وتشرف على كل جانب من جوانب العمليات، وتحدد الذين يقاتلون فيها، وتتحكم في ما يأخذون. وبالتالي فإن أمريكا هي التي قررت أن المناطق المحيطة بدمشق يجب أن تكون للمجرم بشار وحده، لذلك فإن أمريكا هي التي سمحت له بتنفيذ إرهابه الوحشي على المسلمين في سوريا.
إذن لماذا يدين دونالد ترامب بنفاق الهجوم الكيماوي الذي سمحت به سياسته السورية؟ ببساطة لان أمريكا تسعى إلى الحفاظ على الرأي العام العالمي ضد جميع العناصر الأخرى في المسرح السوري، لإبقائهم جميعا تحت سيطرتها. وقد تحتاج أمريكا إلى التحرك في أي وقت ضد أي واحد منهم، وستسعى بالتأكيد إلى الحد منها حالما يكتمل دورها. إن دونالد ترامب أقل اهتماما بالإنسانية التي أشار إليها في تعليقاته. إنها الحرب الشريرة التي تخوضها أمريكا وإنه من واجب الشر أن يتولى عملاء أمريكا القيام به بموجب التعليمات الأمريكية ولن يجنوا إلا الخسارة في الدنيا والآخرة.
يشعر الغرب أن هيمنته على العالم تقترب من نهايتها. ويسعى الغرب إلى استخدام مفهوم العلمانية لإقناع الناس بالدين لتبني أسلوب حياة مجرد من الروحانية وبناء حضارة مشربة بالقيم الإلحادية للحرية والديمقراطية. بالتجرد من الروحانية، تجاوز الرجل الغربي جميع القيود المفروضة على أخيه الإنسان سعياً لتحقيق أهدافه المادية. ولكن، وبإذن الله، سيشهد العالم قريبًا قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستبطق الإسلام وأحكامه وتحمل نورها للعالم بأسره، مظهرة حضارة مبنية على الروحانية ونمط حياة يتوافق تمامًا مع الفطرة البشرية.
يقول الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فائق نجاح