الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أيها المخلصون! افضحوا الفخاخ المُعدّة لإدلب (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها المخلصون! افضحوا الفخاخ المُعدّة لإدلب

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

رفع القادمون من الغوطة الشرقية أعباء إدلب من جديد، إلى جانب الملايين من طالبي اللجوء الذين سبقوهم إلى المنطقة. فهؤلاء المظلومون الهاربون من ظلم الطاغية الأسد يتصارعون مع العديد من المشاكل على الحدود التركية. وقد دعا مجلس مدينة إدلب القوات التركية المسلحة للمشاركة في عملياتها من أجل السلام في المنطقة.

 

التعليق:

 

لقد استنجد الشعب السوري بالحكومة التركية طوال 7 سنوات. وتتابعت رسائلهم المستغيثة. لكن المسؤولين الذين تغاضوا عن استغاثات الشعب المرتفعة من بانياس وحماة ودرعا وحلب والغوطة الشرقية؛ أطلقوا عملية درع الفرات استجابة لأمريكا وروسيا في إطار عملية كبيرة انتهت بجريمة تسليم حلب لنظام الأسد القاتل! والوضع يشير إلى أن الوقت حان من أجل تسليم إدلب، وأن التحضيرات جارية لتسليمها أيضاً إلى النظام. وهكذا يأتي دور الإعلام الدولي والتركي في تحضير الرأي العام بنقل المأساة الإنسانية التي تعيشها المدن المحاصرة من قبل روسيا وإيران والنظام إلى الرأي العام.

 

وهذا ما حدث في حلب، فالإعلام الذي كان أصم وأعمى وأبكم أمام المذابح والإبادات الجماعية سنوات عديدة، استيقظت إنسانيته فجأةً! وأطلق حملةً تغطية لعملية تفريغٍ "إنسانية!" وإجلاء المدنيين من حلب، وتسليمها في النهاية إلى نظام الأسد القاتل، وانبرى المسؤولون الذين ذرفوا دموع التماسيح فجأة ليكونوا أبطال إجلاء المدنيين من حلب، وتوطينهم في إدلب.

 

وهذا ما حدث كذلك في الغوطة الشرقية، إذ تم إسكات القوى المدافعة عنها بأكاذيب وقف إطلاق النار، ولم يكلفوا أنفسهم حتى عناء إدراج انتهاك القوات الروسية وقوات نظام بشار لقرار مجلس الأمن الدولي. وخدعوا المقاومة مرة أخرى إذ أقنعوها بأن لا حيلة لهم إلا الجلاء عن الغوطة إلى إدلب.

 

وجاء الآن دور إدلب، ففي الخبر أعلاه دعوة من مجلس مدينة إدلب لدخول القوات التركية المسلحة. وهنا يجب أن نسأل من الذي يمثل شعب إدلب؟ هل هو مجلس مدينة إدلب أم المجموعات الثورية في المدينة؟ وهل يريد الشعب حقاً أن تدخل تركيا إلى إدلب؟ فإن كان الشعب فعلاً يطلب دخولها؛ فمن المسؤول عن دفع الشعب الذي قدم الضحايا والتضحيات ولا يزال طوال سبعة أعوامٍ للقبول بالحل الأمريكي؟ وكيف بلغت ثورة الشعب السوري إلى مثل هذا العجز؟

 

إن الجيش السوري الحر الذي آثر البقاء في أماكنه المحررة، وتقاعس عن أي قتالٍ لنظام المجرم بشار، وتقاعس عن توجيه الضربة القاتلة لهذا النظام؛ يقاتل الآن تحت قيادة التحالف الذي تسير في ركاب الحل الأمريكي. نعم هذه المجموعات التي لا تثق بوعد الله ولا تتخذ بشرى رسول الله r حافزاً لها وتعمل على غرس اليأس في الشعب السوري؛ يزحفون الآن في سبيل الوعود التركية الكاذبة وتطبيق الحل الأمريكي، ويقفون في صف التحالف الأمريكي الروسي الإيراني.

 

والمجموعات المخلصة التي لم تتمكن من توحيد صفوفها، واختيار قيادة سياسية تقودها، وحكمت على نفسها أن تبقى أسيرةً للظروف الصعبة رغم وقوف الشعب معها، ومنحها ثقته طوال هذه الفترة ألا تتحمل جزءاً من المسؤولية؟ بلى تتحمل مسؤولية كبرى كذلك، وهذه الجماعات هي التي تحدثت عن أن دخول تركيا إلى إدلب باعتبارها الجهة الضامنة لمقررات اتفاقيات أستانة لن يتطور لصالح روسيا وإيران والنظام. وواضح أن عدم رؤية الأضرار التي لحقت بالثورة نتيجة القرارات المأخوذة في اجتماعات أستانة التي نظمتها أمريكا، واتفقت فيها روسيا وإيران وتركيا يبعد كل البعد عن الحكمة والبصيرة. وهكذا فـ "القرية الظاهرة للعيان لا تحتاج إلى دليل" كما يقول المثل، والقادة أعلنوا بكل وضوح أن دور إدلب قد حان.

 

وقد سبق للرئيس أردوغان الذي تحدث يوم الجمعة 23 آذار/مارس في إسطنبول: «لن ينتهي الأمر في عفرين، والأمر سيستمر، فهناك إدلب وهناك منبج، وهناك تكامل هذا الأمر مع منطقة عمليات درع الفرات. والقضية برمتها هي إرجاع إخواننا المظلومين والمتضررين هناك إلى أراضيهم بأسرع وقت ممكن».

 

ومن هذا التصريح يمكننا رؤية ما يلي: هناك تكامل في المعنى والهدف والنتيجة بين عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات. والقيام بهذه العمليات لها معنىً واحد ألا وهو خدمة أمريكا في خطة الحل السوري. وأما الهدف فهو خلق عمليات عسكرية في المنطقة تهدف إلى توجيه الجماعات الثورية الإسلامية إلى أهداف أخرى وتجميد قتالها ضد النظام السوري وتمزيق وحدتها. وأما النتيجة فهي إجبار الجماعات المتمردة لترك أراضيها في حلب وإدلب وتسليمها للنظام عن طريق عمليات القصف والذبح من قبل روسيا والنظام من جهة وخداع تركيا السياسي من جهة أخرى.

 

إن الصراع مع الجماعات مثل حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، وتنظيم الدولة التي تعد بمثابة فيالق الجيش الأمريكي في المنطقة ما هي إلا عملية خداعٍ وقتالٍ مزيف. لأن تركيا لا تستطيع أن تزعم الحرب على إرهاب هذه الجماعات مع استمرار صداقتها وتحالفها مع أمريكا باعتبارها الفاعل الرئيسي وراء هذه المنظمات. وهذا الطريق الذي تسلكه تركيا لن يوصل أولئك الذين يؤمنون بهذه الأكاذيب والحيل إلى النصر بل إلى الاعتراف بمشروعية نظام الأسد القاتل مع الأسف. وينبغي رؤية هذا الطريق، هكذا نفق لا يمكن الخروج منه. وجميع الحملات التي تقام اليوم والتي ستقوم فيما بعد تحت شعار "أنقذوا إدلب" لن تكون دعوةً لإنقاذ إدلب، ولا لاستمرارية الثورة، بل ستكون حملات تخدم إنهاء الثورة وقتلها. وهذا ما حصل في حلب وما حصل في الغوطة الشرقية، ومن واجبنا أن نبين للناس حتى لا تتكرر حلب والغوطة في إدلب، وأن يفتح الشعب أعينه، ويرى الحقيقة كما هي. واليد التي ستمدها تركيا بناءً على محادثات أمريكا والأمم المتحدة في أستانة للشعب في إدلب ستكون ضربة لإنهاء الثورة وجر إدلب إلى الفخ. فيا أيها المخلصون افضحوا الفخاخ المُعدّة لإدلب.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمود كار

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

آخر تعديل علىالأربعاء, 11 نيسان/ابريل 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع