- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام العربي فاشل لأنه صناعة المستعمر، ونظام الخلافة سيحل محله قريباً
الخبر:
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في حواره مع صحيفة الأهرام: "إن هناك تحديات ومخاطر يواجهها العرب في المرحلة الراهنة وأهمها العمل على استيعاب التداعيات السلبية الواسعة لما سمي بـ(الربيع العربي)، وهي التداعيات التي يأتي على رأسها التهديد الذي تتعرض له باستمرار الدولة الوطنية في عدة مناطق بالوطن العربي".
التعليق:
يأتي هذا التصريح في ظل فشل المنظومة العربية في معالجة أي مشكلة طرأت عليها منذ تأسيسها. إذ إن حقيقة هذه المنظومة أنه تم تأسيسها على يد بريطانيا تحت مسمى "جامعة الدول العربية" وبهدف خدمة سياسة المستعمر ومصالحه وليس لخدمة الناس التي تخضع لسلطة الأنظمة المنضوية فيها. فكان من الطبيعي أن ينفجر الناس بوجه هذه المنظومة، ولو أن هذا الانفجار أتى بشكل متأخر، ولكنه كان حتمياً بعد أن وصل الاستهتار بالنفس البشرية في ظل النظام العربي إلى أقسى ما يمكن أن يتحمله أي مجتمع. فما قاله أمين عام جامعة الدول العربية عن تهديد فكرة الدولة الوطنية هي مخاوف في مكانها عند المستعمر.
إن فكرة الدولة الوطنية محدودة وهي فكرة غير إنسانية كونها تميز بين ابن بلدٍ وآخر، فلماذا على الإنسان التمسك بها؟! إن كان جميع المسلمين لديهم عقيدة واحدة ووجهة نظر واحدة في الحياة وسلوكهم واحد تجاه أي مسألة، بمعنى آخر، المسلمون ينطبق عليهم الوصف "أمة واحدة من دون الناس"، فهذا يعني تقسيمهم، كما هو الواقع اليوم، يخالف الشكل العقلاني الذي يجب أن يكونوا عليه.
إن الإسلام نص على شكل الحكم الذي يجب أن يعيش في ظله المسلمون. فكان شكل الحكم من جنس عقيدة الأمة الإسلامية. لكن واقع شكل الحكم الذي يدافع عنه أمين عام جامعة الدول العربية يخالف الإسلام صراحة. فرسول الله r يقول: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخِرَ مِنْهُمَا» رواه مسلم. ويقول: «إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ» رواه مسلم. ويقول: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ» رواه مسلم. فهذه الأحاديث الثلاثة كافية بأن نقول إن الإسلام حرم تقسيم الأمة إلى كيانات سياسية متناثرة. وإن الإسلام أوجب وحدة الأمة ووحدة قرارها ووحدة الحكم فيها، أي أن الأمة برمتها تخضع لقرار سياسي واحد.
ولقد نص الإسلام على شكل الحكم وهو الخلافة والذي يصادف اليوم الذكرى الـ97 لهدمها على يد المستعمر البريطاني. إن الثورات ما هي إلا دليل على امتعاض الأمة من الواقع السياسي المزري الذي أوجده المستعمر وهذا الحراك يسير بشكل طبيعي نحو الهدف الصحيح لأن الأمة التي تتحرك هي أمة تحمل الفكر الإسلامي وأما الأفكار الغربية العلمانية فهي عدا عن كونها لم تتغلغل إلى أعماق هذه الأمة فلقد بات تأثيرها يضمحل على البشرية كلها، وهذا يعود أولا لفسادها عقليا، وثانيا لطغيان المادية عليها مما يجردها من أي نوع من الإنسانية.
إن وحدة الأمة السياسية المتمثّلة في إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بات أمرا قريبا جدا، وإننا ندعو الله سبحانه وتعالى بأن تكون ذكرى هدمها اليوم هي الأخيرة وأن يكرمنا ربنا بإقامتها عاجلا غير آجل، إنه على كل شيء قدير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان