- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تهدد بفصل جنوب اليمن
للضغط على الطرف الإنجليزي لإشراك الحوثيين في السلطة
الخبر:
المستشار السعودي أنور عشقي: الجنوب العربي سينعم بالاستقلال وحذار من الاستعجال. (شبكة نخبة حضرموت). الاثنين 5 آذار/مارس 2018م.
التعليق:
ليست هذه المرة الأولى التي يصرح فيها المستشار السعودي أنور عشقي بانفصال جنوب اليمن، وهو يكشف عن توجه السعودية صوب فصل الجنوب عن الشمال، بينما تعمل الإمارات المشاركة مع السعودية في ما يسمى التحالف العربي في حرب اليمن، تعمل على الحفاظ على اليمن موحدا على الأقل في نظام فدرالي، ويتضح ذلك من خلال دعم الإمارات للمجلس الانتقالي الجنوبي والسيطرة عليه في الجنوب وهو الداعي للانفصال (شعارا) دون أن تمكنه الإمارات من ذلك وهي المسيطر الفعلي على الجنوب، وفِي الوقت ذاته تعمل الإمارات على دعم العمليات العسكرية في الجبهات في الشمال مثل جبهة المخا وزبيد والحديدة، وتعمل كذلك على تجهيز كتائب من الحرس الجمهوري بقيادة طارق صالح في معسكراتها في عدن. وفِي الجانب السياسي رفعت الإمارات الحظر عن أحمد علي صالح المقيم لديها، ودعمت الحملة السياسية التي ترعاها بقايا المؤتمر الشعبي العام لرفع العقوبات عن نجل صالح في مجلس الأمن الدولي، لتجهيزه للعب دورٍ في مستقبل اليمن، وبهذا يعمل الإنجليز عن طريق الإمارات للحفاظ على اليمن موحدا لفرض سيطرتهم على كامل اليمن، علاوة على تأييد الإمارات لعبد ربه هادي في مشروعه الوحدوي الذي ينادي بيمن فدرالي موحد يرتفع فيه علم الجمهورية في سماء صعده، على حد قوله.
إلا أن السعودية تهدد بفصل الجنوب ليس لتقوم بفصله وإنما للضغط على الإنجليز من أجل إشراك الحوثيين في السلطة في البلاد لأنهم مقبولون عند أمريكا وسيحافظون على مصالحها، رغم الشعار المعادي لأمريكا، إلا أن الأخيرة تدافع عنهم في المحافل الدولية وتجعلهم ندا لحكومة هادي في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.
والتهديد بفصل الجنوب ليس من أجل رفع الظلم عن أهله وإنما لإشاعة الفوضى في البلاد ما يعسر على الإنجليز السيطرة على موارده.
والتهديد الأمريكي للإنجليز لا يأتي فقط بالانفصال وإنما عن طريق الاغتيالات والقلاقل الأمنية في ما يسمى المناطق المحررة وإغراق البلاد في أزمات اقتصادية وأمنية متتابعة، ما يكشف التنافس الدموي بين الأطراف الغربية على مقدرات اليمن وموانئه وخيراته، وما لم يتفطن أهل اليمن لذلك الصراع الغربي على بلادهم عن طريق الأدوات المحلية والإقليمية، فإن مزيدا من الأزمات والنكبات ستتلاحق عليهم فوق ما هم فيه من بؤس، وفوق ذلك كله سيحل غضب الله عليهم لتمكينهم من الغرب الكافر عليهم وعلى البلاد والعباد، قال تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – اليمن