- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أيُّ يَدٍ هيَ العُليا وأيُّها السُفلى؟!
الخبر:
هَدّدَ الرئيسُ الأمريكيّ دونالد ترامب بِقطعِ المساعداتِ عَنِ الدولِ التي سَتصوتُ ضِدَّ الموقفِ الأمريكيِّ في جلسةِ الجمعيةِ العامةِ الطارئةِ التي عُقدتْ الخميس بشأنِ القدس. وقالَ ترامب: "إنَّهم يَحصلونَ على مِئاتِ الملايينِ مِنَ الدولاراتِ بَل حتى ملياراتِ الدولارات، ثُمَّ يصوتونَ ضِدنا، حسناً نحنُ نُراقبُ تلكَ الأصواتَ". وقالتْ السفيرةُ الأمريكيةُ لدى الأممِ المتحدةِ نيكي هيلي إنَّ الرئيسَ الأمريكيّ كَلَفها "بِتقييدِ أسماءِ" الدولِ التي سَتصوتُ على قرارِ ينتقدُ اعترافها بالقدسِ عاصمةً لكيان يهود أثناءَ تصويتِ الجمعيةِ العامة. (المصدر: بي بي سي عربي)
التعليق:
صوّتَ 128 عضواً في الأممِ المتحدةِ لصالحِ القرارِ الذي يدينُ اعترافَ الرئيسِ الأمريكيِّ دونالد ترامب بالقدسِ عاصمةً لكيانِ يهود، فيما عارضَ 9 أعضاءٍ، وامتنعَ عن التصويتِ 35 عضواً، وَيُبينُ المنحنى أدناهُ الميزانيةَ الإجماليةَ للمساعداتِ الخارجيةِ الأمريكيةِ لأولِ 12 دولة، والأرقامُ أدناهُ هي بآلافِ الدولاراتِ، حيثُ يظهرُ جلياً أنَّ كيان يهود هو الذي يحوزُ على النصيبِ الأكبرِ مِنْ تِلكَ المساعداتِ وباقي الدولِ ومنها باكستانَ، صاحبةُ سادسِ أكبرِ جيشٍ في العالمِ وصاحبةُ السلاحِ النوويِّ، هي في ذيلِ القائمةِ، ما يعني أنَّ الابنَ المدللَ لأمريكا يَحوزُ على مُعظمِ الكعكةِ وَمِن دونِ أيِّ مقابلٍ، وبالمقابلِ تحوزُ باكستانُ على الفتاتِ لقاءَ تقديمِ أبنائها مِن الجنودِ والمدنيينَ قرابينَ في الحربِ التي تخوضها أمريكا على الإسلامِ في المنطقةِ بما تُسمى بِالحربِ عَلى (الإرهابِ)، هذا إضافةً إلى الخسائرَ الاقتصاديةِ التي تَكبدتها باكستانَ وما زالتْ في تِلكَ الحربِ القذرةِ، وَقدْ كَشفتْ دراسةٌ للمصرفِ المركزيِّ الباكستانيِّ للعامِ الماضي 2016 أنَّ مشاركةَ إسلام أباد في الحربِ عَلى (الإرهابِ) كلفتها 118 مليارَ دولارٍ خلالَ 15 عاما، أي ما يعادلُ أكثَر مِن ثُلثِ إجماليِّ الناتجِ الداخليِّ، وَكتبتْ المؤسسةُ في تقريرها أنَّ "النمو الاقتصادي وكذلكَ تنميةُ القطاعِ (الاجتماعيِ) تضررا بقسوةٍ بالحوادثِ المرتبطةِ (بالإرهاب).
وَهَكذا فَإنَّ باكستانَ تَحصلُ على نحو مليار دولارٍ سنوياً فقط، أكثرها معدات عسكرية لقتالِ المجاهدينَ داخلَ باكستانَ وعلى الحدودِ الفاصلةِ بينها وبينَ أفغانستانَ، للحفاظِ على مصالحِ أمريكا في المنطقةِ وعلى احتلالها لأفغانستانَ، وتنفقُ عشراتِ الملياراتِ مِن جيبها للحربِ الآثمةِ نفسها، وبعدَ كُلِّ هذا يُهددُ ترامب بِقطعِ تِلكَ المساعدات! يا لَيتهُ يَصدقُ وهوَ الكذوبُ فَيقطعُ هذا المالَ القذرَ حتى تَسقطَ ورقةُ التوتِ عَن عوراتِ جنرالاتِ المالِ في باكستانَ وَحكامِها السياسيينَ الفاسدينَ، فَيسقط معها تَعذرهم بِها لتبريرِ خياناتهم وتواطئهمِ مع أمريكا في حربهمِ معها ضِدَّ الإسلام.
صعبٌ على المسلمينَ الّذينَ لَمْ يَشهدوا يوماً انتصارَ هؤلاءِ الحكامِ وَجنرالاتهم للإسلامِ والمسلمينِ وقضاياهم، صعبٌ أنْ يَصدِّقوا أنَّ تَصويتهم لِصالحِ مشروعِ قرارِ الأممِ المتحدةِ تمردٌ على تهديداتِ ترامب، إلا إن كانَ ذلكَ مدبراً معهُ لتطبيقِ مشروعِ الدولتينِ على أنَّه نَصر مُؤزر للأُمةِ التي لا تَقبلُ إلا أن تَعودَ جميعُ الأرضِ المباركةِ فلسطينَ لِحضنها. عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ» (البخاري ومسلم)
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان