الأحد، 06 ربيع الثاني 1447هـ| 2025/09/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن

التاريخ الهجري    5 من ربيع الثاني 1447هـ رقم الإصدار: ح.ت.ي 1447 / 06
التاريخ الميلادي     السبت, 27 أيلول/سبتمبر 2025 م

 

بيان صحفي

 

وقفه مع الاحتفال بذكرى ثورتي سبتمبر

إحداهما أدخلت العلمانية إلى اليمن والأخرى تدعو لتثبيتها!

 

في شهر أيلول/سبتمبر من كل عام يصادف اليمن مناسبتين؛ الأولى في 26/9/1962م وهي ذكرى إسقاط النظام الملكي في شمال اليمن، والثانية في 21/9/2014م وهي ذكرى دخول الحوثيين صنعاء ما أدى إلى سيطرتهم على المحافظات الشمالية.

 

إن المناسبة الأولى تتخذها ما تسمى بالشرعية - وبالذات حزبا المؤتمر والتجمع اليمني للإصلاح وبقية الأحزاب المتحالفة معهم - وأبواقها الإعلامية وأشياعها، مصدراً للهجوم على الحركة الحوثية ودعوة الناس للخروج عليها بحيث تعتبرهم امتداداً للحكم الإمامي ما قبل 1962م، والمفارقة العجيبة أن ثورة 1962 لم تنقذ أهل اليمن بل أسلمتهم للغرب الكافر.

 

وأما المناسبة الثانية؛ ذكرى دخول الحوثيين صنعاء، والتي أصبحوا يحتفلون بها كل عام، فلم ينتج عنها تطبيق الإسلام بل سارت على نهج سابقتها في تطبيق النظام الجمهوري العلماني، ورفعت الإسلام شعاراً لها فقط تحت مسمى المسيرة القرآنية!

 

ويرتفع في هاتين المناسبتين ضجيج إعلامي، وجب علينا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن إجلاء غباره لأهل الإيمان والحكمة، ففيم تجتمع الثورتان، وهل تختلفان؟!

 

الثورتان تمجدان حدود سايكس بيكو، التي رسَمَتْ ورَسَّخَتْ الحدود بين اليمن والحجاز والشام والعراق ومصر والجزائر...الخ من بلاد المسلمين، التي ظلت تحت راية المسلمين الواحدة، رغم الحالة التي صارت إليها الخلافة ونُعتت بالرجل المريض، أي قدست الرابطة الوطنية المنحطة التي مزقت الأمة ومنعتها اليوم في ظل المجازر والدماء من نصرة أبنائها في الأرض المباركة فلسطين. فالأمة اليوم تشتاق لقلع يهود، والذي يمنعها هو هذه الحدود الوطنية التي زرعها الغرب الكافر بينها، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ وقد حرم الله سبحانه الفرقة بين المسلمين فقال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ فنحن أمة واحدة من دون الناس ويجب أن تكون الرابطة التي تربط بيننا هي العقيدة الإسلامية في ظل دولة واحدة وحاكم واحد.

 

إنّ فريقي الثورتين يرفعان عَلم سايكس بيكو، يقدسانه ويمجدانه، وهو يخدم الاستعمار، من حيث يعلمان أو لا يعلمان، ويحاكمان من يرميه على الأرض، وهو تشريع استعماري غربي، وهذا العَلم الذي يقدسه الطرفان هو راية جاهلية عمية عصبية لا تمثل المسلمين ولا ينبثق من العقيدة الإسلامية، بل عمل الطرفان على زرع القداسة له عند الأجيال. فيجب أن يعي المسلمون في اليمن أن علم سايكس بيكو هو راية عصبية جاهلية مقيتة من مخلفات الاستعمار، حذرنا رسول الله ﷺ من رفعها والدعوة إليها، فقال ﷺ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»، وقال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ»، وفي المقابل فإن للدولة الإسلامية ألوية ورايات؛ فاللواء أبيض مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله بخط أسود حيث «إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضُ» رواه ابن ماجه من طريق جابر، والراية سوداء مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله بخط أبيض، قال رسول الله ﷺ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَأَعْطَاهَا عَلِيّاً» متفق عليه، فهل أعطى الرسول ﷺ علياً راية سايكس بيكو؟!

 

إن الثورة الأولى فصلت الدين عن الحياة، والثانية أبقت على ذلك الفصل، ولم تعد إلى أصل الإسلام، دين غير مفصول عن الدولة بل جعلوا البلاد ترزح تحت وطأة الأمم المتحدة الراعي للنظام العلماني فقد صم آذاننا الهالك علي صالح، واليوم ما تسمى بالشرعية بكل أطيافها، بالعمل بمواثيق الأمم المتحدة، وما قاله العليمي في كلمة يوم الخميس 25/9/2025 في الأمم المتحدة (..تعهّدتم وتعهّدنا معا، أن تكون هذه المؤسسة أمينةً على الكرامة الإنسانية، وحق الشعوب في العيش الكريم، والأمن، والتنمية، والسلام... وأضاف لقد آن الأوان لإطلاق تحالف دولي يحرر اليمن من الإرهاب)، بهذا وصف الأمم المتحدة وهو يعلم أنها شريك إجرامي في كل المصائب التي حلت في اليمن وسائر بلاد المسلمين وما يحصل اليوم في غزة. وفي المقابل دعا مهدي المشاط يوم الثلاثاء 17/06/2025م فقال: "لا يوجد أي ميثاق دولي يخول لأحد إطلاق كلبه المسعور على من يريد، فميثاق الأمم المتحدة هو العقد الناظم لعلاقات الدول ولن نسمح بتجاوزه". وهذا نداء، ودعوة صريحة، لنبذ شرع الله وراء الظهور، والتحاكم إلى الطاغوت، الذين قال الله فيه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً﴾، وكان يكفيه تلبية قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾.

 

إن الإسلام عقيدة واضحة صريحة؛ لا إله إلّا الله محمد رسول الله، ينبثق عنها نظام ينظم جميع شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية...الخ، ورايته العُقاب. ودولة الإسلام شملت نجداً والحجاز واليمن والعراق ومصر والشام، واتسعت حتى وصلت الأندلس غرباً، وإندونيسيا شرقاً، والشيشان والقرم شمالاً والصحراء الكبرى جنوباً، متجاوزة الروابط الوطنية والقومية والعرقية المنحطة، فجميع تلك الروابط وضِعَتْ لتفريق المسلمين، وإعاقتهم ومنعهم من الاجتماع تحت إمرة خليفة واحد، قال ﷺ: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخِرَ مِنْهُمَا» ويجب أن تكون السيادة للشرع، والسلطان للأمة، تضعه في يد من تبايعه على الحكم بالإسلام في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. قال تعالى: ﴿اِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾، وقال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ». فإياكم يا أهل الإيمان من اتباع كل ناعق.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية اليمن

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية اليمن
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 735417068
http://www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: yetahrir@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع