المكتب الإعــلامي
ولاية مصر
التاريخ الهجري | 6 من ربيع الثاني 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 15 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 28 أيلول/سبتمبر 2025 م |
بيان صحفي
يا جند الكنانة: معابر غزة لا تحتاج إلى شاحنات بل تحتاج إلى جيوش ومدرعات
إن الوضع الإنساني في غزة قد بلغ حدّ الكارثة غير المسبوقة؛ حيث تجاوز عدد الشهداء أكثر من 65 ألف شهيد، وهناك تقارير دولية تقول بأن العدد أكثر من ذلك بنسبة 40% أي أكثر من 100 ألف شهيد، ونحو 1.9 مليون نازح داخلي أي ما يعادل 90% من سكان القطاع، يعيشون في ظروف غير إنسانية، محرومين من أبسط مقومات الحياة، فغزة تعيش مجاعة حقيقية، خصوصاً في شمال القطاع. أما المستشفيات فتعمل بأقل من 30% من طاقتها، ونقص الدواء والوقود يجعل عشرات آلاف المرضى مهددين بالموت البطيء. هذه الأرقام تكشف حجم المأساة وتؤكد أن ما يحدث هو حرب إبادة ضد المسلمين في غزة.
يقول السيسي إن فتح المعابر بالقوة يعني الدخول في صراع مع القوى الكبرى، رافضا أن يدعوه أحد للدخول في صراع من أجل أهل غزة، مدعيا أنه لا يريد الزج بمصر وأهلها في حرب جديدة! بينما هو على الحقيقة يحاصر غزة وأهلها، ولو استطاع لمنع عنهم حتى الهواء الذي يتنفسون، وهو نفسه الذي فرط في غاز مصر وماء نيلها وقيدها بقروض ومعاهدات واتفاقيات تبقيها قيد التبعية لعقود قادمة، ولا أدل على ذلك من إشارة نظامه إلى استهداف تخفيض الدين إلى 55% عام 2050، في استخفاف واضح بمصر وأهلها.
إن المشكلة الأساسية ليست في حجم المساعدات وآليات إدخالها، بل هي في غياب كيان سياسي مبدئي يقود الأمة على أساس الإسلام، ويوحد طاقاتها، ويضع قدراتها في مواجهة عدوها. لقد عاشت الأمة ثلاثة عشر قرناً في ظل الخلافة، فلم يحتل عدو شبراً من أرضها إلا وقامت لرده. واليوم، بعد غيابها، أصبحت فلسطين رهينة للتجزئة والأنظمة التابعة، وأصبح أهلها يستغيثون ولا مجيب لهم!
لقد أجمع علماء الأمة على أن نصرة المسلمين المستضعفين واجبة، قال الإمام الشافعي: "إذا نزل العدو بساحة المسلمين وجب على كل قادر أن يخرج لقتاله". وقال ابن قدامة في المغني: "إذا هجم العدو على بلد وجب على أهله دفعه، ويصير الجهاد حينئذ فرض عين". أي أن الدفاع عن أهل غزة فرض آكد على الأمة جمعاء، وهو أوكد ما يكون على دول الطوق وخاصة مصر.
إنّ قول السيسي إنّ إدخال المساعدات إلى أهل غزة لا يتم إلا بتنسيق مع يهود هو تبريرٌ لا قيمة له. إذ كيف يُجعل المعتدي خصماً وحكماً في الوقت نفسه؟! إن الشرع لا يقرّ أن يُستأذن عدو الأمة لتمرير دواء أو طعام إلى أطفال المسلمين. بل الواجب أن تزال المعابر وما بين مصر وغزة من حدود وأسوار وأسلاك، وأن تُسخّر مقدرات الأمة لنصرة أهل غزة، لا أن تُعطى شرعية ليهود يتحكمون بها في لقمة خبزهم وجرعة دوائهم!
فيا أيها المخلصون في جيوش الأمة بعامة وجيش مصر بخاصة: إن دماء أطفال غزة وأعراض نسائها وأشلاء رجالها أمانة في أعناقكم. والله سائلكم يوم القيامة: ماذا فعلتم لنصرة إخوانكم؟ لا عذر لكم في امتلاك القوة والعتاد ثم تركها مجمدة بينما إخوانكم يستغيثون ويستنصرونكم. إن الواجب عليكم أن تنصروا دين الله وتنحازوا لأمتكم، فتطيحوا بالقيود التي كبّلكم بها المستعمرون، وتضعوا سلاحكم حيث يجب: في مواجهة عدو الله وعدوكم. ولتعلموا أن الأمة معكم، وأن الله ناصركم إن صدقتموه، ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية مصر
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb.net |
E-Mail: info@hizb.net |