- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لقاء يلدريم وبنس
(مترجم)
الخبر:
سيزور رئيس الوزراء بن علي يلدريم أمريكا في الفترة من 7 إلى 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2017. وإلى جانب العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية الثنائية، والقضايا الإقليمية في سوريا والعراق، فمن المقرر أيضاً تبادل وجهات النظر حول قضايا أخرى على جدول الأعمال المشترك مثل مكافحة (الإرهاب) وعلى رأسها المنظمة الإرهابية الـFETO، وتنظيم الدولة، وحزب الاتحاد الديمقراطي / وحدات حماية الشعب، وقضية الهجرة وحل مشكلة التأشيرة. (المصدر: مليات التركية)
التعليق:
بعد أزمة التأشيرات، تسعى وسائل الإعلام إلى إعطاء أهمية كبيرة لاجتماع يلدريم مع بنس. وقال بعض المحللين إن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها العلاقات بين أمريكا وتركيا إلى هذه النقطة المنخفضة. وعلى الرغم من ذلك، فإن تعاونهما المشترك في العراق وسوريا، وعلاقاتهما العسكرية والاستخباراتية لم يتأثرا حتى هذه اللحظة. لذلك فهذا هو المستوى الأدنى من العلاقات. وقد تتخيل بنفسك، كيف يبدو المستوى الأعلى من العلاقات! ومن ناحية أخرى، فإن تركيا تريد من أمريكا اتخاذ خطوات ملموسة بشأن قضية الـFETO وحزب الاتحاد الديمقراطي، أي تريد منها أن تسحب دعمها من المنظمتين. ومع ذلك، فأمريكا لا تعطي تركيا أي شيء تريده. خاصة فيما يتعلق بقضية حزب الاتحاد الديمقراطي والـFETO. وعلى العكس تماماً؛ فإن محاكمة رضا ضراب الجارية في أمريكا تصل بالفعل إلى مدراء بنك هالك والمؤسسات المصرفية السابقة التابعة لحزب العدالة والتنمية، وبالتالي تربط حزب العدالة والتنمية أكثر من ذلك. وعلى الجانب الآخر، تقول أمريكا إن دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي هو مجرد أمر مرحلي. ومع ذلك؛ وعلى الرغم من أن نفوذ تنظيم الدولة في سوريا قد شارف على الانتهاء، فإن الدعم المستمر لحزب الاتحاد الديمقراطي هو أمر مزعج بالنسبة لتركيا. ورداً على أمريكا، اعتقلت تركيا اثنين من موظفي السفارة. حيث اتهم موظف في القنصلية في أضنة، حمزة أولوكاي، بأنه على صلة بحزب العمال الكردستاني، في حين اتهم موظف في القنصلية العامة في اسطنبول، ميتين توبوز، بأنه على صلة مع الـFETO. وبعد هذه الاعتقالات، قامت أمريكا بتعليق منح التأشيرات للأتراك، وردت تركيا على ذلك بالشيء نفسه.
إن القضية الرئيسية التي تسببت في وجع الرأس لحكومة حزب العدالة والتنمية، إلى جانب قضية حزب الاتحاد الديمقراطي، هي انزعاجها الناجم عن المستوى الذي قد تصل إليه محاكمة رضا ضراب في أمريكا. ومع ذلك؛ تسعى حكومة حزب العدالة والتنمية إلى خلق فهم من خلال اللعب بورقة حزب الاتحاد الديمقراطي.
وفي المجمل، ستشكل قضايا الـ FETO وحزب الاتحاد الديمقراطي بالإضافة إلى الاعتقالات في أمريكا وتركيا جدول الأعمال الرئيسي خلال اجتماع يلدريم - بنس. بالإضافة إلى أنها سوف تظهر للكاميرات على أن العلاقات تتحسن.
فمن ناحية، تدعي تركيا أنها تشعر بالانزعاج من دعم أمريكا لحزب الاتحاد الديمقراطي، ولكنها من ناحية أخرى تفتح قواعدها الجوية والبرية لأمريكا العابرة للمحيطات، ثم تشكو من دعم أمريكا للمنظمات الإرهابية! كيف يمكن لحزب الاتحاد الديمقراطي أن ينمو بقوة بهذه الطريقة، إذا لم تكن تركيا قد فتحت مخابراتها وقواعدها وممراتها الجوية؟ بل هل من الممكن لأمريكا أن تواصل وجودها الاستعماري بهذه الطريقة؟ إذا كانت أمريكا قادرة على دعم حزب الاتحاد الديمقراطي إلى هذا الحد، فإن ذلك يعود قليلا إلى تعاون تركيا.
إن تركيا دائماً تنحني وتخضع لجدول أعمال أمريكا، وتستسلم دائماً لسياساتها. وعلى الرغم من دعم أمريكا للمنظمات التي تسميها تركيا منظمات "إرهابية"، فإن قادتنا مرة أخرى يخطّون طريقهم إلى واشنطن. واحد يأتي... وآخر يذهب... مع أن الرئيس أردوغان قال سابقاً "أنا ذاهب لوضع النقطة". وبعد ذلك قال في بيان له، على الرغم من تغيير واحد، "إلا أنه لا يوجد نقطة". وبالتالي؛ فإن القبض على اثنين من موظفي القنصلية ليس انتقاماً من أمريكا أو تحجيمها في مكانها. إن البداية تكون بطرد السفراء الأمريكيين وإغلاق قواعدها وترحيل جنودها. ومع ذلك؛ فإن هذا الأمر يتطلب قائداً لا يتكئ على أمريكا (!) ولكن يتوكل على الله سبحانه وتعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان يلديز