- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بدل تحريك الجيوش لإنهاء معاناة مسلمي الروهينجا
حكام المسلمين يرسلون زوجاتهم ليذرفن الدموع ويستمعن للقصص المروعة!
الخبر:
دعت الملكة رانيا، زوجة العاهل الأردني عبد الله الثاني، الاثنين 2017/10/23، إلى وضع نهاية لمعاناة أقلية الروهينجا المسلمة، وذلك خلال زيارتها مخيماً للاجئين في بنغلاديش التي فر إليها من بورما عشرات الآلاف هرباً من أعمال العنف.
وأفاد بيان صادر في عمان عن الديوان الملكي "زارت الملكة رانيا في بنغلادش الاثنين مخيم كوتوبالونغ للاجئي الروهينجا المسلمين بمنطقة كوكس بازار والتقت عدداً منهم، واستمعت إلى المآسي والمصاعب التي مروا بها". ونقل البيان عن الملكة دعوتها إلى "وضع نهاية لمعاناة مسلمي الروهينجا والعنف الذي يتعرضون له وحماية حقوقهم"، كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي "إلى اتخاذ موقف أقوى" من هذه المسألة إحقاقا للعدالة. (العربية نت)
التعليق:
إن هذه الزيارة ينطبق عليها قول الشاعر (كَلٌّ يَدَّعي وَصْلاً بلَيلَى)، وفي الحقيقة، وعلى أرض الواقع فإن (ليلى لا تُقرُّ لهم بذاكا)، فأكثر من 600 ألف لاجئ من مسلمي الروهينجا فروا من بورما إلى بنغلادش منذ اندلاع الموجة الأخيرة من الهجمات الوحشية للجيش البورمي والمتطرفين البوذيين على مسلمي الروهينجا في آب/أغسطس الماضي، وقد ذاقوا خلال رحلتهم أصناف الأسى والعذاب والمعاناة التي لم تنتهِ عند وصولهم إلى المخيمات في بنغلاديش، حيث لا تتوفر فيها مقومات الحياة الأساسية من غذاء ومياه نظيفة ورعاية صحية، هذا عدا عما خلفوه وراءهم من قرى بأكملها أحرقت، ومئات قتلوا رمياً بالرصاص أو الحرق، إضافة إلى شهادات مروعة عن انتهاك أعراض أخواتنا المسلمات على يد البوذيين المجرمين.
فهل ما ينتظره هؤلاء المكلومون لتخليصهم من محنتهم، هو أن تزورهم زوجات "حكام المسلمين " فيذرفن الدموع على حالهم، حاملات معهن صناديق مساعدات غذائية، مصطحبات الصحفيين والكاميرات لتوثيق الحدث! فبالأمس زارتهم أمينة أردوغان، وبعد أن ذرفت الدموع على حالهم بعثت رسالة لعدد من زوجات القادة والرؤساء حول العالم، تحثهن فيها على التعاون لوقف الانتهاكات والمظالم التي يتعرض لها مسلمي الروهينجا في ميانمار. واليوم تزورهم رانيا زوجة ملك الأردن لتقول "بأنهم يتعرضون للتطهير وأن العالم لا يرى المسلمين كضحايا".
لقد عزف حكام المسلمين عن إرسال جيوشهم لإنهاء الظلم الواقع على إخواننا الروهينجا، ولم يتوانوا عن إرسال زوجاتهم ليستمعن لهم وهم يسردون قصصهم المروعة ووضعهم الكارثي الذي لم يعد يخفى على أحد في العالم، ولم يتوانوا عن إرسال بعض المساعدات الإنسانية وكأنهم مسؤولون في جمعيات خيرية وليسوا حكاما تجب عليهم رعاية المسلمين والذود عنهم ورفع الظلم الواقع عليهم أينما كانوا!
هذا من جهة، ومن جهة أخرى كيف لنا أن نتوقع من الملكة رانيا أنها ستنصف إخواننا الروهينجا، وكيف سننتظر منها إنهاء معاناتهم، بينما لاجئو سوريا يعانون الأمرّين في الأردن ومخيم الزعتري الذي لقب بمخيم الموت شاهد على ذلك، وكذلك مخيم الركبان والحدود التي أغلقت في وجه إخواننا أهل سوريا حتى مات الأطفال على الحدود.
فشتان ما بين زمان كانت تحرك فيه الجيوش دفاعاً عن المسلمين وعن دينهم وأعراضهم، وبين زمان تحرك فيه قوافل المساعدات وتذرف فيه الدمعات.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة