- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أهذا وقت النهوض والارتقاء أم أنه زمن السقوط من جديد؟
(مترجم)
الخبر:
صرح وزير الخارجية خواجا محمد عاصف يوم الاثنين بأن باكستان أوقفت المحادثات والزيارات الثنائية مع أمريكا كعلامة احتجاج على التهجم اللاذع المعادي لباكستان الذي أقدم عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا.
ونقلت المصادر عن الوزير تصريحه أمام مجلس الشيوخ الذي جعل من نفسه لجنة قبل انعقاد دورته العادية الذي صرح فيه بأن باكستان أخذت الملاحظات النارية على محمل الجد. (الفجر، 2017/08/29)
التعليق:
أدى انتشار خطاب ترامب فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية في جنوب آسيا إلى احتجاجات دبلوماسية واحتجاجات في الشوارع في المدن الكبرى من الأحزاب الإسلامية والسياسية. وقد لقيت هذه التصريحات غضبا واستياء شديدين من قبل الحكومة وأحزاب المعارضة.
ألقى ترامب باللوم على باكستان حين قال "نحن ندفع مليارات ومليارات الدولارات لباكستان، لكنها في الوقت ذاته تؤوي (الإرهابيين) الذين نقاتلهم". وحذر أيضا من أنه "لا يمكن لأي شراكة أن تبقى على قيد الحياة في ظل إيواء مسلحين و(إرهابيين) في البلاد يستهدفون أعضاء الخدمة والمسؤولين الأمريكيين. حان وقت إظهار باكستان التزامها بالحضارة والنظام والسلم". وكان الرد على وجه العموم من قبل أنصار باكستان والسياسيين الباكستانيين بتقديم قائمة تسرد جميع الخدمات التي قدمتها باكستان ويلقون باللائمة على الأفغان.
فقد دافع إحسان إقبال وزير الداخلية عن سياسة باكستان قائلا "إن باكستان ملتزمة تماما بالقضاء على (الإرهاب) ولا يمكن لبلد آخر أن يساوينا من حيث عدد التضحيات التي قُدمت في الحرب ضد (الإرهاب)".
ومن جهة أخرى، قال وزير الخارجية خواجا عاصف إنه يتعين على أمريكا الامتناع عن توجيه اللوم لباكستان على 16 عاما من فشلها في أفغانستان. وأضاف "استخدمت أمريكا باكستان كحليف لها، ولكن باكستان عانت من خسائر لا تطاق في الحرب على (الإرهاب). وإذا ما كانت أمريكا لا تثق بباكستان فإنه يتعين عليها القيام باستعدادات لإعادة اللاجئين الأفغان الذين تستضيفهم باكستان منذ حوالي 35 عاما".
وفي تتمة لتصريحات عاصف قال: "نريد أن نزيل سوء الفهم مع الولايات المتحدة من خلال الحفاظ على هذه العلاقة". وادعى بأن أكثر من 90% من الهجمات التي حصلت في باكستان جاءت من أفغانستان وواصل المطالبة بالمساعدة الأمريكية في إقامة سياج حدودي.
إن ردة فعل دولة مبدئية قوية ستكون واضحة بل واضحة جدا. لكن باكستان للأسف بلاد مستعمرة والحكام فيها في حالة من الاستعمار الفكري المطلق. فهم لا يستغلون أي فرصة سياسية أو استراتيجية؛ بل إنهم لا يستطيعون حتى رؤيتها! وقد تسبب التحالف مع أمريكا من أجل الحرب على (الإرهاب) في سنوات من انعدام عظيم للأمن وانتحار سياسي. بِعْ نفسك للشيطان ومن ثم تقبّل تفوقه واحصل على لا شيء في المقابل!
إن مساندة باكستان لفشل السياسة الخارجية الأمريكية في أفغانستان كانت دائما موضع انتقاد، لكن عدم تفهم ترامب للأمر جعل الأمر تحت الأضواء. وقد صرفت باكستان النوايا الحسنة الأفغانية التي بُنيت خلال الاحتلال السوفيتي، بسبب قصر نظرها. أما الهند فقد اكتسبت ميزة استراتيجية فيما برز الفشل الأمريكي، حيث إن تدخلها في أفغانستان استغرق وقتا طويلاً جدا وتسبب بفشل محرج. ونتيجة لذلك، أضعفت باكستان دورها في المنطقة وتجد نفسها اليوم في نهاية لم تجن فيها إلا الاستياء الأفغاني والعداء الهندي والضغوط الأمريكية.
إن استجابة السياسيين والجيش بشكل عام لا تعطي أي أمل حقيقي للتغيير؛ فهي مجرد تنفيس عن الغضب، في محاولة لإثبات البراءة وتسليط الضوء على العبودية المخلصة.
آن الأوان للارتقاء إلى مستوى أكبر من التحدي. فباكستان لا تحتاج إلى أمريكا. ما تحتاجه باكستان هو إصلاح شامل للنظام، حيث سيقام حكم الله تعالى من خلال إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة. وعندها ستُستعاد الروابط الحقيقية للأخوَّة مع أفغانستان وستُطرد أمريكا والهند من المنطقة على أنهما دولتان "حربيتان" لا تريدان السلام وإنما تتسببان بالفتنة فحسب. ووحدها الخلافة ما سيضمن الاستقرار والازدهار على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمن
وسائط
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم