- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يدعون وصلاً بالروهينجا، والروهينجا منهم ومن دعواهم براء
الخبر:
دعا رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق الخميس بورما إلى وقف جميع أشكال التمييز والهجمات على أقلية الروهينغا المسلمة وحث دول العالم الإسلامي على التحرك لوضع حد لـ"المأساة الإنسانية" المستمرة هناك. (الحرة)
قال مبعوث منظمة التعاون الإسلامي الخاص إلى ميانمار إنه ينبغي للأمم المتحدة التدخل في ولاية راخين في ميانمار لمنع مزيد من التصاعد في العنف ضد المسلمين الروهينجا وتجنب إبادة جماعية أخرى على غرار ما حدث في كمبوديا ورواندا.
وأنه ينبغي لمنظمته السعي من أجل تدخل الأمم المتحدة. جاءت تصريحاته قبيل اجتماع خاص للمنظمة يوم الخميس دعت إليه ماليزيا لمناقشة إجراءات للتعامل مع الصراع الذي يؤثر على أقلية الروهينجا. (أخبار الخليج)
التعليق:
كثر العازفون على معاناة الأمة الإسلامية، والراقصون على جراحاتها، فمن ماليزيا، إلى الأمم المتحدة، إلى شيخ الأزهر، ثم المنظمات التي تسمي نفسها إسلامية، وكلهم يدّعون حمل همِّ المسلمين والمظلومين والمقهورين، والعمل على مساعدتهم لإنقاذهم ورفع معاناتهم، وهم من ذلك (بريئون) براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السلام... فعندما تقوم منظمة التعاون الإسلامي بدعوة الأمم المتحدة إلى التدخل لوضع حد لمعاناة مسلمي الروهينجا، مع علمها بإجرام الأمم المتحدة، وتبعيتها للدول الغربية الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا، وعلمها كذلك أنها بلجوئها للأمم المتحدة، تجعل للكفار على المؤمنين سبيلا، وهو أمر حرمه الله، ولا تقوم باستنهاض جيوش المسلمين لنصرة مسلمي الروهينجا؛ بهذا تكون منظمة التعاون الإسلامي لا تقوم بالتعاون على البر والتقوى اللذين أمر بهما الله سبحانه وتعالى، وإنما تقوم بالتعاون على الإثم والعدوان اللذين نهى الله تبارك وتعالى عنهما.
وعندما يجلس شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين مع عدد من شباب ميانمار من جميع الدِّيانات "البوذية والإسلام والنصرانية والهندوسية" في حوار (حضاري) ويخبرهم أن المجلس يعقد عليهم آمالا لنشر السلام والعيش المشترك، ويتباحث معهم للوقوف على أسباب الخِلاف في ميانمار، ومحاولة وضع حلولٍ جذريَّة لإنهائه. وكأن ما يرتكبه البوذيون الوثنيون هو مجرد خلاف يمكن أن يحل بالنقاش والحوار!، ولا يطلب من جيوش المسلمين التحرك لرفع معاناة مسلمي الروهينجا، يكون بذلك آمراً بالمنكر ناهياً عن المعروف.
أما دعوة رئيس وزراء ماليزيا بورما إلى وقف جميع أشكال التمييز والهجمات على الروهينجا، فما هي إلا تكريس لظلم البوذيين لمسلمي الروهينجا؛ لأن بورما لم ولن تستجيب لمجرد الدعوات. وكذلك حثه دول العالم الإسلامي على التحرك لوضع حد لـ"المأساة الإنسانية" المستمرة هناك، فلا يعدو عن كونه ذراً للرماد في العيون؛ لأن الخطوة الأولى التي يجب على حكام ماليزيا اتخاذها هي تحريك جيش ماليزيا للانتصار لمسلمي الروهينجا، وليس مجرد اجتماعات لن تقدم ولن تؤخر.
بقي أن نقول إن رفع معاناة مسلمي الروهينجا، والانتقام لهم من البوذيين الوثنيين المجرمين، بل ورفع معاناة المسلمين في العالم جميعا، لن يكون إلا بتحريك الجيوش، وليس باستجداء دول الغرب ومنظماته المجرمة، وهذا لن يقوم به حكام المسلمين اليوم، وإنما ستقوم به دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ لذلك يجب على المسلمين العمل لإقامتها فورا دون تأخير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك