- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
استغفار الأمة عمّا اقترفته من إثم السكوت عن حكامها
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة"، رواه الترمذي وصححه ابن القيم وحسنه الألباني.
أيها الأحبّة الكرام:
إن هذا الحديث من أرجى الأحاديث في سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، ففيه دعوة للتفاؤل، وفيه وافر المغفرة من الله تعالى، فلا ييأس المذنبون من كثرة الخطايا والآثام، ولا يتقاعسوا عن طلب الجنة والنجاة من النار. قال عليه الصلاة والسلام: "حولها ندندن"، أي حول سؤال الجنة والنجاة من النار، فمن كثرت ذنوبه وغفل عنها حتى فاقت العدد والإحصاء فعليه بالاستغفار. قالت عائشة رضي الله عنها: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا".
أيها المسلمون:
ما أكثر الذنوب والمعاصي هذه الأيام؟!! وما أحوج الناس للاستغفار وطلب الرضا من الله؟!! فكم من منكَر يرتكب في كل ساعة بل في كل دقيقة في مجتمع المسلمين اليوم؟!! لا يكاد يمر يوم على المسلمين وعلى هذه الأمة المنكوبة بحكامها وبعلمائها المأجورين إلا ويقع فيه المسلم بالحرام، في الشوارع والأسواق، في الحياة العامة والخاصة، في البنوك الربوية والمؤسسات الحكومية، في المكاتب والمدارس وفي الجامعات والمعاهد، وفي كل مكان. إن هذه المنكرات التي وقعت فيها الأمة ما هي إلا قضايا تفرعت عن القضية الأساسية، ألا وهي عدم وجود حاكم راعٍ يقود الأمة بالكتاب والسنة، فوجود المنكرات مرتبط بوجود المنكر الأكبر، وهو الحاكم الذي يحكم بالكفر ودساتيره، وذلك بعد أن هدمت دولة الخلافة التي عاش المسلمون في أكنافها زهاء أربعة عشر عاما يحكمون فيها بالقرآن والسنة المطهرة. وما على الأمة اليوم إلا أن تثوب إلى رشدها وتستغفر ربها عمّا اقترفته من إثم السكوت عن حكامها، وتترجم هذا الاستغفار بالعمل مع العاملين المخلصين لإعادة الدين حكما بين الأنام، والله غفور رحيم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم