الإثنين، 30 شوال 1446هـ| 2025/04/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الأندلس الفردوس المفقود من الفتح إلى السقوط عبد الرحمن الداخل وبناء دولته الجديدة ح18

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 658 مرات

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أحبتنا الكرام ونرحب بكم مجددا في إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، ومع سلسلة حلقات الأندلس الفردوس المفقود من الفتح إلى السقوط ....


حين استتب الأمر لعبد الرحمن الداخل في أرض الأندلس، وبعد أن انتهى نسبيا من أمر الثورات بدأ يفكر فيما بعد ذلك، فكان أن اهتم بالأمور الداخلية للبلاد اهتماما كبيرا، فبدأ بإنشاء جيش قوي وفي بنائه لجيشه الجديد اعتمد في تكوينة جيشه على العناصر التالية:-


أ - اعتمد في الأساس على عنصر المولّدين، وهم الذين نشأوا- كما ذكرنا- نتيجة انصهار وانخراط الفاتحين بالسكان الأصليين من أهل الأندلس، وكانوا يمثلون غالبية بلاد الأندلس.


ب - اعتمد على كل الفصائل والقبائل الموجودة في بلاد الأندلس، فضم إليه كل الفصائل المضرية سواء أكانت من بني أمية أو من غيرهم، وضم إليه كل فصائل البربر، كما كان يضم إليه رؤوس القوم ويتألفهم فيكونون عوامل مؤثرة في أقوامهم، بل إنه ضم إليه اليمنيين مع علمه بأن أبا الصباح اليحصبي كان قد أضمر له مكيدة، الأمر الذي جعله يصبر عليه حتى تمكن من الأمور تماما ثم تخلص منه- كما ذكرنا- بعد إحدى عشرة سنة كاملة من توليه الحكم في البلاد.


ج - كذلك اعتمد على عنصر الصقالبة، وهم أطفال نصارى كان قد اشتراهم عبد الرحمن الداخل من أوروبا، ثم قام بتربيتهم وتنشئتهم تنشئة إسلامية عسكرية صحيحة.


وبرغم قدوم عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس وحيدا، فقد وصل تعداد الجيش الإسلامي في عهده إلى مائة ألف فارس غير الرجّالة، مشكّل من كل هذه العناصر السابقة، والتي ظلت عماد الجيش الإسلامي في الأندلس لدى أتباع وخلفاء وأمراء بني أمية من بعده.


أنشأ رحمه الله دورا للأسلحة، فأنشأ مصانعا للسيوف وأخرى للمنجنيق، وكان من أشهر هذه المصانع مصانع طليطلة ومصانع برديل.


أنشأ أيضا أسطولا بحريا قويا، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من ميناء كان منها ميناء طرطوشة وألمرية وأشبيليّة وبرشلونة وغيرها من الموانئ.


كان رحمه الله يقسم ميزانية الدولة السنوية إلى ثلاثة أقسام قسم ينفقه بكامله على الجيش، والقسم الثاني لأمور الدولة العامة من مؤن ومعمار ومرتبات ومشاريع وغير ذلك، والقسم الثالث كان يدخره لنوائب الزمان غير المتوقعة.


كما أنه أولى العلم والجانب الديني اهتماما بالغا فعمل على نشْر العلم وتوقير العلماء، وكان من أعظم أعماله في الناحية الدينية بناء مسجد قرطبة الكبير، والذي أنفق على بنائه ثمانين ألفا من الدنانير الذهبية، وقد تنافس الخلفاء من بعده على زيادة حجمه حتى تعاقب على اكتماله في شكله الأخير ثمان خلفاء من بني أميّة، كما أنه اهتم بالقضاء وبالحسبة، واهتم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


كما برز اهتمامه الكبير بالإنشاء والتعمير، وتشييد الحصون والقلاع والقناطر، وربطه أول الأندلس بآخرها.


وكان أول من أنشأ دار لسك النقود الإسلامية في الأندلس.


وأنشأ الرصافة، وهي من أكبر الحدائق في الإسلام، وقد أنشأها على غرار الرصافة التي كانت بالشام، والتي أسسها جده هشام بن عبد الملك رحمه الله وقد أتى لها بالنباتات العجيبة من كل بلاد العالم، والتي إن كانت تنجح زراعتها فإنها ما تلبث أن تنتشر في كل بلاد الأندلس.


كما قام بحماية ثغور دولته من أطماع الأعداء، وبالإضافة إلى إعداده جيشا قويا- كما وضحنا سابقا- وتأمينا لحدود دولته الجديدة قام عبد الرحمن الداخل بخوض مرحلتين مهمتين.


المرحلة الأولى: كان عبد الرحمن الداخل يعلم أن الخطر الحقيقي إنما يكمن في دولتي ليون في الشمال الغربي، وفرنسا في الشمال الشرقي من بلاد الأندلس، فقام بتنظيم الثغور في الشمال، ووضع جيوشا ثابتة على هذه الثغور المقابلة لهذه البلاد النصرانية، وأنشأ مجموعة من الثغور.


المرحلة الثانية: كان رحمه الله قد تعلم من آبائه وأجداده الفرض العظيم ونشر الإسلام، فكان لا بد من الجهاد المستمر وبصورة منتظمة كل عام، فقد اشتهرت الصوائف في عهده، حيث كان المسلمون يخرجون للجهاد في الصيف، وبصورة منتظمة وذلك حين يذوب الجليد، وكان يتناوب عليهم فيها كبار قواد الجيش، وأيضا كان يُخرج الجيوش الإسلامية إلى الشمال كل عام بهدف الإرباك الدائم للعدو، وهو ما يسمونه الآن في العلوم العسكرية بالهجوم الإجهاضي المسبق.


لولا عبد الرحمن الداخل لانتهى الإسلام من الأندلس بالكلية، هكذا قال المؤرخون عن عبد الرحمن بن معاوية، وإنا لتعلونا الدهشة ويتملكنا العجب حين نعلم أن عمره حينذاك لم يتجاوز الخامسة والعشرين عاما، أي في سن خريج جامعة في العصر الحديث.


ودعونا أحبتنا الكرام نستعرض وإياكم حديث ابن حيّان الأندلسي، ولنعي ما يقوله عنه، يقول ابن حيان مستعرضا بعضا من صفات عبد الرحمن الداخل.


كان عبد الرحمن الداخل راجح العقل، راسخ الحلم، واسع العلم، ثاقب الفهم، كثير الحزم، نافذ العزم، بريئا من العجز، سريع النهضة، متصل الحركة، لا يخلد إلى راحة، ولا يسكن إلى دعة، بعيد الغور، شديد الحدة، قليل الطمأنينة، بليغا مفوّها، شاعرا محسنا، سمحا سخيا، طلق اللسان، وكان قد أعطي هيبة من وليّه وعدوّه، وكان يحضر الجنائز ويصلي عليها، ويصلي بالناس الجمع والأعياد إذا كان حاضرا، ويخطب على المنبر، ويعود المرضى. انتهى كلامه رحمه الله.


شخصية تُشخِص الأبصار وتبهر العقول، فمع رجاحة عقله وسعة علمه كان لا ينفرد برأيه، فإذا اجتمعت الشورى على رأي كان نافذ العزم في تطبيقه رحمه الله، ومع شدته وحزمه وجهاده وقوته كان رحمه الله شاعرا محسنا رقيقا مرهف المشاعر.


ومع هيبته عند أعدائه وأوليائه إلا أنه كان يتبسط مع الرعية، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم، ويصلي بهم ومعهم، ومع كونه شديد الحذر قليل الطمأنينه، فلم يمنعه ذلك من معاملة الناس والاختلاط بهم ودون حراس، حتى خاطبه المقربون في ذلك وأشاروا عليه ألا يخرج في أوساط الناس حتى لا يتبسطوا معه، ولكن كيف يمتنع عن الأمة وهو المحبوب بينهم والمقرّب إلى قلوبهم؟! ولقد صدق من قال حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر.


فكان له حقا أن يأتي إلى هذه البلاد وحيدا مطاردا مطلوب الرأس، تجري وراءه قوى الأرض جميعا، فعباسيون في المشرق، وخوارج في المغرب، ومن بعدهم نصارى في الشمال، وثورات في الداخل، ثم هو يقوم وسط هذه الأجواء بتأسيس هذا البنيان القوي، وهذه الدولة الإسلامية ذات المجد التليد.


ونستطيع أن نفهم شخصيته بصورة أوضح حين نعلم كيف كان في معاملته للناس، فقد جاء أن أحد الناس طلب منه حاجة أمام أعين الحاضرين، فقضاها له ثم قال له إذا ألم بك خطب أو حَزَبك أمر فارفعه إلينا في رقعة لا تعدوك؛ كي نستر عليك، وذلك بعد رفعك لها إلى مالكك ومالكنا- عز وجهه- بإخلاص الدعاء وصدق النيّة.
إنها لتربية ربانية للناس، فهو يريد رحمه الله أن يربطهم بخالقهم، يريد أن يعلمهم أن يرفعوا حاجتهم إليه أولا سبحانه وتعالى، يريد أن يعلمهم أنه سبحانه وتعالى يملكه ويملكهم جميعا، ثم مراعاة لعواصف النفس الداخلية، وحفظا لماء وجه الرعية عند السؤال قال له فارفع إلينا حاجتك في رقعة كي نستر عليك ولا يشمت أحد فيك.


وها هو رحمه الله يدخل عليه أحد الجنود ذات يوم كان قد انتصر فيه على النصارى، فتحدث معه الجندي بأسلوب فيه رفع صوت وإساءة أدب، فما كان منه رحمه الله إلا أن أخذ يعلمه خطأه ويقول له يا هذا، إني أعلمك من جهل، إنه يشفع لك في هذا الموقف هذا النصر الذي نحن فيه؛ فعليك بالسكينة والوقار؛ فإني أخاف أن تسيء الأدب في يوم ليس فيه نصر فأغضب عليك. فإذا بالجندي وقد وعى أمره يرد عليه ردا لبيبا ويقول له أيها الأمير، عسى الله أن يجعل عند كل زلة لي نصر لك فتغفر لي زلاتي. وهنا علم عبد الرحمن الداخل أن هذا ليس اعتذار جاهل؛ فأزاح الضغينة من قلبه وقرّبه إليه ورفع من شأنه.


نكتفي اليوم بهذا القدر، ونعود إليكم ومع حلقة جديدة الأسبوع القادم إن شاء الله، فانتظرونا، فإلى ذلك الحين، نستودعكم الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


كتبته: أم سدين

إقرأ المزيد...

مقالة ثورة 25 يناير في خبر كان

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 863 مرات

 

خدعوا الناس فقالوا لهم أن ما قمنا به ليس انقلابا، بل ثورة جديدة لتصحح مسار ثورة 25 يناير، فصدقهم الكثير، خدعوا الناس فقالوا أننا نريد خلع نفوذ أمريكا من مصر، فبارك عملهم الكثير، خدعوا الناس فقالوا إننا سنشن حربا على الإرهاب المحتمل ففوِضونا لنقوم بذلك، فخرج الكثير ليعطوا السيسي ما أراده من تفويض، خدعوا الناس فقالوا لهم أن المعتصمين من الإخوان ومناصريهم يقتل بعضهم بعضا ليَظهروا في صورة الضحايا، فصب الكثير عليهم جام غضبهم، خدعوا الناس فقالوا لهم يجب أن نحترم أحكام القضاء، فقاموا بإخلاء سبيل مبارك، وفي الغد القريب سيطلقون سراحه، ولو وضعوه لأيام تحت الإقامة الجبرية. وأنا أتساءل: هل أصبحت ثورة 25 يناير في خبر كان؟


لقد صدعوا رؤوسنا بالحديث عن قضاء مصر "النزيه العادل" في عهد المخلوع وعهد المعزول. وفي عهد الانقلابيين يرددون النغمة نفسها، قضاء نزيه وشريف يبرّئ ساحة مبارك الذي أجرم في حق الشعب المصري ثلاثين عاما، ويحاكم مرسي بتهمة قتل المتظاهرين، بينما وزير داخليته محمد إبراهيم، وهو أداة القتل المفترضة، باقٍ في منصبه في ظل حكومة الانقلاب -"الثورة".


أما نحن فنقول: إنها خطة ممنهجة تحاول أن تعيد الأمور إلى ما قبل 25 يناير، خطة ممنهجة تريد أن تجعل ثورة 25 يناير في خبر كان، خطة ممنهجة ستنفذ عقوبات جماعية لكل من شارك في ثورة 25 يناير إما بالقتل أو الاعتقال والتعذيب، تمامًا كما فعل النظام الجزائري بعد الانقلاب على الجبهة الإسلامية للإنقاذ، حيث قام بعقاب المناطق التي أعطت أصواتها للجبهة في الانتخابات التشريعية بارتكاب المجازر في حق أهلها عن طريق فرق الموت التي استأجرها الانقلابيون، في عمل مخابراتي قذر اتضحت معالمه بعد ذلك، حيث كانت المخابرات الجزائرية تقوم بالأعمال الإرهابية وتنسبها للإسلاميين لتوجد المبرر لقتلهم واعتقالهم.


إنها ردة حقيقية على مساحة "الحرية" التي وفرتها ثورة 25 يناير، وعودة فجّة للدولة البوليسية المخابراتية، التي تَعُدّ أنفاسك، وتراقب كل حركاتك وسكناتك، وأنت عندها متهم حتى تلفق لك الإدانة، دولة تحكمها قوانين الطوارئ سيئة السمعة، دولة تُؤمِّن كيان يهود وتنسق معهم، وتتعاون معهم حتى لو تعلق الأمر بقتل أبناء الأمة، ولا تخشى أن يُردِد على مسامعها أحد أن هذا حلال وهذا حرام. عودة ارتدادية لدولة الإعلام الموجه التي تقود الناس معصوبي الأعين لما تريد، يحشون عقول الناس بالترهات والخرافات، إعلام يُقدس القائد، ويجعل منه بطلا قوميا ولو كان يقاتل طواحين الهواء، فبطولاته المزيفة حقائق لا تقبل الشك، ولعله من المفارقات الكبرى تشبيه السيسي قائد الانقلاب بالمقبور عبد الناصر، الذي ضاعت على يديه سيناء والضفة وغزة والجولان، وبرغم ذلك استطاع الإعلام أن يُخرج الناس إلى الشارع يهتفون بحياته. فنحن نرى اليوم عمليات قتل وسحل وحرق واعتقال، بينما الإعلام يهلل ويطبل ويزمر، والناس تصفق وكأنها معركة لتحرير الأرض من رجس يهود، ونرى رئيس وزراء معيّناً نسي الناس أنه تقدم باستقالته احتجاجا على قتل عشرات أمام ماسبيرو، واليوم يبارك قتل الآلاف ويثني على الشرطة والجيش خيرا بأن قتلهم وسحلهم كان رحيما، فيصفق له من عميت بصيرته وفقد مروءته. بل وأكثر من ذلك يُصور إعلام الانقلابيين الدكتور البرادعي، شريكهم في الانقلاب، بالخائن خيانة عظمى، عميل الإخوان، لا لشيء سوى لأنه رفض فض الاعتصامات بهذه الوحشية، وتتم إقالة مدير شركة المقاولين العرب من منصبه لأنه شهد عليهم أنهم من تسبب بحرق مقر الشركة في رمسيس، ويُعتقل صحفي أصابته قوى الجيش، وقتلت زميله في سيارته لأنه لم يسكت ولم يتكتم على جريمتهم.


ونرى في المشهد من أطلقوا على أنفسهم أنهم ثوار بالأمس، يباركون القتل، ولا يحركون ساكنا وهم يرون حكومة مؤقتة وكأنها حكومة لجنة سياسات الحزب الوطني المنحل، ثوار قالوا عن أنفسهم أحرار، وأنهم عازمون على إكمال المشوار، فإذا بنا نراهم على موائد اللئام، يطلبون ودهم ويحلفون بحياتهم. إنهم ليسوا ثوارا، ولا هم أحرارا، ومشوارهم الذي يريدون إكماله هو إتمام علمنة الدولة، والمشاركة في الحرب على الإسلام، أقصد "الإرهاب" حسب زعمهم. ربما أدرك هؤلاء الثوار المزيفون أن قائد الانقلاب يتحرك الآن بمنطق بوش الابن الذي قال "من ليس معنا فهو ضدنا"، فأرادوا ألا يكونوا في الجهة الثانية، وآثروا السلامة.


هذا المشهد الهزلي لا يمكن قراءته بمعزل عن الفترة التي حكم فيها الدكتور مرسي، المرشح الإسلامي لمنصب رئيس الجمهورية، الذي ظل عاما كاملا يردد على مسامعنا احترامه لحرية الإعلام وأنه لن يقصف قلما ولن يغلق قناة، فكان هذا الإعلام الأداة التي ألقت به خارج السلطة، ورمت به وراء القضبان، كما ترك مؤسسات الدولة العميقة تحفر له الحفرة التي وقع فيها بالضربة القاضية، ومن ثم خرج من السلطة بعد عام لم يطبق حكما واحدا من أحكام الإسلام، بل عمق علمانية الدولة، وجعل منها غولا مخيفا، في وجه الإسلام وحملة الدعوة.


لا يمكننا إنكار أن هؤلاء الانقلابيين نجحوا في تشويه صورة حملة الدعوة عند قطاع كبير من أبناء الشعب المصري، وهذا ما سيساعدهم - ولو مرحليا - على إطالة أمد انقلابهم، ريثما يعود للناس رشدهم ويدركون أنهم قد خُدعوا، فيرجعوا إلى أنفسهم، لقد علمنا أن هؤلاء أبناؤنا وإخواننا وآباؤنا وأمهاتنا، فكيف قبلنا أن نعاديهم ونتفرج عليهم وهم يُقتلون.


سيعود الناس إلى رشدهم مرة ثانية، فمن استطاع أن يكذب بعض الوقت، فلن يستطيع أن يكذب كل الوقت، حتى الإسلاميون الذين دخلوا اللعبة الديمقراطية، وظنوا أنها طريقتهم المثلى للوصول إلى الحكم، سيرجعون إلى أنفسهم ليدركوا أنهم كانوا تائهين ضائعين، يتوهمون السراب ماءً زلالا، وسيدركون أن الدرب من هنا، من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ذلك الطريق الذي دللناهم عليه مرارا وتكرارا، ولكنهم لم يستجيبوا لنا، إلا بعد أن ضُربوا على رؤوسهم. سيدرك هؤلاء أن الخلافة هي الملاذ وهي النظام الذي يجب أن يؤسسوا له، وأن ما حدث في 30 يونيو أعادهم إلى أنفسهم وإلى شرع ربهم، وما حدث بعد ذلك اليوم من قتل وحرق واعتقال، سيكون كاشفا فاضحا لشخصيات وعلماء وحركات. قال تعالى: (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَل الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)[الأنفال:37]


قد تكون ثورة 25 يناير في خبر كان، ولكن ستولد ثورة من جديد تختلف عما قبلها، تعيد للأمة عزتها وكرامتها، فتكنس أنظمة الكفر وتلقي بها في مزبلة التاريخ، ولن يرضى الناس بعد ذلك عن الخلافة بديلا، وبغير شرع الله حكما، وحينها سندرك أن هذا الانقلاب كان فاتحة خير، فقد أعادنا على السكة الصحيحة.


إننا نُدرك أنّ نصرَ اللهِ آتٍ، وندركُ أن نصرَ اللهِ لا يأتي إلاّ بعد إخلاصٍ وعملٍ وتضحيةٍ، كما أننا ندركُ أنّ الله ابتلى مَن هم أفضلُ منّا مِنْ رُسُله عليهم السلامُ وأتبَاع رُسُله رضِي الله عنهم، وما أمرُ رسولنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وصحبِه عنا ببعيد ولا غريبٍ، فقد عانَوا ما عانَوا، وذاقوا المــُـرَّ لمِا ثبتوا عليه من طريق الحقِّ، حتى أكرَمهُم الله بدولةٍ أعز الله بها الإسلام وأهلَه، وكانت بحقٍّ رحمةً لكل البشر.

 

 


شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر

إقرأ المزيد...

من أروقة الصحافة دمبسي أي تدخل عسكري في سوريا لن يكون لمصلحة أميركا

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1082 مرات

 

أعلن قائد الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي أن أي تدخل عسكري أميركي في سوريا لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة، لأن مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون المصالح الأميركية. واعتبر دمبسي الذي زار إسرائيل والأردن الأسبوع الماضي أن أي تدخل عسكري أميركي سيكون له أيضاً "تداعيات ستضعف من أمن حلفائنا وشركائنا".


=================


تصريح ديمبسي هذا يبين حقيقة النظرة الأمريكية لما يجري في سوريا، وميزان القياس الأمريكي لما يصح وما لا يصح القيام به، وأن المعيار فيه ومربط فرسه هو كما قال ديمبسي (دعم المصالح الأمريكية)، فأمريكا تدور مع مصالحها حيث دارت، ولا تلتفت لأي أمر يخالف مصالحها مهما كانت دوافعه، كحقوق الإنسان وتقرير المصير والتفاهم المشترك ودعم الأقليات والحريات ورفض الدكتاتورية ودعم الديمقراطية وغيرها من الأكاذيب التي تدعي أمريكا الحفاظ عليها وتقديسها!!


فمصلحة أمريكا في سوريا تقتضي أن يكون نظام الحكم فيها:


١- نظاما علمانيا مدنيا دكتاتوريا كان أم ديمقراطيا
٢- حارسا لكيان يهود وحامياً لحدودهم الشمالية
٣- محققا لمصالح أمريكا الإقليمية في الملف العراقي واللبناني والفلسطيني وغيره من ملفات أخرى قد تطرأ
٤- تابعا بالكلية ومكبلا بقيود السياسة الخارجية الأمريكية الإمبريالية سواء في علاقاته الخارجية أم في مفاصل سياساته الداخلية، مفتقدا للإرادة السياسية واستقلال القرار السيادي
٥- معاديا للإسلام ولمشروعه المصيري


ولهذا فأمريكا وجدت لدى بشار ووالده المقبور قدرات كافية لتحقيق مصالحها فأبقت عليهم، وهي الآن لا تثق بأي طرف معارض لا يستطيع تحقيق مصالحها، بالرغم من محاولاتها خلق معارضة شكلية والترويج لها وشرعنة وجودها، ولكنها فشلت في تحقيق مبتغاها من خلالهم، وفي الوقت نفسه فإن الثوار وكتائبهم المقاتلة استعصوا على أمريكا وخاب رجاؤها بتطويعهم، ولهذا فديمبسي اعتبرهم لا يدعمون المصالح الأمريكية وبالتالي فلا يمكنها دعمهم.


فهنيئا للثوار ثباتهم على الحق، وليجعلوا من قهر أمريكا وإغاظتها هدفا من أهدافهم، وهذا لا يتحقق إلا بإفشال مشروعها الخبيث المسمى بالدولة المدنية، وإعلان ولائهم لله وللمشروع الرباني المتمثل بالعمل لاستئناف حكم الإسلام العظيم وإقامة دولة الخلافة الراشدة في الشام.


اللهم ثبت إخواننا على الحق واهدهم سواء السبيل.

 

 


أبو باسل

إقرأ المزيد...

ولاية تركيا: وقفة في أضنة نصرة للمسلمين في سوريا

  • نشر في مسيرات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1286 مرات


نظم شباب وأنصار حزب التحرير / ولاية تركيا في جامع صابانجي بأضنة وقفة بعنوان "ما كان؛ لو كانت الخلافة قائمة!" تضمنها إلقاء بيان صحفي للتنديد بالمجازر الوحشية التي ترتكب في سوريا والتي كان آخرها استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق، وأقيمت صلاة الغائب على قتلى المسلمين هناك..
الجمعة، 16 شوال 1434هـ الموافق 23 آب/أغسطس 2013م

 

 

 

لمزيد من الصور في المعرض

 

 

إقرأ المزيد...

ولاية الأردن: وقفة الزرقاء للتنديد بمجازر الطاغية بشار

  • نشر في مسيرات وفعاليات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1109 مرات

 

وقفة حزب التحرير / ولاية الأردن تنديدا بمجازر الطاغية بشار واستصراخا للجيوش النائمة، مسجد آل مكتوم - الزرقاء.


الجمعة، 16 شـوال 1434هـ الموافق 23 آب/أغسطس2013م

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع