بيان صحفي شارلي إيبدو: خديعة حرية التعبير
- نشر في هولندا
- قيم الموضوع
- قراءة: 2524 مرات
علاقة الغرب مع المسلمين في العالم هي علاقة استعداء واستعلاء. وإن روجت وسائل الإعلام لاندماج المسلمين الذين يعيشون في الغرب مع المجتمعات الغربية، فإن العلاقة تظل علاقة توتر، وعلاقة نفور؛ هذا لأن السلطة بيد مَن كفر بالله تعالى، ومن فشل في رعاية شؤون شعبه بتطبيق النظام الرأسمالي الظالم الذي يفصل الدين عن الدولة ويركز على الجانب الاقتصادي في الحياة، فيطالب الجميع بأن يكونوا مجرد "آلات" تلهث وراء الربح المادي على حساب القيم الإنسانية والأخلاق الحميدة.
ومع ذلك التشويه المستمر للإسلام، إلا أنه يحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد معتنقيه في المجتمعات الغربية؛ حيث نسمع يوميا عن أشخاص اعتنقوا الإسلام في أوروبا، أعدادهم بالآلاف. هؤلاء أسلموا بعد أن خاضوا معركة الصراع الفكري الأزلي بين الحق والباطل، واهتدوا إلى طريق الحق بفضل من الله سبحانه، واختاروا أن يغيروا حياتهم من الكفر إلى الإيمان. فهل وجدوا الراحة والطمأنينة؟
في الواقع، فإن المسلمين في الغرب، ومنهم المسلمون الجدد، يجدون أنفسهم تلقائيا جزءاً من حلقة مفرغة هي منظومة متعثرة. فالمسلمون في الغرب يختلفون عن المسلمين في الشرق، وهذا الاختلاف يظهر في طريقة تفكيرهم المبدئي، وسرعة البديهة عندهم، وثقافتهم الغزيرة، وأحوالهم المادية الجيدة. بينما أغلبية المسلمين في الشرق يعيشون في فقر، وجهل، ومرض، مهجرين من أراضيهم، فاقدين للكوادر العلمية المؤهلة، تائهين بلا هوية، معرّضين للاعتقال، والتعذيب والقمع، ثرواتهم منهوبة، والأنظمة الحاكمة في بلادهم لا تملك من أمرها شيئا، بل يسيطر عليها الغرب الكافر الذي شن حرباً شرسة؛ حرباً فكرية - سياسية - صليبية - عسكرية - اقتصادية، يقتل فيها أبناء الأمة في كل أنحاء العالم. فالأمة متفرقة متشرذمة، تعاني من التبلد الفكري، أمة منبهرة بثقافة الغرب التي نبذها من اعتنق الإسلام عن قناعة.
هنا يشعر المسلمون في الغرب بأن هناك فراغاً هائلاً، وفجوة كبيرة بينهم وبين إخوانهم من بلاد أخرى، فالمسلمون في الغرب إما أنهم عاشوا في المجتمعات الغربية مذلولين، أو عاشوا في بلاد المسلمين مع المقموعين. فلا مكان لهم في هذا العالم ولا عيش هانئاً مع هذا التناقض، أما المسلمون الجدد فلقد تركوا حياة الفجور في مجتمعات الغرب، فقط ليجدوا المسلمين يسيرون على نفس النهج المعوج. فلم يجد المسلمون الجدد ما يبحثون عنه؛ أمة إسلامية تحتضنهم. ولا هم استطاعوا الاندماج في مجتمع الكفر بعد إيمانهم.
هذا كله يجعل العلاقة بين المسلمين في الغرب وبين المسلمين في الشرق علاقة سطحية حذرة. وهذا طبيعي لأنه لا يوجد ملاذ آمن مشترك يجمع المسلمين من الغرب والشرق؛ يساوي بينهم، ويحكمهم بالإسلام، ويرتقي بمستواهم الفكري والثقافي والمادي، وهذا لن يتحقق من خلال دويلات عديدة، ضعيفة، مقسمة بحدود وسدود المستعمر الكافر. فأبناء الأمة الإسلامية الواحدة يحتاجون لكيان واحد يجمعهم ويرعى شؤونهم، والأمة الإسلامية ليست كما ينبغي لها أن تكون؛ فليس هناك ما يوحد المسلمين، فالدولة الإسلامية الواحدة، القوية، التي تنشر العدل والأمان، والتي يهاجر إليها المسلمون من كل حدب وصوب، التي تحميهم وتوفر لهم عيش مطمئن؛ غائبة. فإلى من ينتمي المسلمون، وأين هي المنطقة المحددة التي يمارس فيها هذا الانتماء؟ فعند اعتناق الإسلام يبحث المسلم الجديد عن هويته الإسلامية وانتمائه إلى أمة الإسلام، فكيف يترجم هذا الانتماء وما هي مظاهر هذه الهوية إن لم تكن في دولة لها راية ولها مؤسسات وأجهزة معلومة؟
وغالبا ما ينخرط المسلمون والمسلمات في الغرب في محاولة إيجاد الحلول لقضايا الأمة الإسلامية، من خلال الحلول المعروضة على الساحة، والتي غالبا ما تكون من وجهة نظر غربية، تخدم مصالح الغرب، كالعمل الخيري الفردي للترويج لـ"إسلام معتدل وسطي"، إرضاء للغرب. ذلك لأن الأمر الذي يقلق المسلمين الجدد بعد إسلامهم هو صورة الإسلام والمسلمين أمام العالم. فلقد تأثر الناس في بلاد الغرب بالذات بما يروج له الإعلام المضلل من إلصاق تهمة التطرف والإرهاب بالمسلمين. وأدت هذه القضايا المقلقة إلى حصر دور المسلمين في الغرب في الوعظ والإرشاد والعمل على نشر ما يعرف بالإسلام الذي تحبه وتقره أمريكا وأوروبا، إسلام العبادات الذي حصر دور الجماعة الإسلامية في صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، وعمل على إقصاء دور المسلمين في التغيير السياسي. وهكذا يعمل الشباب المسلم في الغرب ضمن هجمة ثقافية غربية على الإسلام، وضمن خطة وضعت لتحجيم دور المسلمين في النهضة بأمتهم من جديد. فأصبح حمل الدعوة ونشر الإسلام في العالم محصوراً في مفاهيم الاعتدال، الديمقراطية، بدلا عن النقاش الفكري، والجهاد، وفرض السيادة للشرع وحده، ومنها الحاجة الملحة لإسقاط الأنظمة التي مزقت أبناء الأمة الإسلامية الواحدة على أساس الوطنيات المنتنة، ومنها صمت الأمة الإسلامية عن شر مستطير؛ ألا وهو تطبيق الحكام الرويبضات دساتير وقوانين الكفر على الشعوب المسلمة لإبعادها عن دينها أكثر فأكثر. هنا يعمل المسلمون في الغرب لتعزيز حرب الكافر على الإرهاب، وهي حرب في حقيقتها على الإسلام، مما يجرّ وبالاً على المسلمين في الشرق، مما يزيد الهوة بين أبناء الأمة الواحدة، ويتقاعس المسلمون في الغرب عن نصرة إخوانهم في الشرق، ويصبح ولاؤهم مع الوقت للغرب الكافر، فتفقد الأمة الإسلامية دور المسلمين في الغرب في إيجاد التغيير الصحيح. فالحل سياسي لكنه ليس حلاً سياسياً خطط له الغرب. لذلك وجب على المسلمين في الغرب أن يسيروا وفق الطريقة الشرعية للتغيير، وهي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة. وكما وجب عليهم أن لا يكونوا سبباً في إنجاح مخططات الغرب الكافر في تقسيم المسلمين بالهيمنة عليهم وجعلهم أعداء للمسلمين في الشرق.
ومن اعتنق الإسلام حديثا يعلم أن الإسلام النقي بريء من كل الافتراءات الغربية - فمن اختار الإسلام عقيدة ونظاماً ينبثق عن هذه العقيدة، يعلم علم اليقين أن الإسلام ليس السبب في المشاكل، بل إن العقيدة الإسلامية مصدر لحل كل المشاكل إن طبقت أنظمة المجتمع على أساس شرعي، لرعاية شؤون المسلمين بأحكام الإسلام الشرعية التي تضمن الأمن والطمأنينة، وهذا لن يحصل إلا بقرار يتخذه مسلمون فهموا الإسلام السياسي. بالتالي فإن تطبيق الإسلام سياسياً هو الحل الجذري. فلا بد من أرض مشتركة لتحقيق وحدة المسلمين ونهضتهم على أساس الإسلام من جديد. فالمسلمون يتوقون إلى تطبيق شرع الله في كيان سياسي تنفيذي، يقوده حاكم واحد، قوي، أمين، يعدل بين الناس، وينشر رسالة الإسلام كاملة ويحملها للعالم. هذا الشوق لإقامة دولة إسلامية واحدة توحد المسلمين وتعمل على تحسين صورتهم، هو ما سيجمع المسلمين في الشرق، والمسلمين في الغرب. فأكثر القضايا التي تمثل مصدر قلق للمسلمين هي وحدة الأمة الإسلامية المفقودة، والبحث عن طريقة لإخراج الأمة من حاضرها السقيم إلى مستقبل مشرق، مستحضرين تاريخ الدولة الإسلامية والفتوحات العظيمة، هذا التاريخ الذي بقي أسير الكتب منذ أن سيطر الغرب على العالم وفرض عليه نظاماً عالمياً فاسداً، ألقى بالبشرية في غياهب الظلمات بعد أن كانت تنعم بنور الإسلام العظيم في مغارب الأرض ومشارقها. فمفهوم الوحدة الإسلامية وعالمية الإسلام وعدله ونوره وإنقاذه للبشرية هو الجاذب الأول لمعتنقي الإسلام، وهو أيضا ما ثارت من أجله الشعوب في بلاد الثورات. هذه هي الأرض المشتركة بين الغرب والشرق، فالتغيير القادم سيوحد المسلمين من كل أنحاء العالم، وسيجمعهم على هدف واحد يكسر بين المسلمين حاجز الغرب والشرق، فيعملوا جميعا للنهوض بالأمة الإسلامية من جديد، في دولة الخلافة الراشدة، على منهاج النبوة، التي تحقق انتماء كل المسلمين إلى إسلامهم في دولتهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم حنين
الحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِلنَّاسِ أحكَامَ الرَّشَاد, وَحَذَّرَهُم سُبُلَ الفَسَاد, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ هَاد, المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعِبَاد, الَّذِي جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الجِهَادِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطهَارِ الأمجَاد, الَّذِينَ طبَّقُوا نِظَامَ الِإسلامِ فِي الحُكْمِ وَالاجتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقتِصَاد, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ يَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَومَ التَّنَاد, يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العِبَادِ.
إِليْكَ إِلهَ العَرْشِ أَشْكُو تضَرُّعَا ... وَأَدْعُوكَ في الضَّرَاءِ رَبِّي لِتَسْمَعَا
فَكَمْ قَتَلُوا مِنْ فِتْيَةِ الحَقِّ عُصْبَةً ... هُدَاةً وَضاةً سَاجدِينَ وَرُكَّعَا
وَكَمْ دَمَّرُوا مِنْ مَرْبَع كانَ آهِلاً ... وَقَد تَركُوا الدّارَ الأَنِيْسَةَ بَلْقَعَا
فَأَصْبَحَتْ الأَمْوَالُ فِيْهِمْ نهَائِبًا ... وَأَصْبَحَتْ الأيْتَامُ غُرْثىً وَجُوَّعَا
وَفَرَّ عنْ الأَوْطَانِ مَنْ كَانَ قَاطِنًا ... وَفُرّقَ إلْفٌ كان مُجْتَمِعًا مَعَا
مَضَوْا وَانْقَضَتْ أَيَّامُهُم حِيْنَ أَوْرَدُوا ... ثَنَاءً وذِكْرًا طِيْبُه قَدْ تَضَوَّعا
فَجَازَاهُمُ اللهُ الكَريمُ بِفَضْلِهِ ... جِنَانًا وَرِضْوَانَاً مِنْ اللهِ رَافِعَا
فَإنْ كَانَتْ الأَشْبَاحُ مِنَّا تَبَاعَدَتْ ... فَإِنَّ لأَرْوَاحِ المُحِبِّيْنَ مَجْمَعَا
عَسَى وَعَسَى أَنْ يَنْصُرَ اللهُ دِيْنَهُ ... وَيَجْبرَ مِنَّا مَأْمَنًا قَدْ تَصَدَّعَا
وَجدْ وَتَفَضَّلْ بالذِي أَنْتَ أَهْلُهُ ... مِنْ العَفْو والغُفْرَانِ يَا خَيْرَ مَنْ دَعَا
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخبر:
نقلت قناة سكاي نيوز عربية: في خطوة انفردت بها بين باقي الصحف الكبرى في الدنمارك، لن تعيد صحيفة يولاندس بوستن نشر رسوم الصحيفة الفرنسية شارلي إبدو. وكانت الصحيفة أثارت موجة من الاحتجاجات في العالم الإسلامي، قتل فيها ما لا يقل عن 50 شخصا، حين نشرت عام 2005، رسوما مسيئة للإسلام. وأعادت باقي الصحف الدنماركية الأخرى نشر رسوم الصحيفة الفرنسية الأسبوعية الساخرة ضمن تغطيتها للهجوم الذي وقع في باريس الأربعاء (2015/1/7) على مكتب الصحيفة الفرنسية شارلي إبدو.
التعليق:
امتلأ العالم بالتصريحات المنددة بالهجوم الذي وقع على مقر الصحيفة الفرنسية، وصرح القادة الغربيون بأن هذا اعتداء آثم ضد حرية التعبير، وأدان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الهجوم، وأكّد في كلمة ألقاها أمام مقر الصحيفة أن الهجوم "يمس صميم مبادئ الجمهورية الفرنسية، الذي هو الحرية وحرية التعبير".
في يناير من العام الماضي منع وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس عرضًا مسرحيًا للفنان (ديودوني مبالا) يدعى "الجدار" بحجة أنه معادٍ للسامية وأيدت المحكمة العليا الفرنسية القرار. إلا أن المحكمة نفسها برأت الروائي (ميشيل ويليبك) بعد أن اتهم الإسلام بأنه "أغبى ديانة" بحجة حفاظها على حرية التعبير!.
إذن فحرية التعبير عندهم تكون بلا حدود حين يتعلق الأمر بالتهجم على الإسلام وشعائره ومقدساته، أما التعرض ولو تلميحا لليهود بما يسيئهم فهذا خارج حدود حرية التعبير.
لقد تواترت الوقائع التي تشير إلى الحقيقة الساطعة عن الحقد الدفين في صدورهم ضد الإسلام وأهله، وهؤلاء القوم لا يردعهم إلا العقوبة الزاجرة، ولعل هذا هو الدرس التي استخلصته الصحيفة الدنماركية فقررت عدم نشر رسوم الصحيفة الفرنسية.
وقد جاء في الحديث الصحيح «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: - منها - أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما» (رواه الشيخان) و «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين». (رواه مسلم)
آن الآوان للعالم أن يدرك أن أمة الإسلام حية لا تموت، وأنها تفتدي دينها ونبيها بالمهج والأرواح، ولا تعرف الوهن برغم كل إجرام الحكام الظلمة الحريصين على مرضاة عواصم الكفر، وأنها مصممة على العيش في عزة الإسلام وكرامته ولو كره الكافرون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الخبر:
فجرت الآليات العسكرية، صباح اليوم الجمعة، 12 منزلا بمدينة رفح المصرية في نطاق المرحلة الثانية من المنطقة العازلة على الشريط الحدودي مع قطاع غزة. وأكد مصدر أمني أن عمليات الهدم ستتواصل، اليوم الجمعة، ومن المقرر أن يتم هدم 20 منزلا آخرين وتكثيف عمليات الهدم للانتهاء من إزالة كافة المنازل بهذه المنطقة، والتي تقدر بنحو 1220 منزلا خلال الأيام القادمة.
التعليق:
بعد أن نجح النظام القديم في مصر من إعادة إنتاج نفسه، بدأ مرحلة جديدة من التعامل مع أعداء الأمة بشكل مكشوف ومفضوح، فلم تعد حتى ورقة التوت التي يغطي بها سوأته يهتم بها، فمن أول يوم قام المجرم السيسي خادم أمريكا أمّ الإرهاب، بتحصين دفاعاته للمحافظة على كيان يهود، ابتداء من محاصرة أهلنا في غزة، ومنع الدواء والغذاء ومستلزمات الحياة عنهم، وليس انتهاء بتدمير منازل أهالي رفح واعتقالهم وتشريدهم، فقد استنفر جيشه بجميع قطاعاته الجوية والبرية والبحرية للدفاع عن هذا الكيان المسخ، ظنا منه أنه بجرائمه المقززة هذه، سوف يضمن بقاءه خادما أمينا ليهود وأمريكا والغرب عموما.
لقد مثّل السيسي بأفعاله هذه أنموذجا حقيقيا لواقع حكام العرب والمسلمين الحاليين، في انبطاحهم تحت أقدام الغرب الكافر، من أجل المحافظة على كراسيهم، التي شيدوها على جماجم الأطفال والنساء والمستضعفين من أبناء الأمة الإسلامية، وقاموا بجرائمهم في حق العزّل في مختلف الميادين مثل رابعة وغيرها، بل وصلت جرائمهم لتدنيس المساجد والمصاحف من خلال اقتحامهم للمساجد وقتل المصلين ركعا وسجدا، وها هو يطالب مشيخة الأزهر وشيوخ السوء من علماء السلاطين، بعمل ثورة على نصوص الكتاب والسنة تشبه ثورة النصارى واليهود على أديانهم في القرون الأولى لبعثة أنبيائهم، التي حرفوا فيها نصوص التوراة والإنجيل، وغيروا عقيدة التوحيد إلى عقيدة التثليث بمؤتمرات عقدت من أجل ذلك.
لقد استخف الحكام الحاليون بأقوامهم فأطاعوهم، حتى وصل الحد بهم إلى أن يستحيوا نساءهم ويقتلوا أطفالهم ويهدموا بيوتهم ومدنهم على رؤوس ساكنيها، كما يفعل المجرم بشار والمجرم السيسي في أهل الشام ومصر، وباقي الحكام المجرمين ينظرون إلى هذه الجرائم وكأن شيئا لم يكن، بل إنّ أهل الشام المشردين في المخيمات في لبنان والأردن وغيرها، يموتون من شدة البرد والثلوج ولا أحد يعمل لمساعدتهم، والغرب الكافر يبارك لهؤلاء الحكام جرائمهم ومجازرهم في حق المسلمين، بل إنه يدعمهم بكل ما أوتي من قوة.
لقد آن الأوان للمسلمين أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، بأن يثوروا ثورة حقيقية - بجميع فئاتهم من عسكريين ومدنيين - ثورة يقتلعون بها جذور هذه الأنظمة مع شخوصها، ويعلنوها خلافة على منهاج النبوة، وليس على منهاج أمريكا والغرب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد أبو قدوم
الخبر:
الجزيرة نقلاً عن معاوية حرصوني منسق الإغاثات: دول عربية ضيقت على المتبرعين، وأحجم البعض خوفاً من تهم الإرهاب فزادت المعاناة مع العاصفة.
التعليق:
إن حكام الدول العربية الذين لم يسمهم منسق الإغاثات، مثلهم مثل باقي الرويبضات الذين سلطهم الكافر المستعمر على رقابنا، ولكنهم فاقوا غيرهم وقاحة وعدوانا وإثما. تحالفوا مع الصليبيين على أهل الشام فقتلوا من قتلوا وشردوا من شردوا، ومنعوهم مما يسد رمقهم وأنفقوا أموال الأمة على طاولات الميسر وعلى الحفلات الماجنة والتافه من الأمور. لا بل وصل صدهم عن سبيل الله موصلا لم يسبقهم إليه أحد. يمنعون ويضيقون على من يحاول إعانة إخوته وأهله الملهوفين الجائعين المتجمدة أوصالهم من برد العواصف والثلوج.
جمد الله الدم في عروقهم وأخزاهم في الدنيا ويوم يبعثون، يريدون رحمة الله أن لا تنزل على عباده. يبيعون النفط والغاز لأعداء الله من يهود ورأسماليين بأسعار زهيدة، ويمنعون أهلنا في الشام ولبنان والأردن. تحالفوا مع أمريكا على قصفهم وقتلهم والتنكيل بهم وهجروهم من ديارهم، وها هم يحاولون محاصرتهم ومنع حتى الصدقات والتبرعات أن تصلهم.
إن من أحجم عن إعانة أهله خوفاً من تهم الإرهاب، فليعلم أن الله تعالى أحق أن يخافه ويخشاه، وأن لا يأبه بحكام عملاء خانوا الله ورسوله والمؤمنين. وليوقن بأن الله عز وجل سيحفظه ويخلفه ما أنفق أضعافا.
إن مصاب أمتنا بحكامها لهو مصاب جلل، لا نجاة منه وﻻ خلاص من ظلماته إلاّ بالانعتاق من هؤلاء الحكام ونفيهم من الأرض واسترجاع سلطان الأمة منهم وإعطائه لخليفة تقي يخاف الله فيها ويرعاها ويحكمها بشرع ربها فيعود لها عزها وتعود خير أمة أخرجت للناس.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو خالد
الخبر:
عقدت لجنة تحديد الحد الأدنى للأجور اجتماعها الرابع مع وزارة العمل والضمان الاجتماعي من أجل تحديد حد أدنى للأجور في عام 2015. وبعد الاجتماع الذي مثل فيه اتحاد التجارة التقدمي للنقابات التركية العمال ومثل فيه الاتحاد التركي لأرباب العمل أصحاب الأعمال، أعلن الوزير فاروق جيليك أن لجنة تحديد الحد الأدنى للأجور أنهت عملها وأعلنت عن الحد الأدنى الجديد للأجور. فقد أعلن الوزير جيليك أن الحد الأدنى الجديد للأجور قد ارتفع ليصل إلى 1202 ليرة تركية للأشهر الستة الأولى من عام 2015، وإلى 1274 ليرة تركية للنصف الثاني من العام. وأوضح الوزير جيليك أن صافي الحد الأدنى للأجور سيصل إلى 949 ليرة تركية (410 دولار) للأشهر الستة الأولى من عام 2015، وإلى 1000 ليرة (432 دولار) للنصف الثاني من العام.
التعليق:
إن جمهورية تركيا تقوم بنشاطها الاقتصادي في ظل الخطط الاقتصادية للدول الاستعمارية التي تطبق السياسات الاقتصادية الرأسمالية. ولذلك فهي قد تبنت الهدف الاقتصادي الرأسمالي في الإنتاج وزيادة الإنتاجية. ويقال إن زيادة الإنتاج سيزيد الدخل القومي، وبالتالي زيادة دخل الفرد. والمسألة بالطبع وفقًا للسياسة الاقتصادية الرأسمالية أنه من الضروري زيادة الإنتاج والخدمات من أجل زيادة الدخل القومي. لأنه وفقًا للسياسة الاقتصادية الرأسمالية، فإن حاجات الإنسان تعتبر غير محدودة، وفي الوقت نفسه تعتبر الموارد محدودة. لذلك تسعى الرأسمالية لزيادة الإنتاج من أجل إشباع حاجات البشر غير المحدودة مع قلة وشح الموارد. والرأسمالية تهدف إلى زيادة الدخل القومي من خلال زيادة الدخل من الإنتاج والخدمات وذلك من خلال جعل الناس يعملون لفترة أطول. ولذلك فإن هناك حاجة ضرورية من وجهة النظر الرأسمالية لوجود عمال يعملون كعبيد يتقاضون أجورًا منخفضة.
والواقع أن الدخل القومي لا يضمن التوزيع العادل للثروة وفقًا لحاجات الناس. وبغض النظر عمن يملك الثروة، فإن قياس التنمية بشكل عام يتم بالاعتماد على حجم الدخل القومي. ووفقًا للرأسماليين، فإذا كان عُشر الناس هم من يملكون الثروة، بينما يُحرم تسعة أعشار الناس من المأكل والملبس والمسكن، فإن إجمالي الثروة يُقسم على العدد الكلي للسكان وبذلك يُحسب الدخل القومي للفرد الواحد. ومما لا شك فيه أن ذلك يمثل كذبة كبيرة واستغلالًا ضخمًا. في الواقع، فإن السياسة الاقتصادية الرأسمالية تدفعنا للتفكير بهذا الشكل. والدول التي تطبق النظام الاقتصادي الرأسمالي قد أسست اتحادات أصحاب الأعمال ونقابات العمال من أجل جعل المجتمع يتقبّل هذه الأكاذيب. وتدعي هذه النقابات أنها تأسست من أجل حماية حقوق العمال وأصحاب الأعمال.
وهنا فإن تصريحات وزير العمل في الجمهورية التركية، فضلًا عن تصريحات ممثلي نقابات أصحاب الأعمال والعمال في لجنة تحديد الحد الأدنى للأجور تفضح سياسة الاستغلال هذه. ويقول ممثل اتحاد نقابات العمال التركية، نظمي إرجات، إن الحد الأدنى للأجور التي أعلنتها الحكومة لا تتوافق مع توقعاتهم للحد الأدنى للأجور، وأنهم يعتبرونه غير كاف. وأعرب ممثل الاتحاد التركي لنقابات أصحاب الأعمال، متين دمير، عن استيائه من الحد الأدنى للأجور الذي تم تحديده، مبينًا أن "الحد الأدنى للأجور مع 6 + 6 = 12 قد وصل إلى مستوى لم يكن ممكنًا حتى أن يتصوره. وفي معدل التوظيف الموجود يجب علينا أيضًا أن نضع في عين الاعتبار أنه حتى أولئك الذين لديهم وظائف الآن قد يفقدون وظائفهم".
إن هذا يدل على أن الحكومة، فضلًا عن نقابات العمال وأصحاب العمل كلها عبارة عن بيادق بيد السياسة الاقتصادية الرأسمالية. إنهم يطمسون الحقيقة من خلال نشر معدلات النمو ومعدلات التضخم والتي تتكون من أرقام فقط. إن النظام الاقتصادي الوحيد الذي سيضمن توفير حقوق كل الأفراد فردًا فردًا دون التفريق بين من يعمل ومن لا يعمل هو النظام الاقتصادي في الإسلام. لأن الإسلام لا توجد فيه الفكرة الاستغلالية المضللة أن الإيرادات ستزيد من خلال زيادة الإنتاج. والنظام السياسي في الإسلام يهدف إلى توزيع الثروة، لذلك فإن الإسلام ينظر إلى كل فرد بعينه دون تمييز بين مسلم أو غير مسلم. ويملك الإسلام سياسة أساسية جدًا والتي تضمن إشباع الحاجات الأساسية مثل المأكل والملبس والمسكن لكل فرد بعينه. والحد الأدنى للأجور الذي تم تحديده في تركيا لضمان حاجات بيت فيه أربعة أو خمسة أفراد، يعادل اليوم فقط قيمة إيجار المسكن اللازم. من هو قادر على حماية البشرية من استغلال الرأسمالية؟ بالطبع وحدها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهي نظام الحكم في الإسلام ...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار