- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الذّكرى المائة لهدم الخلافة؛ فما الذي خسره المسلمون بهدمها يا ترى؟
خسر المسلمون بهدم دولتهم الكثير من الامتيازات التي حباهم الله بها؛ لتمسكهم بكتابه:
1- خسروا وحدتهم: فبعد أن كان المسلمون أمة واحدة تجمعهم العقيدة الإسلامية المطهرة، وبعد أن كانوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمى، أضحوا في تشتت مريع، وتفرق غريب، وتناحر وتدابر، فتارة القومية تمزقهم هذا عربي وهذا كردي وهذا فارسي، وتارة أخرى تفتتهم الوطنية فمصري وسوري وسعودي ويمني...الخ وأصبحت الوطنية تحل محل الأخوة الإسلامية، والتراب محل العقيدة، بعد أن كان لا يفرق بينهم عرق ولا لون ولا مكان فلا فرق بينهم إلا بالتقوى كما قال عليه الصلاة والسلام: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى».
2- خسروا دولتهم التي تعبر عن عقيدتهم: فقد كانت للمسلمين دولة من جنس عقيدتهم، تحكم فيهم بشرع ربهم، وتحميهم من سطوة عدوّهم، وترعى شؤونهم، وتحمل الإسلام إلى من سواهم من الأمم الأخرى؛ أمّا اليوم فقد أصبحوا تحت حكم دويلات وطنية، وقومية كفرية معلّبة، وأنظمة مستوردة لا تعبر عن عقيدتهم، دساتيرها من صنع الكافر المستعمر، فاقدةً للسيادة؛ بل محميّات كرتونية تابعة للدول الكافرة المستعمرة.
وأصبحنا نبحث شرقاً وغرباً عن أنظمة سياسية؛ وكأننا لقطاء ولدنا اليوم بلا دين، ولا نمتلك دولة تربّعت على عرش العالم أكثر من ألف عام!
3- خسروا كثيراً من البلاد الإسلامية وعلى رأسها فلسطين بيد الكافرين: فبإسقاط الخلافة حامية حمى المسلمين، سقطت كثير من البلاد الإسلامية بيد الكافر المستعمر وأصبح له فيها صولات وجولات؛ فسقطت فلسطين أولى القبلتين، ومسرى النبيّ الأمين، وأصبحت بيد يهود الغاصبين إخوان القردة والخنازير، وأقيم لهم فيها كيان بين أظهرنا، تمده بالقوة دول كافرة مستعمرة، ويحميه حكام الطوق العملاء.
كما احتُلت كشمير، والشيشان، والبوسنة، والهرسك، وأفغانستان، والعراق... وغيرها، وكل يوم والكافر يحتل بلداً من بلداننا؛ فنصحو على مأساة تدمي قلوبنا، ونبيت على أخرى.
4- خسروا ثرواتهم: أمة الإسلام التي حباها الله بالخيرات وتجثم على الثروات تعاني الفقر والحرمان، وثرواتها في متناول الكافر المستعمر ينهبها بشركاته الاستثمارية وعقوده المزيفة، أو يهديها له عملاؤه الحكام مقابل صفقات وهمية، والحفاظ على الكراسي المعوجة، أو بلا مقابل؛ بينما شعوبهم لا ترى من الثروات إلا الفتات.
5- خسروا دماءهم وكرامتهم: ففي كل يوم، وفي كثير من الأقطار الإسلامية تراق دماء المسلمين على يد الكافر المستعمر دون جريمة ارتكبوها، أو ذنبٍ اقترفوه؛ فكم سمعنا وشاهدنا من المجازر والتهجير والتعذيب بحق إخواننا في كلٍ من ميانمار، والشيشان، وكشمير وفلسطين والبوسنة والهرسك، وبلاد الشام، والعراق، وأفغانستان وغيرها الكثير من بلاد الإسلام؟! ولم يسلم من هذه المجازر المسلمون في بلاد الغرب؛ فمجزرة نيوزيلندا شاهدة على الحقد الصليبي، ولا عجب؛ فنحن الآن كالأيتام على موائد اللئام.
6- خسروا دينهم وعقيدتهم: فمنذ هدم الخلافة والإسلام محارب في أرض الإسلام، مبعد عن الحكم، محصور في زوايا المسجد، وفي الأخلاق والممارسات الفردية، ولا يسمح له بالتجاوز إلى غيرها، وكل يوم وعملاء الكافرين من الحكام، والمضبوعين بثقافة الغرب يعملون بكل جدٍ واجتهاد على محاربة الدين والعلماء، وحملة الدعوة، والزج بهم في السجون والمعتقلات، والعمل على تكريس العلمانية بكل أركانها كما في مملكة آل سعود حالياً وبقية بلاد المسلمين، ومن ترويج لقيم ومفاهيم الغرب كالديمقراطية، والدولة المدنية؛ لتكون البديل عن الإسلام ودولته، ومفاهيمه. أما في بلاد الكفر؛ فكل يومٍ وأعداء الإسلام يصعّدون من حربهم على الإسلام، ونبي الإسلام، وكتب الإسلام؛ فكم سمعنا عن الإساءات المتكررة، والسخرية المتعمدة بحق النبي الكريم ﷺ، وكم رأينا من المشاهد التي يقوم الكافرون بها من إحراق نسخ من القرآن الكريم؟! وكم رأينا وسمعنا من التهجمات على الإسلام، ووصمه بالإرهاب، وإنشاء التحالفات لمحاربته، وإغلاق الكثير من المساجد، والمراكز الإسلامية في بلاد الغرب، وفرض القيم العلمانية على المسلمين، والمحاولات الحثيثة لدمج المسلمين في المجتمعات الكافرة، وإجبارهم على العيش وفق قوانين الكفر كما تفعل فرنسا حديثاً، وكما تفعل الصين بحق المسلمين الإيغور، وبقية دول الكفر التي تقوم بحرب شرسة على الإسلام والمسلمين؟!
ختاماً؛ لنا أن نتساءل كمسلمين هل كنا سنعاني من هذا الظلم والقتل والعدوان من أعدائنا؛ لو كانت لنا دولة وخليفة منا يرعى شؤوننا، ويردع عدوّنا، ويحمي بلاد الإسلام من كل طامع؟!
هل كان سيتجرأ علينا أحد، أو يفكر مجرد تفكير بالاعتداء على مسلم، وهو يعلم أن الاعتداء على مسلم واحد سيكلفه حرباً مع كل المسلمين؟!
أيها المسلمون: إن الواجب على كل واحد منكم أن يسعى لتحكيم دينه، ونصرة إخوانه المستضعفين، ونبيه الكريم ﷺ؛ وذلك بالعمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة، دولة الإسلام وبشرى سيد الأنام التي بها عِزّ الدنيا والآخرة، والتي تطبق الدين وتحمله رسالة خير وهدىً للعالمين؛ وها قد آن أوانها وأطل زمانها بعد أن تصدعت الرأسمالية في عقر دارها، وبعد أن أزكمت رائحتها الأنوف، وبعد أن أفل نجم الملك الجبري، وحلّت نهايته بإذن الله تعالى.
قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾.
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد طرموش – ولاية اليمن