الإثنين، 21 ربيع الثاني 1447هـ| 2025/10/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

غزة: الابتلاء والواجب والمسؤولية الشرعية

 

ما يجري في غزة ليس مجرد حرب أو عدوان عابر، وليس مشهداً مأساوياً يُنسى بانتهاء نشرات الأخبار، بل هو ابتلاء إلهي واختبار شرعي لكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، ليرى الله منا ما نحن فاعلون، وعلى أي درب سائرون.

 

غزة ليست وحدها في الميدان، فكل جرح في جسد طفل من أطفالها، وكل صرخة أم ثكلى، وكل بيت مهدوم، وكل مسجد دُمّر، وكل دمعة يتيم، كل هذا يضعنا أمام مسؤولية عظيمة أمام الله عز وجل. إنها مسؤولية النصرة الحقة، لا التعاطف العابر، ولا الدعاء فقط، بل نصرة تقتلع جذور الظلم وتعيد سلطان الإسلام إلى موضعه الطبيعي. قال الله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، فالآية واضحة: إن كان الاستنصار في الدين، فإن واجب النصرة لا يسقط ولا يؤجل. وقد استنصَرنا أهل غزة في الدين، فهل سمعنا وأجبنا؟

 

فما نراه من خذلان حكام المسلمين ليس بالأمر الجديد، فهم ذاتهم من خذل العراق والشام والبوسنة وأفغانستان وكشمير وتركستان الشرقية وأفريقيا الوسطى...الخ، واليوم يواصلون خيانتهم لغزة. إنهم يمتلكون الجيوش والسلاح، لكنهم يربطونها بأوامر أمريكا وتوجيهات العواصم الغربية. يقيمون القمم والمؤتمرات والنداءات الكاذبة، لكنهم يغلقون الحدود في وجه الجرحى، ويمنعون حتى الأنفاس عن أهل غزة.

 

نعم أيها الإخوة لا حل حقيقياً إلا باقتلاع هؤلاء الحكام الخونة، خلعاً لا مساومة فيه، فهم العقبة الكبرى أمام تحرك الجيوش. والتحرك الحقيقي يبدأ بإعادة الأمة إلى مشروعها الحق، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي توحّدها وتعيد تعبئة الجيوش لتحرير فلسطين وسائر بلاد المسلمين المحتلة.

 

إن تأخير العمل لهذا الفرض العظيم يعني المزيد من الدماء والانتهاكات والخذلان. فالأمة قادرة، والجيوش موجودة، والعقيدة حية، وما ينقصنا هو الإرادة المرتبطة بأمر الله، والعمل السياسي المبدئي لاستئناف الحياة الإسلامية.

 

نعم لا زوال لكيان يهود إلا بزحف جيوش الأمة لنصرة الدين، وتحرير بيت المقدس تحت راية العقاب، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وليس هذا حلماً ولا أمنية، بل هو فرض شرعي قطعي، وبشارة نبوية مؤكدة، فقد قال رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، وسيعود بيت المقدس عقر دار الإسلام.

 

أيها المسلمون، كل يوم نتأخر فيه عن هذا العمل هو يوم نحمل فيه وزر الدماء والخذلان، وزر التقصير في نصرة الدين والمستضعفين، قال تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ﴾، وسنُسأل عن سكوتنا، وعن تضييعنا للأمانة، وعن تركنا العمل لإقامة سلطان الإسلام، وعن عجزنا عن خلع حكام باعوا الدين وسلموا البلاد والعباد لأعداء الله.

 

لا عذر بعد اليوم؛ فكل واحد منا مسؤول بالقدر الذي علم الله أنه قادر عليه، فالعمل العمل قبل فوات الأوان، وقبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم، ولا يُقبل فيه العذر، يوم يقال: أين كنتم؟ وماذا عملتم؟!

 

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا، اللهم إنا نبرأ إليك من خيانة الخائنين وصمت الخانعين، ومن تآمر العملاء والمجرمين، وزلزل اللهم عروش الطغاة، واستعملنا لإقامة الخلافة الراشدة التي تنصر المستضعفين، وتحكم بشرعك، وتعيد للقدس مكانتها عاصمة للإسلام والمسلمين. ونسألك أن تكتب لنا شرف العمل لإعلاء كلمتك، ونصرة دينك، وإقامة حكمك، وتحقيق وعدك؛ ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رمزي راجح – ولاية اليمن

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع