الثلاثاء، 17 ربيع الأول 1447هـ| 2025/09/09م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

طريق الخلاص

 

في زمنٍ تتعثر فيه الإنسانية تحت وطأة الطغيان والفساد، وتضيع فيه المبادئ في زحام المصالح، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: هل هناك مخرج من هذه المتاهة؟ الجواب، رغم كل التعقيدات، لا يتعدى القول: طريق النجاة والخلاص واحد فقط، هو طريق الحق، طريق الله الذي ارتضاه لعباده.

 

اليوم، لم تعد السياسة مجرد لعبة مصالح كما يُظن، بل هي في حقيقتها مرآة أخلاق الشعوب وحضاراتها. فإذا ابتعدت السياسات عن قيم الحق والعدل، تفككت أوصال المجتمعات، وتسلل اليأس إلى القلوب. وفي خضم هذا الانحراف والتيه، يُولد الطاغية، فيزداد الظلم.

 

لكن الخلاص لا يأتي - كما تدّعي شرعة الغرب - من التبديل السطحي للأشخاص والأنظمة، بل يبدأ من استعادة البوصلة الحقيقية، التي تستمد قيمها من السماء: العدل، والرحمة، والحق. تلك القيم التي تتحول إلى قوانين تنظم حياة الجميع بلا استثناء.

 

إن الشعوب التي تضع الله سبحانه وتعالى نصب أعينها، وتطالب بحقوقها على أساسٍ من القيم الإلهية، هي الشعوب التي تحارب الظلم بكل الوسائل، ولا ترضى أن تكون سلعةً تُباع في أسواق السياسة الفاسدة.

 

أما الطغاة، ومهما علا شأنهم، فإنهم يعلمون أن مصيرهم محتوم، لأنهم يقفون ضد الطريق الذي اختاره الله لعباده. ومن هنا تبدأ معركة لا تنتهي: معركة بين الحق والطغيان، بين طريق الله وطريق الطغاة. فكل طريقٍ سوى طريق الله عبثٌ ينهب طاقات الشعوب ويبدّد أحلامها. فالمبادئ، والأنظمة المستبدة، لا تزرع إلا الفوضى والدمار، وتمزق المجتمع. أما طريق الله عز وجل فهو الوعد بالعدل الحقيقي، والطمأنينة التي لا تمنحها قوة بشرية، ولا تحققها مؤامرات سياسية. إنه السبيل الوحيد لإعادة بناء الأمة على أسس متينة، لترسيخ قيم الحق والعدالة، إنه طريق الخلاص لهذه الإنسانية المعذبة.

 

علينا أن نصحو من غفلتنا، وأن نرفض كل أشكال الظلم مهما علت مبرراته.

 

وفي عالمٍ يشتعل بالنيران السياسية والمؤامرات الرخيصة، حيث تبدو الدروب مظلمة، يبقى طريق الله هو النور الذي لا ينطفئ؛ وهو السبيل الذي يجمع بين الروح والمادة، بين الإنسان وربه، ليمنحه السكينة والطمأنينة.

 

فلتكن العودة إلى هذا الطريق عبر الرائد الذي لا يكذب أهله، فهو يدعوكم للعمل معه من أجل استعادة هذا الطريق المفقود، الذي لا يضل من سلكه.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع