الأحد، 29 شوال 1446هـ| 2025/04/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

السيف أصدق أنباءً من الكتب

 

 

إنّ ما يجري اليوم في غزة من مجازر دموية وجرائم وحشية بحق أهلنا، لا يمكن أن يُحلّ في أروقة مجالس الخيانة، ولا في دهاليز الأمم الفاسدة، ولا أن يُعلَّق على أوهام المفاوضات العقيمة التي يقودها حكام الذل، حفظاً لماء وجوههم، على حساب دماء الأبرياء.

 

لقد أثبت التاريخ أن يهود لا عهد لهم ولا ميثاق، فهم يعودون إلى سابق غدرهم كلما هدأت العواصف وتوارى الغضب، وإنّ مأساة غزة لا تُحلّ بهدنة هشة، ولا بمفاوضات لا تُثمر إلا مزيداً من التنازلات.

 

إنّ يهود، الذين اغتصبوا أرضاً من أراضي المسلمين، وشرّدوا أهلها، وارتكبوا المجازر بحقهم مراراً وتكراراً، لا يزالون يمعنون في القتل والتهجير ما دام كيانهم قائماً. وهم أصل البلاء، وسبب الداء، ولا علاج إلا باستئصال هذا الكيان الغاصب، وكل ما سواه من حلول، ما هو إلا خيانة لله ورسوله ولفلسطين وأهلها.

 

الحل لا يكمن في التوسل إلى الولايات المتحدة للضغط على يهود، ولا في الشجب والاستنكار الذي يردّده حكام نُصّبوا لحراسة مصالح الاستعمار، وما كان لكيان يهود أن يبطش بأهلنا في غزة لو علم أن في المسلمين من يردّ كيده، ويقطع يده، ويتصدّى لمخططاته.

 

إنّ النصرة الحقيقية لا تكون بالدموع والخطابات، وإنما بإحياء فريضة الجهاد، التي بها تُسترد الحقوق، وتُصان الدماء، وتُرفع الرؤوس، وللأسف فإنّ حكام بلادنا قد قرّروا - في مؤتمراتهم الخاوية - تعطيل هذه الفريضة، دون أدنى حياء من الله ورسوله، وهم بذلك يعطلون سنام الأمة وقوّتها.

 

ويا للأسف، فإننا نتسابق اليوم في إظهار الأسى والعطف، ونكتفي بالشجب والاستنكار، دون أن نخطو خطوة عملية، ودون أن نكون في مستوى الغربان، الذين يعرفون كيف يُوارون سوءات إخوانهم!

إنّ كل أساليب البيان، وكل خطابات العزاء، لن تعيد العزة للمسلمين، ولن توقف نزيف دمائهم، ولا صرخات ثكالاهم...

 

فالسيف أصدق أنباءً من الكتب...

 

كان الأولى بنا أن نتداعى للالتحاق بصفوف المجاهدين الزاحفين لتحرير الأرض، وقتال العدو، واستئصال جذوره، حتى يعلم العالم أن وراء المسلمين أمةً لا تموت، وجيوشاً تزحف لتحرق الأرض تحت أقدام عدوها.

 

إنّ قضية فلسطين لم تبدأ اليوم، بل ربما كانت بدايتها منذ اللحظة التي رفض فيها الخليفة عبد الحميد الثاني رحمه الله بيع شبر منها، قائلاً: "إنّ فلسطين ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، وإذا ما مزقتم دولة الخلافة يوماً، فآنذاك يمكنكم أن تأخذوها بلا ثمن، أما وأنا حيّ، فإن عمل المبضع في بدني أهون عليّ من أن أرى فلسطين وقد بُترت من جسد الدولة العثمانية".

 

شتّان بين موقف رجل الدولة ذاك، ومواقف حكامنا اليوم، الذين يفاوضون العدو، ويتوسلون إلى أمريكا أن تضغط على الكيان الغاصب لوقف جرائمه، فوصل بنا الهوان إلى أن تُقدّم التنازلات تلو التنازلات، في سبيل وقف عدوان شرذمة لا تبلغ تعداد دولة صغيرة، فإلى أي درك سحيق من الذل انحدرنا؟!

 

لم يعد الشجب ينفع، ولا الاستنكار يُجدي، فنحن قادرون على المواجهة، إن تخلّينا عن التبعية، وإن قرّر أهل القوة والمنعة النهوض بواجبهم، وعلى رأسهم دول الطوق التي تحاصر غزة لا العدو.

 

نحن أمةٌ فُرض فيها الجهاد، وهو واجب لا يسقط، ولا يُعطَّل بقرارات سياسية أو اتفاقيات هدنة، أما النظام الدولي، فهو لا ينصف مظلوماً، ولا ينصر حقّاً، وقراراته حيثما كانت، فهي دوماً في خدمة المشروع الصهيوني.

 

لقد سقطت كل الحجج، وزال كل العذر، فالمصيبة عامة، والذل قد استفحل، والعدو يمعن في عدوانه، ونحن نتفرّج. ومن يصمت على جرائم العدو، وهو قادر على ردّه، فهو شريكه في الجريمة.

 

وأختم فأقول لإخواننا المجاهدين، المرابطين في أرض الإسراء والمعراج: امضوا على دربكم، واثبتوا على الحق، فإنكم أكرم منا جميعاً، ولا يخدعنّكم من يفاوض ويتنازل، ليبيع دينه بعرض من الدنيا.

 

أنتم تسيرون على درب من سبقكم من الصحابة والتابعين والمجاهدين في سبيل الله. وتلك والله سنة مباركة، وطريق العزّة، وليس ثَمّة طريقٌ للعودة إلى الكرامة سوى طريق الجهاد.

 

واعلموا أن لكم في الأمة إخوة ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم، ولن يهدأ لهم بال حتى يتحقق وعد الله سبحانه، وتزحف جيوش المسلمين تحت راية التوحيد، بقيادة توحّد الصف وتجمع الكلمة، وتعيد للأمة مجدها وعزتها، وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع