- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الاتهامات الموجهة إلى حزب التحرير
توضيح الحقائق وتفنيد المزاعم
تواجه بعض الأحزاب الإسلامية، ومن بينها حزب التحرير، العديد من الاتهامات التي تسعى إلى تشويه صورتها والنيل من مشروعها الإسلامي، وبالذات حزب التحرير الذي يهدف إلى استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة. وكوني أحد شباب هذا الحزب العظيم أحببت أن أوضح لأبناء هذه الأمة العظيمة بجهد شخصي إن أصبت من الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، أوضح ما يلتبس عليهم وما تحوكه الأيادي الآثمة ضد الحزب وضد أفكار الإسلام الصافية النقية، ومن أبرز هذه الاتهامات أن الحزب يعتمد على "أفكار فلسفية خالية من الأدلة"، وأنه يزرع التعصب في صفوف أتباعه، أو أنه يتبع منهجاً مشوهاً للإسلام ينحرف عن عقيدة أهل السنة والجماعة. كما يُتهم الحزب بالانغماس في "التقية" ورفض الوضوح في معتقداته، بل وصل الأمر إلى اتهامه بنفي بعض المسائل مثل عذاب القبر أو التشكيك في صفات الله تعالى.
لكن هل هذه الاتهامات تستند إلى حقائق شرعية أم أنها مجرد افتراءات تستهدف إضعاف مشروع الحزب؟ وهل حزب التحرير يخرج عن إطار الإسلام كما يدعي البعض؟ هذا ما سنناقشه بالتفصيل، مستندين إلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، مع استعراض طريقة عمل الحزب ومنهجه لتحقيق أهدافه الإسلامية.
وللرد على الاتهامات الموجهة ضد حزب التحرير علينا أن نتبع منهجية واضحة ومبنية على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، مع التركيز على تفنيد كل نقطة تم ذكرها بشكل دقيق، وفقاً لمنهجية الحزب وأفكاره كما وردت في كتبه ومنشوراته.
1- اتهام حزب التحرير بأنه "قائم على الأفكار الفلسفية الخالية من الأدلة"
إن حزب التحرير يعتمد في جميع أفكاره وأحكامه على الأدلة الشرعية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الصحابة والقياس الشرعي. وهو يرفض أي فكرة أو حكم لا يستند إلى دليل شرعي قطعي.
- يقول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾
- وقال النبي ﷺ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» رواه مسلم
- حزب التحرير يطبق هذه القاعدة بصرامة، ولا يقبل أي فكرة أو نظام إلا إذا كان مستمداً من الشريعة الإسلامية. وبالتالي فإن اتهامه بأنه يعتمد على "أفكار فلسفية خالية من الأدلة" هو اتهام باطل.
2- اتهام الحزب بالتعصب المقيت والقول بأن "منهجهم لا يخطئ مهما كانت الظروف"
إن حزب التحرير لا يدعي العصمة لأحد من البشر، بل يؤكد أن العصمة لرسول الله ﷺ فيما يتعلق بالأحكام الشرعية. ومع ذلك، الحزب يلتزم بالدليل الشرعي ويأخذ به دون تردد أو تأويل باطل.
- قال الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾
- وقال النبي ﷺ: «تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَبَداً: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي» رواه الحاكم
- الحزب يدعو المسلمين إلى الالتزام بالدليل الشرعي وليس التعصب الأعمى. فالتعصب المقيت هو الانحياز إلى رأي أو فكرة دون دليل، وهذا ما يرفضه الحزب تماماً.
3- اتهام الحزب بممارسة "التقية" (الكذب والتلبيس)
التقية هي مفهوم عند بعض الجماعات يُستخدم لتبرير الكذب والتدليس لتحقيق غايات سياسية أو دينية. أما حزب التحرير، فإنه يرفض تماماً أي شكل من أشكال الكذب أو التدليس.
- قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾
- وقال النبي ﷺ: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ» رواه البخاري ومسلم
- الحزب يدعو إلى الوضوح والشفافية في جميع خطواته، ولا يمارس أي نوع من التدليس أو الكذب. وإذا كان هناك سوء فهم حول بعض القضايا، فهو نتيجة لعدم دراية البعض بأفكاره، أو الاطلاع على أفكاره من غيره، ككتب الذين يقدحون به من دون دليل، من مثل الكتب التي تنشرها عنه أجهزة المخابرات في بلاد المسلمين.
4- اتهام الحزب بعدم الوضوح في المعتقدات
إن حزب التحرير واضح تماماً في معتقده، وقد بين بالدليل القاطع كيف تبنى العقيدة وهو الجزم والقطع واليقين، ولا تبنى على الظن.
- قال الله تعالى: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾. وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً﴾.
- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ «بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» رواه البخاري
- الحزب ذكر في كتبه أموراً تفصيلية حول العقيدة، مثل كتاب "الشخصية الإسلامية" للمؤسس العالم الجليل تقي الدين النبهاني رحمه الله.
5- اتهام الحزب بنفي عذاب القبر
إن حزب التحرير يصدق بعذاب القبر لأن دليله ظني، ويعتقد بالجنة والنار، والبعث والحساب لأن أدلتها قطعية.
- قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾.
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ؛ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه البخاري
- الحزب لا ينكر عذاب القبر، بل يصدق به لأن مسائل العقيدة شرطها أن يكون دليلها قطعي الثبوت قطعي الدلالة، فلا تبنى العقائد على الظن، وهذا ما سار عليه جمهور العلماء.
6- اتهام الحزب بأنه يتبع مذهب المعتزلة في نفي صفات الله
إن حزب التحرير يؤمن بصفات الله تعالى كما وردت في الكتاب والسنة، ولا ينكر أي صفة من صفاته، وهذه الاتهامات مردودة لمجيئها مرسلة دون دليل.
- قال الله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾.
- الحزب يرفض التأويل الباطل الذي يؤدي إلى نفي صفات الله، أو التمثيل أو التشبيه أو الحلول أو الاتحاد، أي أنه يفهم الدين كما فهمه الصحابة في الإيمان بصفات الله دون تشبيه أو تعطيل.
7- اتهام الحزب بأنه يعتبر الشيعي والبعثي والإخواني سواء
إن حزب التحرير يفرق بين المسلم وغير المسلم، وبين المسلم الذي يلتزم بالشريعة والمسلم الذي يخالفها، فلا يكفر إلا من كفره الله بنص صريح، وهو ليس حزبا تكفيريا.
- قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ وقال سبحانه: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ﴾ وقال عز وجل: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾.
- وقال النبي ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ» رواه البخاري
- الحزب يدعو جميع المسلمين إلى العمل معاً لإعادة الخلافة الراشدة، لكنه يحذر من الانحرافات العقدية والفكرية ويقوم بالصراع الفكري والكفاح السياسي وهو عينه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
8- اتهام الحزب بأنه ينكر أحاديث الآحاد في العقيدة
إن حزب التحرير لا ينكر أحاديث الآحاد، فجل الأحكام الشرعية مبنية على أحاديث آحاد، ومن أبسط أمثلتها رؤية هلال الصوم وتحريم الخمر وتغيير القبلة وغيرها من أخبار الآحاد، ولكن هذه الأحاديث تعد مرتبتها أنها ظنية الثبوت، والعقائد لا تبنى إلا على دليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة، مما جاء في القرآن الكريم والسنة المتواترة.
الخلاصة: إن حزب التحرير يعتمد على الأدلة الشرعية في جميع أفكاره وأحكامه، ولا يقبل أي فكرة أو نظام إلا إذا كان مستمداً من الشريعة الإسلامية. والاتهامات الموجهة إليه غير صحيحة ومبنيّة على سوء فهم أو تضليل. لذا، يجب على من يرغب بمعرفة الحزب أن يطلع على أفكاره من كتبه أو يناقش أحد شبابه ويستقي المعلومات من مصدرها الصحيح المضمون، بل والرسمي على أدنى اعتبار، وإن وجد فيه شيئا من غير الشريعة فليحاجج بالدليل الشرعي لا بكيل الاتهام والكذب، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو بكر الجَبلي – ولاية اليمن