الإثنين، 27 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المغريات الغربية للشباب المسلم: آفاتها وسبل المواجهة

 

في ظلِّ هذا الغليان الشعبي وبداية صحوة الأمة، عمد الغربُ كعادته إلى إخماد نار الصحوة وتجميد أصحابها، فلجأ إلى زرع اليأس فيهم وامتصاص كل قطرة أمل من قلوبهم عبر إسدال الستار عن أقوال أهل الحق ومسيراتهم، وتسليط الضوء - سواء في الإعلام أو غيره - على احتجاجات الغرب ومواقفه مع غزة، لدرجة جعلتهم يظنون أن عشرة من الغرب أفضل من ملياري مسلم!

 

ولعبوا على النفسية عبر إظهار كيان يهود كأنه جيش لا يُقهر، والتركيز على القتلى والجرحى والدمار، معطين ظهورهم لفزع يهود وتشتتهم الداخلي، والأمراض العقلية التي أصابت جنده، وهجرة الآلاف بعد عملية الطوفان، واحتجاج من بقي. فخبت بعض أصوات الاحتجاجات بظنٍ منهم أن هؤلاء قوم لا فائدة منهم، وأن الحراك لن يجدي نفعاً نتيجة البرود السائد على الأجواء.

 

ومن جهة أخرى، لعبوا على إلهائهم وتشتيت عقولهم وتتفيهها، فترى المهرجانات الماجنة والحفلات الفاسقة في الخليج وغيره ما فتئت تقام، وقد أُنفق على جلب عاهرات ما لو أُنفق على الأمة ما بقي فيها فقير أو مسكين! فضلاً عن المباريات التي تُقدس حدود سايكس بيكو، وتعزز النعرات الوطنية والفرقة، لدرجة أن الفوز بها غدا من أسمى الأهداف وأكثرها فخراً عند مشجعيها! فأولياء الشيطان هؤلاء على يقين أن صاحب العقل الفارغ والذهن اللاهي هو قطعاً صاحب شخصية متزعزعة، سهل إفزاعها وترويضها وإخراس فمها واضطهادها.

 

وقد بيَّن الإسلام كيفية معالجة هذه المعضلة بقوله سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾. فالله العليم الحكيم جعل فينا الخيرية، ولكن شرط وجودها فينا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعل سيد الشهداء «حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ».

 

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوجد الرأي العام على الإسلام، فتتحرك الأمة حراكاً عقلياً مبنياً على خطة ومنهاج وهدف واضح، لا فقط مشاعرياً، فيسيرها الغرب في مخططاته كما يشاء، وتذهب تضحياتها أدراج الرياح، وتستنزف منها الطاقات.

 

فيا أيها الشباب المسلم، اللهَ اللهَ في محاربة مغريات الفسقة، واستغلال شبابكم الذي فيه ذروة قوتكم في العمل على تغيير هذا المنكر الذي يفسد عليكم دينكم ودنياكم. «لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ» (حديث صحيح). فأنتم الذين تحمل على أكتافكم الدعوة، فكونوا كأسامة بن زيد وقطز وبيبرس، فوالله لشرف عظيم لكم أن تكونوا ممن يستعملهم الله لإعلاء كلمة الحق ونصرة دينه ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خديجة صالح

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع