سلسلة قل كلمتك وامشِ - العدوان على غزة - أحداث ومواقف - ح3- الأستاذ أبي محمد الأمين
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أعلنت رئيسة مجلس شورى الأرواح انعقاد جلسة المجلس باكتمال النصاب وطلبت ممن حضر من الأرواح تسجيل أسمائهن للكلام.
قالت الروح صاحبة الدور الأول أنني سأتكلم عن مجلس الأمن وذهاب وزراء خارجية النظام العربي الرسمي إلى المجلس.
أقول ذهب وفد وزراء خارجية العرب ومعهم رئيس ولا أقول أمين الجامعة العبرية إلى مجلس الأمن للاستجداء صدور قرار يوجب وقف القتال الوحشي في غزة, وصل الوفد وتقدم بمشاريع قرارات وابتدأ النقاش ودارت عجلة المباحثات لأيام وسمعنا كثيرا من الجعجعة ولم نر طحناً وإنما كان أخل غزة يعانون ويلات الغارات الجوية وقذائف المدافع من البر والبحر.
وأخيرا طلعوا علينا بقرار بريطاني رخو مطاط لا يلزم بشيء، وحسب الوزراء العرب أنهم أنجزوا شيئا يذكر، وقام المزمرون للقرار والمطبلون له باسداء النصائح وتقديم الرجاء للمقاومة في غزة لقبول ما قد صدر عن مجلس الأمن فهي فرصة ثمينة لا يجب تفويتها بل على الجميع اهتبالها لأنها ستتيح الأمن والأمان لأهل غزة المنكوبة وتفتح لهم المعابر لتصلهم عبرها الإمدادات الإنسانية من غذاء ودواء.
إنني أظن أيتها الأخوات أن هؤلاء الوزراء ذوي الوجوه الكالحة والمعالم المتحجرة والإحساس الميت يعتقدون أنهم قد رجعوا إلى أوطانهم بشيء قد تحقق وصدقوني أنهم لم يعودوا بشيء حتى بخفي حنين وما ذلك إلا لأن الأخفاف قد عزت بعد حادثة منتظر الزيدي في وجه رئيس الأمريكان البليد، المهم أنهم رفعوا العتب عن أنفسهم محاولين خداع النفس بشيء قد تحقق.
وقبل أن يجف الحبر الذي كتب به القرار فإذا برئيس وزراء دولة العدوان التي ساعد إقامتها وتثبيتها وحمايتها أسلاف هؤلاء الوزراء، أقول إذا بإولمرت اليهودي يخرج على العالم بعد اجتماع مصغر ليعلن أن دولة اليهود ستواصل عملياتها الحربية وستواصل تقتيل الرجال والنساء والأطفال، وستواصل تدمير البيوت على رأس ساكنيها وذلك لأن قرار مجلس الأمن على لا يعني شيئاً، أتريدون صفعةً أقوى من هذه الصفعة على وجه مجلس الأمن وعلى وجوه الوزراء العرب، فيا ليتهم يشعرون بما ألحقه اولمرت بهم من خزي وعار بهذه الصفعة، فقد قلنا في حديث سابق بأن اليهود لا يقيمون وزناًَ لكل مؤسسات الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن، ولا يحترمونها إلا بمقدار ما تحقق لدولة اليهود في الأرض المغتصبة من مصالح وامتيازات.
أما النظام العربي الرسمي فلا تهمه مصلحة ولا يدور بخلده تحقيق أي حلم للأمة وإنما كل الذي يهم ويحرص عليه كل الحرص هو الكراسي والعروش الكاذبة، التي أجلسهم عليها الكافر المستعمر عدو الإسلام والمسلمين فحقاً شاهت الوجوه.
أعطت رئيسة الجلسة الكلمة لروح ثانية فقالت أنني أريد أن أتحدث عن حدث آخر يستحق التعليق منا عليه ألا وهو تحرك ما يسمى بوفد رابطة علماء العالم الإسلامي أي طبقة الاكليروس التي ابتدعوها في إسلامنا العزيز.
قام الوفد المشار إليه بزيارة إلى الرياض واجتمع بعبد الله بن عبد العزيز, وإننا لا ندري بالضبط ماذا استجدى الوفد من الملك وبماذا أجاب الملك وأكبر ظننا أنهم لم يسمعوا منه شيئاً ذا فائدة ترجى لأهل غزة، لأن الملك في هذه الأيام مهموم مشغول البال بمقدار ما لحقه من خسارة في هذه الأزمة المالية التي تمسك برقاب العالم حتى تكاد تخنقه فإنه سرق أموال المسلمين واستثمرها في بنوك أوروبا وأمريكا، فحصلت الأزمة وتبعتها الخسارة ويا للهول لقد خسر مليارات الدولارات مما جعله شارد الفكر لا يحس بما يحصل لأهل غزة، هذه المليارات التي لو استثمرت في العالم الإسلامي بإشراف عقليات مخلصة لله ولرسوله وللمؤمنين لأصبح العالم الإسلامي في مركز القيادة في عالم اليوم كما كان في عالم الأمس.
ثم ذهب الوفد إلى قطر للاجتماع بالأمير سائلينه مساعدة أهل غزة وكأنه قد غاب عن بال علمائنا البررة أن مكتب التمثيل التجاري اليهودي موجود في الدوحة ولم يكلف الأمير نفسه أن يأمر بإغلاق ذلك المكتب، ووجود علم إسرائيل في سماء الدوحة.
ذهب الوفد بعد ذلك إلى الأردن حيث يرتفع علم إسرائيل في سمائها والسفارة اليهودية في أجمل مواقعها وأنفاس اليهود تدنس أجواءه وتسمم هواءه، ولا ندري إن كان الوفد قد شعر بالحرج من طلب أي شيء لنجدة غزة وأهلها ولأننا نحسن الظن بهم نقول أنهم لا يزالوا لديهم بقايا إحساس وشعور رغم لباس الكهنوت الذي يلبسون.
أما في سوريا فقد قابل الوفد رئيسها بشار الذي استلم الرسالة في غفلة من الزمن بعد موت أبيه الذي سلم الجولان لليهود وعدل ما يسمى بالدستور وتم ترفيعه عسكريا في أقل من ساعتين.
وعلى ما اعتقد فإن الوفد سمع من بشار الكثير من الكلام الذي يوحي بالإخلاص والعزم، وأن سوريا تقف قلباً وقالباً مع أهل غزة وهذه قيادات ومنظمات المقاومة تسرح وتمرح في دمشق يتمتعون بالحماية والرعاية وحسن الضيافة، لكن السؤال الذي لم يطرحه الوفد هو لماذا هذا الصمت، صمت القبور على الجبهة مع اليهود في الجولان، ولماذا لم تنطلق رصاصة واحدة طيلة أربعين عاما ولماذا هذا التفاوض الذي يجري على استحياء في الماضي والحاضر مع إسرائيل؟ لماذا كل هذا النفاق والكذب، لماذا يقوم النظام العلوي العميل في دمشق بكل هذا الدجل؟.
قامت روح ثالثة فقالت أريد أو أوجه كلمة عتاب للوفد، فأقول كان يجب عليكم تبيان الحكم الشرعي بأن المسلمين أمة واحدة من دون الناس وأنهم لا بد وأن تجمعهم دولة واحدة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ويحكمهم بشرع رب العالمين خليفة راشد يرفع راية الجهاد لتحرير البلاد والعباد في فلسطين والأندلس وقبرص وغيرها من البلدان التي ارتفعت في سمائها راية الإسلام في يوم من الأيام، ولهذا فإننا لا نملك أن نقول سامحكم الله فما هكذا تورد الإبل وهنا أعلنت رئيسة المجلس رفع الجلسة على أن تعقد في الغد إن شاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أبو محمد الأمين