من أروقة الصحافة إردوغان يتهم فرنسا بارتكاب جرائم إبادة في الجزائر إبان الحقبة الاستعمارية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
"اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان فرنسا بارتكاب جرائم إبادة إبان فترة احتلالها الاستعماري للجزائر.
وجاء تصريح إردوغان بعد يوم واحد من إقرار البرلمان الفرنسي لقانون يجرم إنكار المجازر التي ارتكبت ضد الأرمن على أراضي الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
ووصف إردوغان الخطوة الفرنسية بأنها ستفتح جراحا لا تندمل في العلاقات التركية الفرنسية.
وردت تركيا على قرار البرلمان الفرنسي باتخاذ مجموعة من الإجراءات ضد فرنسا من بينها استدعاء السفير التركي من باريس وتجميد الزيارات المتبادلة والمشروعات العسكرية المشتركة بما فيها التدريبات."
=================================
إن فرنسا تدرك جيدا واقع النظام الحاكم في تركيا، وهي تعلم تمام العلم أن إردوغان يمثل القيادة السياسية السائرة في فلك أمريكا، وهي جناح السلطة الأقوى بعد تحجيم نفوذ قيادة الجيش التركي.
وفرنسا أيضا تعلم نوايا أمريكا وخططها السياسية المتعلقة بإضعاف الاتحاد الأوروبي عبر استخدام أساليب عدة، والتي منها محاولة زج تركيا في هذا الاتحاد وجعلها عضوا فيه من أجل إضعافه وتقوية النفوذ الأمريكي في أروقته... ولأجل ذلك، ولأسباب أخرى على رأسها هوية الشعب التركي الإسلامية وتاريخهم الإسلامي العريق، فإن فرنسا تضع العراقيل تلو العراقيل من أجل الحيلولة دون دخول تركيا هذا الاتحاد ومنعها من أن تصبح عضوا فيه.
ومن هذا الباب يمكن فهم تصرف فرنسا في إثارة المسألة الأرمنية لتحرج القيادة التركية وتضع الضغوط عليها لمعرفة فرنسا بحساسية هذا الأمر في وجدان الشعب التركي المسلم لا سيما وأن المسألة الأرمنية لا تتعدى كونها خيانة قام بها بعض رموز الجالية الأرمنية إبان الحكم العثماني لأرمينيا وتواطؤهم مع الإنجليز وقتها ضد الدولة التي ترعاهم بعد أن استطاع الإنجليز شراء بعض الذمم وزرع الفتنة والتحريض ضد الدولة الإسلامية الحاكمة ليطالبوا بحق تقرير المصير الذي يؤدي بالقطع إلى الانفصال وتقطيع البلاد لإضعافها وإثارة القلاقل في خاصرتها وضربها من الداخل.
وبالطبع فإن فرنسا استغلت هذا الأمر مجددا لتحاول تكبيل تركيا كي تمنعها من المضي قدما في محاولة انضمامها للاتحاد الأوروبي، ولتساهم أيضا في إحياء الفتن وتحريض الشعوب الأوروبية ضد تركيا وانضمامها للاتحاد، ويضاف إلى ذلك، حقد فرنسا الدفين على الدولة العثمانية، بالرغم مما قدمه أحد السلاطين العثمانيين من نصرة ملك فرنسا حين أسره على يد الألمان.
إن إردوغان لم يأبه بارتكاب فرنسا لجرائم إبادة إبان استعمارها للجزائر عندما أقام المشاريع المشتركة معها، كالمشاريع التجارية والعسكرية وغيرها من المشاريع التي هدد بتجميدها... وهذا أكثر ما تمخض عنه من موقف، وهو تجميد المشاريع، وليس إلغاءها وقطع العلاقات الفورية بفرنسا، ومحاسبتها على جرائمها بحق المسلمين بالجزائر وغير الجزائر.
فبدل أن يتوسل إردوغان الدخول بالاتحاد الأوروبي خدمة لأمريكا ومصالحها، كان الأجدر به أن يعلن انفصاله عن أوروبا وتحرره من حلف الناتو الذي فتحت له الأجواء ليصول ويجول في أراضي المسلمين، وزرعت له محطات الرادارات ليتجسس على أي تحرك عسكري في المنطقة.
أما فرنسا، فسياستها لن تختلف عن سياسة نابليون الاستعمارية ولا الجنرال غورو الذي وقف أمام قبر صلاح الدين في دمشق ليعلن تواصله مع الصليبيين واحتلالاتهم. وإن محاسبة فرنسا على جرائمها سيكون قريبا باذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه للإذاعة: أبو باسل