- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 160
السنة الثالثة للهجرة - غزوة أحد
اجتماع الصحابة حول رسول الله ﷺ
اجتماع الصحابة حول رسول الله ﷺ:
وما كاد الصحابة يسمعون صوت رسول الله ﷺ يناديهم: «إليَّ عباد الله!! إلي عباد الله!!». حتى أقبلوا إليه، وقد كان أصابه ما أصابهم من الجراحات، وحوله نفر من الأنصار قد استشهدوا، وسعد وطلحة رضي الله عنهم يقيانه ضربات العدو، فاجتمع المهاجرون والأنصار، واستمات الصحابة الذين اجتمعوا إلى رسول الله ﷺ في الدفاع عنه كلهم يقول: "وجهي لوجهك الفداء، ونفسي لنفسك الفداء حتى تساقط منهم الكثير، وأصابتهم الجراح - رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين -!!
صور من بطولات الصحابة:
أولاً: بطولة أبي عبيدة: قال أبو بكر: "أقبلنا على النبي ﷺ، وقد دخل في وجنتيه حلقتان من المغفر، فأردت أن أنزعهما، فقال أبو عبيدة: "أسألك بالله يا أبا بكر إلا تركتني فأنزعه من وجنة رسول الله ﷺ، فما زال يسألني، ويطلب إليَّ حتى تركته، فانتزع بأسنانه إحدى الحلقتين، فنزعهما؛ فسقطت ثنيته، ثم نزع الأخرى؛ فسقطت ثنيته الأخرى". وكان أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - بعدها يُعرفُ بالأثرم؛ لأن ثنيتيه قد سقطتا!!
ثانياً: بطولة أبي دجانة: وترّس أبو دجانة - رضي الله عنه - بنفسه دون رسول الله ﷺ يقع النبل في ظهره، وهو منحنٍ على النبي ﷺ، حتى امتلأ ظهره سهامًا، وهو لا يتحرك، غير مبالٍ بما أصابه في سبيل الله!!
ثالثاً: بطولة عبد الرحمن بن عوف: وقاتل عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - حتى أُصيب بعشرين جرحاً أو أكثر، أُصيب بعضها في رجله فعرج!!
رابعاً: بطولة قتادة بن النعمان: ويقول قتادة بن النعمان -رضي الله عنه-: لم أزل أمام وجه رسول الله ﷺ ألقى السهام بوجهي، كلما مال سهم منها إلى وجهه الشريف ملتُ برأسي، فكان آخرَهَا سهمٌ أصيبت بها عَينِي فسقطت، فسعيت بها إلى رسول الله ﷺ، فلما رأها في كفي دمعت عيناه فقال: «اللهم إن قتادة قد أوجه نبيك بوجهه؛ فاجعلها أحسن عينيه وأحدّهما نظراً». فكانت أصح من عيني الصحيحة!!
خامساً: بطولة أم عمارة: لم تقتصر بطولة الصحابة على الرجال وحدهم، بل شملت النساء أيضاً، حيث خرجت أم عمارة "نسيبة بنت كعب المازنية" يوم أحُدَ مَعَ زَوجِهَا، وَابنَيهَا: عبد الله، وحبيب، فلما جُرح ابنها عبد الله - وكان يقاتل دون رسول الله ﷺ، ويدافع عنه - وراح ينزف الدم منه بغزارة، ربطت جراحه بعصابة، ثم قالت له: امضِ فضارب القوم، وكانت هي قد جُرحت باثني عشر جرحاً بين طعنةٍ، أو ضربة بسيف، وهي تدافع عن رسول الله ﷺ!! فناداها رسول الله ﷺ قائلاً: «ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة»، ثم قال لأصحابه: «ما التفت يميناً، ويساراً إلا وأنا أراها تقاتل دوني». فسألته أم عمارة: ادع الله أن نرافقك في الجنة، قال: «اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة»، فقالت: "ما أُبالي ما أصابني من الدنيا" رضي الله عن صحابة رسول الله وأرضاهم أجمعين!!
غزوة أحد مليئة بالأحداث ... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، وارزقنا شفاعته!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي