السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 121 المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 121

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

 

 

 

 أما العمل الثاني الذي قام به النبي ﷺ بعد بنائه المسجد، هو عقد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، إذ استطاع النبي ﷺ أن يُحدِثَ في المدينة بيئة إنسانية منسجمة، ويُحقِّقَ أروعَ وأعظمَ نظام اجتماعي في العالم. فإن الدولة لا تقوم إلا بتلاحم عناصرِهَا، وَليسَ شيءٌ يُقرب الإنسان من أخيه الإنسان مثلُ العقيدة، إذ إن النبي ﷺ أكدَّ على أنّ أخوة العقيدة تعلو أخوة النسب.

 

عُقدت المؤاخاة في دار أنس بن مالك، وكانوا مائة من المهاجرين والأنصار، فآخى بينهم على الحق، والمواساة، ويتوارثون بعد الممات، فقال لهم النبي ﷺ: «تآخوا في الله أخوين، أخوين». ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: «هذا أخي». وكانت المؤاخاة بين الصحابة على سبيل القرعة. فكان جعفر بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل أخوين، وعمر بن الخطاب، وعتبان بن مالك أخوين.

 

وكان الأنصار يسعون لقسم أموالهم مع المهاجرين، ولكنّ المهاجرين كانوا يقدّرون ذلك لهم، فلم يستغلوهم، ولم ينالوا منهم إلا بقدْرٍ قليل، فقد رفضوا منذ البدء أن يكونوا اتكاليين على إخوانهم، وعالة على أولئك الذين آووهم ونصروهم.

 

روى البخاري عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: "لما قدمنا المدينة آخى رسول الله ﷺ بيني، وبين سعد بن الربيع، فقال سعد: إني أكثر الأنصار مالًا، فأقسم لك نصف مالي، وانظر أي زوجتيَّ هويت نزلت لك عنها، فإذا حلّت تزوجتها، فقال عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك، هل من سوق تجارة؟ قال: سوق قينقاع، قال: فغدا إليه عبد الرحمن، وتاجر فيه، وربح حتى أصبح من أغنياء المدينة.

 

حكمة النبي ﷺ من المؤاخاة:

  1. حل مشكلة الفقر لدى المهاجرين كما مَرَّ معنا في قصة سيدنا عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن الربيع.
  2. حل مشكلة الغربة التي يُعاني منها أي إنسانٍ مِنْ تركِهِ بيتَهُ، وأهلَهُ، وديارَهُ، وَالعيشِ فجأةً في بيئةٍ جديدةٍ.
  3. حل مشكلة حداثة العهد بالإسلام لدى الأنصار، وترميم ما فاتهم من كرامة السنين في الإسلام، إن بوسعهم الآن أن يُعاشِروا المهاجرين الذين قدِمُوا المدينة يَحمِلُون أغنى وأعظم تجربة إيمانية مدتها ثلاثة عشر سنة، فلقد كان المهاجرون كالخميرة سرت من خلالهم تربية المصطفى ﷺ إلى المجتمع بأسرِهِ.

ومع نظام الأخوة اقتربت القلوب، وانسجمت، وحصل نوع إنساني فريد - رضي الله عنهم وأرضاهم - اللهم ارزقنا إيمانًا كإيمانهم، وإخلاصًا كإخلاصهم... يتبع بإذن الله... مع تتمة أعمال تأسيس المجتمع الجديد...  صلوا، وسلموا على معلم الناس الخير!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالأربعاء, 02 آب/أغسطس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع