- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح257) القضية السياسية للأمة هي الإسلام في قوة شخصية دولته، وحمل دعوته إلى العالم
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ، وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ، وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ، وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ، والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ، خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ، الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ، وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ، فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ، وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا: "بُلُوغُ المَرَامِ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الِإسْلَامِ" وَمَعَ الحَلْقَةِ السَّابِعَةِ وَالخَمْسِينَ بَعْدَ المِائَتَينِ، وَعُنوَانُهَا: "القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لِلأُمَّةِ هِيَ الإِسْلَامُ فِي قُوَّةِ شَخْصِيَّةِ دَولَتِهِ، وَحَمْلُ دَعْوَتِهِ إِلَى العَالَمِ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الرَّابِعَةِ وَالثَّلَاثِينَ بَعْدَ المِائَةِ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ والمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:
المادة 187: القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لِلأُمَّةِ هِيَ الإِسلَامُ فِي قُوَّةِ شَخصِيَّة دَولَتِهِ، وَإِحْسَانِ تَطبِيقِ أَحْكَامِهِ، وَالدَّأْبِ عَلَى حَمْلِ دَعْوَتِهِ إِلَى العَالَمِ.
المادة 188: حَمْلُ الدَّعْوَةِ الإِسلَامِيَّةِ هُوَ المِحْوَرِ الَّذِي تَدُورُ حَولَهُ السِّيَاسَةُ الخَارِجِيَّةُ، وَعَلَى أَسَاسِهَا تُبنَى عَلَاقَةُ الدَّولَةِ بِجَمِيعِ الدُّوَلِ.
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يَا أُمَّةَ الإِيمَانْ، يَا أُمَّةَ القُرآنْ، يَا أُمَّةَ الإِسلَامْ، يَا أُمَّةَ التَّوحِيدْ، يَا مَنْ آمَنتُمْ بِاللهِ رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً وَرَسُولاً، وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ مِنهَاجاً وَدُستُوراً، وَبِالإسلَامِ عَقِيدَةً وَنِظَاماً لِلْحَياَة، أَيُّهَا المُسلِمُون فِي كُلِّ مَكَانْ، فَوقَ كُلِّ أَرضٍ، وَتَحتَ كُلِّ سَمَاءْ، يَا خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ، أَيُّهَا المُؤمِنُونَ الغَيُورُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ. أعَدَّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ هُوَ وَإِخوَانُهُ العُلَمَاءُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ دُستُورَ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ، وَهَا هُوَ يُوَاصِلُ عَرْضَهُ عَلَيكُمْ حَتَّى تدرُسُوهُ وَأنتمْ تَعْمَلُونَ مَعَنَا لإِقَامَتِهَا، وَهَاتَانِ هُمَا الْمَادَّتَانِ السَّابِعَةُ وَالثَّمَانُونَ بَعْدَ المِائَةِ، وَالثَّامِنَةُ وَالثَّمَانُونَ بَعْدَ المِائَةِ. وَإِلَيكُمْ بَيَانَ أَدِلَّةِ هَاتَينِ المَادَّتَينِ مِنْ كِتَابِ مَقَدِّمَةِ الدُّستُورِ:
أولاً: المادة 187: مَعْنَى مُصْطَلَحِ "القَضِيَّةِ السَّيَاسِيَّةِ" هُوَ الأَمْرُ الَّذِي يُوَاجِهُ الدَّولَةَ وَالأُمَّةَ، وَيُحَتِّمُ عَلَيهَا القِيَامَ بِمَا يَتَطَلَّبُهُ مِنْ رِعَايَةِ شُؤُونٍ. وَقَدْ يَكُونُ هَذَا الأَمْرُ عَامّاً، فَيَكُونَ هُوَ القَضِيَّةَ السِّيَاسِيَّةَ، وَقَدْ يَكُونُ خَاصّاً، فَيَكُونَ كَذَلِكَ قَضِيَّةً سِيَاسِيَّةً، وَقدْ يَكُونُ جُزْءاً مِنْ أَمْرٍ فَيَكُونَ حِينَئِذٍ مَسْأَلَةً مِنْ مَسَائِلِ القَضِيَّةِ. فَمَثَلاً الأَمْرُ الَّذِي يُوَاجِهُ الأُمَّةَ الإِسلَامِيَّةَ، وَيُحَتِّمُ عَلَيهَا القِيَامُ بِمَا يَتَطَلَّبُهُ مِنْ رِعَايَةِ شُؤُونٍ هُوَ إِعَادَةُ الخِلَافَةِ إِلَى الوُجُودِ، فَيَكُونُ هَذَا هُوَ القَضِيَّةَ السِّيَاسِيَّةَ، وَمَا عَدَاهُ مِنْ قَضَايَا كَقَضِيَّةِ فِلَسْطِينَ، وَقَضِيَّةِ بِلَادِ القُفْقَاسِ، هِيَ مَسَائِلُ فِي هَذِهِ القَضِيَّةِ، وَإِنْ كَانَتْ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تُوَاجِهُ الأُمَّةَ الإِسلَامِيَّةَ، وَتَحْتَاجُ إِلَى رِعَايَةِ شُؤُونٍ، وَلَكِنَّهَا جُزْءٌ مِنْ إِعَادَةِ الخِلَافَةِ.
وَحِينَ تَقُومُ الدَّولَةُ الإِسلَامِيَّةُ فَإِنَّ قَضِيَّتَهَا السِّيَاسَيَّةَ هِيَ تَطبِيقُ الإِسلَامِ فِي الدَّاخِلِ، وَحَمْلُ دَعْوَتِهِ لِلخَارِجِ، فَإِذَا استَقَرَّ لَهَا المَقَامُ صَارَتْ قَضِيَّتُهَا السِّيَاسِيَّةُ هِيَ مَا ذُكِرَ في المَادَّةِ، فَإِذَا أَحْسَنَتْ تَطبِيقَ الإِسلَامِ، وَقَوِيَتْ شَخْصِيَّتُهَا دَوْلِيّاً تُصبِحُ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لَهَا هِيَ حَمْلُ الدَّعْوَةِ الإِسلَامِيَّةِ إِلَى العَالَمِ، حَتَّى يُظْهِرَ اللهُ الإِسلَامَ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ. فَالقَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ هِيَ مَا يُوَاجِهُ الدَّولَةَ وَالأُمَّةَ مِنَ الأُمُورِ الأَسَاسِيَّةِ المُهِمَّةِ الَّتِي يُوجِبُ الشَّرعُ القِيَامَ بِهَا. فَيَجِبُ أَنْ تَعْمَلَ الدَّولَةُ لِلقِيَامِ بِهَا حَسْبَ مَا يَتَطَلَّبُهُ الشَّرعُ بِشَأْنِهَا، وَهَذَا لَا يَحتَاجُ إِلَى دَلِيلٍ؛ لِأَنَّهُ مِنْ جُملَةِ تَطْبِيقِ أَحْكَامِ الشَّرعِ عَلَى الأُمُورِ الَّتِي تَحدُثُ، وَلِهَذَا تَختَلِفُ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ بِاختِلَافِ الأُمُورِ الَّتِي تَحدُثُ. وَقَدْ كَانَتِ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَكَّةَ فِي دَورِ الدَّعْوَةِ هِيَ إِظْهَارُ الإِسلَامِ، وَلِذَلِكَ فَإِنَّ أَبَا طَالِبٍ حِينَ قَالَ لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ قَومَكَ قَدْ جَاءُونِي فَقَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا، لِلَّذِي كَانُوا قَالُوا لَهُ، فَأَبْقِ عَلَيَّ وَعَلَى نَفْسِكَ، وَلَا تُحَمِّلْنِي مِنَ الأَمْرِ مَا لَا أُطِيقُ" ظَنَّ الرَّسُولُ أَنَّهُ قَدْ بَدَا لِعَمِّهِ مَا بَدَا، وَأَنَّهُ خَاذِلُهُ وُمُسَلِّمُهُ، وَأَنَّهُ ضَعُفَ عَنْ نُصْرَتِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «يَا عَمُّ، وَاللهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ أَوْ أَهْلَكَ دُونَهُ مَا تَرَكْتُهُ».(سِيرَةُ ابنِ هِشَام).
فَهَذَا الكَلَامُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ القَضِيَّةَ السِّيَاسِيَّةَ لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ فِي هَذَا الوَقْتِ إِظْهَارَ الإِسلَامِ. وَحِينَ كَانَ فِي المَدِينَةِ، وَأَقَامَ الدَّولَةَ، وَاشتَبَكَ فِي مَعَارِكَ عِدَّةٍ مَعَ العَدُوِّ الرئِيسِ رَأْسِ الكُفْرِ حِينَئِذٍ قُريش، ظَلَّتِ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لَهُ صلى الله عليه وسلم هِيَ إِظْهَارَ الإِسَلامِ، وَلِذَلِكَ فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقِهِ إِلَى الحَجِّ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الحُدَيبِيَةِ بَلَغَهُ أَنَّ قُرَيشاً سَمِعَتْ بِهِ وَخَرَجَتْ لِحَربِهِ، فَقَدْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كَعْبٍ: "قَدْ سَمِعَتْ بِمَسِيرِكَ فَخَرَجُوا وَقَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ، وَنَزَلُوا بِذِي طُوَى يُعَاهِدُونَ اللهَ لَا تَدْخُلَهَا عَلَيهِمْ أَبَداً" فَقَالَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم: «يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ! لَقَدْ أَكَلَتْهُمْ الْحَرْبُ، مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ». إِلَى أَنْ قَالَ: «فَمَاذَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ؟ وَاللَّهِ، إِنِّي لا أَزَالُ أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللَّهُ لَهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ لَهُ أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ». (رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنِ المُسَوِّرِ وَمَروَانَ) وَ"السَّالِفَةُ" صَفْحَةُ العُنُقِ، وَكَنَّى بِانفِرَادِهَا عَنِ المَوتِ أَيْ حَتَّى أَمُوتَ.
فَالقَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ فِي الحَالَتَينِ وَاحِدَةٌ، إِلَّا أَنَّهُ فِي الحَالَةِ الأُولَى أَظْهَرَ التَّصْمِيمَ عَلَى الدَّعْوَةِ لِلإِسلَامِ حَتَّى يُظهِرَهُ اللهُ، وَفِي هَذِهِ الحَالَةِ - أَيْ وَقْتَ قِيَامِ الدَّولَةِ - أَظْهَرَ التَّصْمِيمَ عَلَى الجِهَادِ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ. وَبَعْدَ أَنْ تَوَصَّلَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصُّلْحِ مَعَ قُرَيشٍ، وَكَانَ بِذَلِكَ الفَتْحَ الأَكْبَرَ، لِأَنَّهُ هَيَّأَ لِفَتْحِ مَكَّةَ، وَجَعَلَ العَرَبَ يَأتُونَ إِلَى الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم يَدخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أفْوَاجاً، حِينَئِذٍ صَارَتِ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لِلرَّسُولِ لَيسَ إِظْهَارَ الإِسْلَامِ فَحَسْب، بَلْ إِظْهَارَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ فِي غَزْوِهِ دُوَلَ أَصْحَابِ الأَدْيَانِ الأُخْرَى، كَالرُّومِ وَفَارِسَ. وَلِذَلِكَ نَزَلَتْ عَلَيهِ سُورَةُ الفَتْحِ وَنَزَلَ فِيهَا قَولُهُ تَعَالَى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيداً). (الفتح 28). وَعَلَيهِ فَإِنَّ الدَّولَةَ الإِسلَامِيَّةَ إِذَا أَحْسَنَتْ تَطْبِيقَ الإِسلَامِ، وَقَوِيَتْ شَخصِيَّتُهَا دَولِيّاً، تُصْبِحُ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لَهَا إِظْهَارَ الإِسلَامِ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَذَلِكَ بِجِهَادِ دُوَلِ أَصْحَابِ الأَدْيَانِ وَالمَبَادِئِ الأُخْرَى لِنَشْرِ الإِسلَامِ فِيهَا. وَمِنْ هُنَا أُخِذَتْ هَذِهِ المَادَّةُ.
ثانياً: المادة 188: هَذِهِ المَادَّةُ مَأْخُوذَةٌ مِنْ كُتُبِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لِلْمُلُوكِ، وَمِنْ تَجْهِيزِهِ جَيْشِ أُسَامَةَ إِلَى تُخُومِ البَلْقَاءِ وَالدَّارُومِ مِنْ أَرْضِ فِلَسطِينَ لِغَزْوِ الرُّومِ، وَإِصْرَارِهِ عَلَى ذَهَابِ الجَيشِ رَغْمَ مَرَضِهِ الأَخِيرِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. فَإِنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الدَّعْوَةَ إِلَى الإِسلَامِ هِيَ أَسَاسُ العَلَاقَةِ بَينَ الدَّولَةِ الإِسلَامِيَّةِ وَبَينَ أَيِّ دَولَةٍ فِي العَالَمِ، وَأَنَّ هَذِهِ العَلَاقَةَ تَقْتَضِي تَجْهِيزَ الجُيُوشِ، وَالإِعدَادَ لِلقِتَالِ، حَتَّى إِذَا سَنَحَتِ الفُرْصَةُ لِقِتَالِ مَنْ لَمْ يَستَجِيبُوا لِدَعْوَةِ الإِسلَامِ بَعْدَ تَبلِيغِهِمْ إِيَّاهَا عَلَى وَجْهٍ يُلفِتُ النَّظَرِ كَانَتْ هَذِهِ القُوَّةُ مُعَدَّةً لِلجِهَادِ. فَالدَّعْوَةُ إِلَى الإِسلَامِ هِيَ الأَسَاسُ لِكُلِّ عَلَاقَةٍ مَعَ أَيَّ دَولَةٍ، فَهِيَ أَسَاسُ السِّيَاسَةِ الخَارِجِيَّةِ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.