- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
هل حانت بداية النهاية لحرب روسيا على أوكرانيا؟
الخبر:
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للقاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب "في أي وقت"، معبراً عن أمله في نقاشات مثمرة حول قضايا عديدة، من بينها أوكرانيا، وأكد بوتين أنه لو كان بالإمكان العودة بالزمن لشن هجوماً في وقت مبكر أكثر على أوكرانيا، وباستعدادات أفضل. في حين دعا زيلينسكي في قمة بروكسل، إلى اتحاد أمريكي أوروبي لمواجهة روسيا، بينما تستمر المواجهات العسكرية في الشرق الأوكراني وسط تبادل الهجمات والتقدم الروسي. (صحيفة الخليج)
التعليق:
لم يعد يخفى على المتابع لأحداث حرب روسيا على أوكرانيا أن الحرب توشك على نهايتها، ذلك أن الإدارة الأمريكية الجديدة تريد تخريجاً لنهاية هذه الحرب بعد أن حققت أموراً لا بأس بها لصالح أمريكا من جهة، ومن جهة أخرى التفرغ لقضايا أخرى عالمية ليست أقل أهمية من الحرب الروسية الأوكرانية.
إلا أن الناظر لهذه النهاية وكيف يمكن أن تكون يجد الأمر يزداد تعقيدا وضبابية، ذلك أن قرار إنهاء الحرب على حساب أحد طرفي الصراع أمر غير مقبول بل له محاذير يمكن أن تؤدي لتجدد الصراع ولربما خروجه عن السيطرة، وبذلك يتحول لصراع عالمي، وهذا ما لا تريده أمريكا ودول أوروبا.
فمثلا عدم تلبية بعض مطالب روسيا بخصوص تمدد الناتو شرقا وزيادة الحصار الاقتصادي على روسيا وخنقها بالكلية وعدم إقرارها ضم بعض الأراضي الأوكرانية، سيؤدي لتفاقم الوضع ولن تقبله روسيا، ما يعني إطالة الحرب واستنزافاً ليس لروسيا فقط بل للغرب أيضا، فالمساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا من أوروبا وأمريكا بلغت أرقاما فلكية. وكذلك من الجهة الأخرى تلبية مطالب روسيا تعني تهديدا مباشرا للغرب وخاصة أوروبا، وبالتأكيد ستخسر أمريكا أوروبا بدلا من وضعها تحت حمايتها وابتزازها، فدول شرق أوروبا تعرف أن الدور القادم عليها بعد أوكرانيا، لذلك نرى تسارع دول أوروبا بإمداد أوكرانيا بالمال والسلاح.
لذلك يرى بوتين خاصة بعد سقوط بشار الأسد المجرم، أن موقفه التفاوضي أقوى وسط حديث عن صفقة مع أمريكا لربما كانت أوكرانيا هي الثمن، فبوتين يدعو ترامب للحديث والتفاوض بشأن أوكرانيا، أما زيلنسكي ففهم أن إدارة ترامب القادمة ستجبره على الجلوس والتفاوض مع روسيا، فيحاول التسلح بأوروبا التي تشعر بالقلق البالغ من قدوم ترامب على مصيرها، فترامب يهدد أوروبا بمضاعفة الجمارك الأوروبية القادمة لأمريكا إن لم تشتر النفط والغاز الأمريكي ما سبب حالة إرباك في أوروبا ودخول معظم الأسهم الأوروبية المنطقة الحمراء.
وفي الختام لعل قرار إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية قد صدر من واشنطن بغض النظر عن وقته الفعلي، ويظهر ترامب عزمه على ذلك، وإن الخاسر في هذه الحرب هو الكل باستثناء أمريكا التي لم يبق مخلوق على وجه الأرض لم يكتو بنيرانها.
هذه حال العالم عندما تجثم على صدره دولة شر وكفر، وكل ذلك يحدث بسبب غياب دولة العدل دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي