- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حاكم إقليم دارفور بين البوت والنبوت!
الخبر:
في حوار مع حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في قناة السودان يوم 2024/06/18م قال إن الحكومة المركزية لا تسقط مع سقوط دارفور. وعندما سألته المذيعة عن تسارع سقوط ولايات دارفور وحصار الفاشر، ذكر أن "هذا الموضوع غير مربوط بحاكم الإقليم، حتى الدفاع الذي تقوم به قواتنا نقوم به طوعا، فأنا لست مسؤولاً عن سقوط هذه المدن، لأنني لست مسؤول الأمن في الولاية، وما في قانون يلزمني مسؤولية سياسية تجاه سقوط هذه المدن".
التعليق:
روى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ ﷺ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قالَ: فَضَرَبَ بيَدِهِ علَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قالَ: يا أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ ضَعِيفٌ، وإنَّهَا أَمَانَةُ، وإنَّهَا يَومَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلَّا مَن أَخَذَهَا بحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه فِيهَا.
إن تولي المرء للولايات العامة هو من الأمور الخطيرة الشأن؛ لما فيها من المسؤولية عن إقامة الحق والعدل بين الناس، ويترتب على ذلك تحمل الوالي تبعات ذلك في الدنيا والآخرة، وهو ما يعرضه للخسران إن لم يقم بواجبات الولاية على وجهها بالعدل الذي أمر الله به. فضعف سيدنا أبي ذر ليس ضعف الجسم أو الإيمان فيأخذه الهوى أو المصلحة، وإنما ضعفه أنه كان شديداً في الحق. ومراد الرسول ﷺ من القوة، قوة الشخصية، أي قوة النفسية وقوة العقلية، فلا بد أن تكون عقليته عقلية حكم يدرك بها الأمور والعلاقات، لا أن يتصرف بانفعال، حتى ولو كان في الحق، كي لا ينفر الناس منه أو من الحق. وأن تكون نفسيته نفسية حاكم يدرك أنه أمير ويصرف ميوله تصريف أمير. فالحكم مسؤولية وإن حكمت يوما، أو شهرا، أو سنة أو أكثر... فالقضية في الحكم ليست كيكة أو مصلحة حتى تُقتسم أو ينال جزء منها، وإنما الحكم في الإسلام هو رعاية شؤون الناس بالحق الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على الرسول ﷺ.
لكن حاكم دارفور لا يحس أنه حاكم بل لا يدرك ما يقول أو يفعل فقَبِل بالحكم الناقص بدون صلاحيات، فجعل نفسه بين البوت والنبوت! بين بوت العسكر (الجيش) ونبوت (الدعم السريع)، فقبل بالحكم الناقص بدون صلاحيات رئاسة أمن الإقليم. أما الإسلام العظيم الذي جاء به الرسول ﷺ فقد أمر بأن يؤخذ الحكم كاملا غير مجزأ أو منقوص الصلاحيات عندما عرض الرسول ﷺ نفسه على القبائل لإعطائه النصرة وكان يقول من يؤويني، من ينصرني حتى أبلغ دين الله؟
هكذا يكون السعي لطلب الحكم بإقامة شرع الله ومبايعة خليفة للمسلمين، فمن ينصر دين الله؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم مشرف
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان