إيران والصبر الاستراتيجي!

الخبر:

تؤشر القراءة في وسائل الإعلام الإيرانية، بجانب تصريحات المسؤولين الإيرانيين، إلى أن طهران ستتمسك بسياسة "الصبر الاستراتيجي" في ردها على قصف قنصليتها في دمشق، بما تقتضيه مصالح السلطة، وليس مجرد التركيز على رد الاعتبار أمام الآخرين، وفق خبراء. وتواصل الصحف الإيرانية تغطية واقعة قصف قنصلية إيران في دمشق الذي وقع، الاثنين الماضي، واتهمت طهران تل أبيب بالوقوف وراءه، وقُتل فيه أكثر من 10 أشخاص، بينهم 7 عسكريين إيرانيين، على رأسهم محمد رضا زاهدي، قائد عمليات فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، في سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادي هاجر هيمي. (سكاي نيوز عربية)

التعليق:

ليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يقوم فيها كيان يهود باغتيال شخصيات سياسية وقيادات عسكرية إيرانية وكذلك علماء وخبراء في مجالات شتى سواء في إيران أم في خارجها ولا سيما في سوريا، ولكن القاسم المشترك بين عمليات الاغتيال هذه وانتهاك "السيادة الإيرانية" هو تحلي إيران بـ"الصبر الاستراتيجي" وأنّ ردها سيكون في الزمان والمكان المناسبين! فحتى هذا اليوم لم ينفد صبر إيران تجاه جرائم كيان يهود واستهداف قادتها وانتهاك سيادة أراضيها، ناهيك عن أن ينفد تجاه جرائمه بحق أهل فلسطين عامة وما يحدث من حرب إبادة في غزة خاصة، ولا الزمان والمكان المناسبين قد آن أوانهما بعد كل هذه الجرائم!!

إنّ معظم هذه الاغتيالات تتم لقادة ومسؤولين في "فيلق القدس" الذي لم يعرف طريقاً للقدس منذ نشأته، بل سمعنا الجعجعة ولم نرَ طحناً، وكانت طريق القدس عندهم تمر بسوريا ولبنان واليمن والعراق، وأيديهم تقطر من دماء المسلمين بدل دماء أعدائهم! وإذا ما ردت على اغتيال أو عدوان تعرضت له فإن الرد لا يرقى لمستوى الحدث، بل ويكون ضمن الهامش الذي سُمح لها به لحفظ ما تبقى من ماء وجهها، فعلى سبيل المثال كشف ترامب بأن إيران استأذنت أمريكا لقصف قاعدة أمريكية بعد مقتل سليماني: "لقد كان عليهم أن يردوا لحفظ ماء وجههم وهذا أمر طبيعي. ثم أبلغونا أنه سيتم إطلاق 18 صاروخاً على قاعدة أمريكية في العراق لكنها لن تستهدفها مباشرة، بل ستستهدف فقط محيط القاعدة". وأوضح ترامب أن أي جندي أمريكي لم يصب بأذى في القصف، مضيفاً أنه "الشخص الوحيد الذي لم يكن "متنرفزاً" إثر هذا القصف بسبب علمه "بنوايا إيران". (العربية 2023/11/7)

فمتى يدرك المخدوعون من أبناء المسلمين حقيقة جعجعات إيران الفارغة؟! ومتى يدركون كذب وخداع النظام الإيراني وما يُسمى محور الممانعة؟ ومتى يدركون أن هذا النظام كسائر الأنظمة في بلاد المسلمين يخدم مصالح الدول الغربية ولا سيما أمريكا وينفذ مشاريعها؟!

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

براءة مناصرة