- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
احتجاجا على مجازر يهود في غزة طيار أمريكي يحرق نفسه أمام سفارة الاحتلال في واشنطن
الخبر:
نقلت الكثير من المواقع الإخبارية خبر قيام الطيار الأمريكي آرون بوشنل يوم الأحد الماضي الموافق 2024/02/25 بإحراق نفسه لأجل فلسطين، وقد ظهر آرون بوشنل في مقطع فيديو قال فيه: "أنا عضو نشط في القوات الجوية الأمريكية، ولن أكون مشاركاً بعد الآن في الإبادة الجماعية، في إشارة إلى ما يجري في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أنا على وشك ابتكار عمل متطرف للاحتجاج، ولكن بالمقارنة مع ما يلقاه الناس في فلسطين على يد مستعمريهم، فهذا ليس تطرفاً على الإطلاق، هذا ما قرره حكامنا بأن يكون أمراً عادياً". أضرم آرون بوشنل، الجندي الأمريكي، النار بنفسه وأخذ يردد "فلسطين حرة" ومن شدة لهب النار سقط على الأرض مغشيا عليه، وتم نقله إلى المستشفى إلا أن مصادر طبية أمريكية أفادت بعد ذلك بأنه قد فارق الحياة.
التعليق:
إن هذا الحدث يعتبر من العجب العجاب، إذ إن آرون الطيار الأمريكي الذي أحرق نفسه احتجاجا على المجازر التي تحدث في غزة، لا تربطه بأهلها رابطة دينية ولا رابطة قومية ولا وطنية، وهو يخدم في القوات الجوية الأمريكية التي قدمت وما زالت تقدم مساعدات ضخمة ليهود لتدمير غزة وإبادة أهلها، ومع ذلك حرّكته الناحية الإنسانية بعد أن رأى الدمار والخراب وأشلاء النساء والأطفال والشباب في مشهد لم تشهد البشرية أبشع منه، فتعاطف مع أهل غزة وأراد إظهار رفضه للظلم الواقع بهم من قبل يهود الذين تدعمهم أمريكا بالمال والسلاح، فأحرق نفسه وهو يردد "فلسطين حرة"، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حجم التغيير الحاصل في قناعات الإنسان الغربي الذي عملت الحكومات الغربية على تعميته لعقود طويلة، وإن هذا التغيير لم يعد محصورا بالإنسان الغربي العادي حيث نرى المظاهرات الشبه يومية في الدول الغربية الرافضة لحرب الإبادة في غزة، بل وصل التغيير في القناعات إلى أفراد في القوات المسلحة الغربية، وهذا بلا شك أمر غير عادي، ولذلك وصف الميجر جنرال باتريك رايدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية حادثة إحراق الطيار نفسه بأنها "حادث مأساوي".
أما الأعجب من حادثة إحراق الطيار آرون نفسه فهو موقف جيوش المسلمين من حرب الإبادة في غزة وسكوت جنود المسلمين وضباطهم في مصر والأردن بشكل خاص على المجازر التي يقوم بها يهود هناك، ومع أن غزة على مرمى حجر منهم، إلا إن أحدا منهم لم يتحرك ولم يعلق أي تعليق على الأحداث ولم يصدر حتى بيانا لشجب المجازر التي يتعرض لها الأبرياء في غزة، فهل يُعقل أن يتحرك طيار أمريكي يبعد عن غزة مئات الآلاف من الأميال فيحرق نفسه من أجل غزة ولا تتحرك جيوش المسلمين؟! لا نطلب منكم أن تحرقوا أنفسكم كما فعل الطيار الأمريكي ولكن ألستم يا ضباط وجنود المسلمين وأهل غزة على ملة واحدة، دينكم واحد وربكم واحد ونبيكم واحد وقبلتكم واحدة؟! فلم تخذلون إخوانكم؟! ولمَ تسلّموهم ليهود ليعملوا فيهم ذبحا وقتلا؟! ولماذا أسلمتم أخواتكم الطاهرات العفيفات لأقذر صنف من البشر يعتقلهن ويتحرش بهن ويجردهن من ملابسهن؟! أترضون هذا لأخواتكم اللاتي من صلب آبائكم وأمهاتكم؟ قطعا لا، فلم تقبلون ذلك لأخواتكم في الدين من أهل غزة؟! أين نخوتكم وحميتكم؟! أتظنون أنكم بسكوتكم ستكونون في مأمن؟! لا والله، فإن من يخذل أخاه لا بد أنه سيُخذل يوما ما، وإن مَن يسلم إخوانه وأخواته ليهود سيواجه المصير نفسه يوما ما، هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فخزي وعذاب عظيم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام