- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
بل نفير الجيوش يا أبا عبيدة وليس انشقاق الأفراد
الخبر:
قال أبو عبيدة - في خطاب متلفز بثته قناة "الأقصى" الفضائية اليوم الثلاثاء - إن المقاومة تصدت للقوات (الإسرائيلية) في جميع المحاور ونفذت عمليات وتسللا خلف خطوط العدو، وخاضت معها مواجهات ضارية ومباشرة. وأوضح أبو عبيدة أن جيش الاحتلال توغل بريا بعد اعتماد سياسة "الأرض المحروقة" وإحداث دمار كبير من خلال قصف بري وجوي وبحري. ودعا "كل جندي ومقاتل شريف في هذه الأمة إلى اقتناص الفرصة والمشاركة في هذه المعركة"، مؤكدا أن المقاومة "لا يزال في جعبتها الكثير، وغزة ستكون مقبرة للعدو ووحلا لجنوده وقيادته السياسية والعسكرية". (الجزيرة نت "بتصرف")
التعليق:
أبو عبيدة الذي ملأ اسمه أسماع الدنيا وأصبح ليس في غزة وفلسطين بل في كل بلاد الإسلام رمزاً للعزة والكبرياء التي تعالت على العدو الغاصب وتسامت على الجراح والمعاناة... وأنا إذ أعلق على بعض ما جاء في خطابه إنما أفعل ذلك لمكانته التي اقتعدها حين قاد شباب غزة العزة لتحدي العدو الغاصب وتمريغ جبهته في التراب يوم السابع من الشهر المنصرم تشرين الأول 2023م، في مفاجأة أذهلت العدو وأفقدته صوابه حين دخلوا عليه في مغتصباته وأذاقوه ما يستحق من الأذى والإذلال؛ ما جعل العدو يهاجم أهل غزة بكل وحشية وينزل جام غضبه وحقده عليهم لعله يسترد كبرياءه الضائع وكرامته المهدورة!
هذه المعركة غير المتكافئة بين جيش غاشم وحشي لكيان محتل وبين شعب أعزل إلا من إيمانه وما منحه هذا الإيمان من صبر وثبات عز نظيره، ومن إصرار على مقاومة هذا المحتل إلى أن يحين وعد الله فيهزم هذا المحتل الأشر ويذيقه وبال أفعاله الوحشية المجرمة التي أحالت الأطفال أشلاء والنساء ثكالى أو جثثاً هامدة، والأحياء منهم مشردين في أرضهم لا هم آمنين في بيوتهم ولا سالمين خارجها في المآوي التي لجؤوا إليها من مدارس ومساجد وحتى مشافي هربا من نيران القذائف والصواريخ التي تنهال عليهم من البر والبحر والجو فتحمل معها الموت الزؤام.
كلامي أوجهه إلى أبي عبيدة بعد تصريحه الأخير الذي خاطب فيه "كل جندي ومقاتل شريف في هذه الأمة إلى اقتناص الفرصة والمشاركة في هذه المعركة"، مؤكدا أن المقاومة "لا يزال في جعبتها الكثير، وغزة ستكون مقبرة للعدو ووحلا لجنوده وقيادته السياسية والعسكرية"...
فأقول: ليس كل جندي ومقاتل بمفرده يا أبا عبيدة، بل بفرقته وجيشه، بطائراته ودباباته ومدافعه ومصانع أسلحته... وبعبارة أخرى بدولته، فلا يفيدك انفلات الجنود والمقاتلين من صفوف الجيش والانضمام للمقاومة وأنت أدرى الناس بما تعانيه المقاومة من جراء انعدام السند والدعم اللوجستي والغطاء الجوي، الأمر الذي يجعل المجاهدين ومدينتهم تحت وطأة قذائف طائرات العدو التي تحيل الناس أشلاء والعمار خرابا، فلا يفل الحديد إلا الحديد.
إن كيان العدو دولة بنظام وجيش وأسلحة... ولن يقضي عليه إلا دولة بنظام وجيش وأسلحة تكافئ إن لم تتفوق على أسلحة العدو. نعم يا أبا عبيدة، إن كيان يهود ورغم أنه دولة من ورق إلا أنه يستند إلى دولة كبرى بل دول كبرى تدعمه وتسنده، أما مجاهدونا الأبطال في غزة فهم فصيل أو جماعة محاصرة محدودة القوة وتحتاج إلى سند حقيقي يسندها ويدعم صمودها، تحتاج إلى دولة لها جيش قوي يقف في وجه أعداء الله ومَن وراءهم.
نريد منك أن تدعو الجنود والضباط لينقلبوا على قادتهم الجبناء ويسقطوا عروش حكامهم العملاء الأنذال ويقيموا دولة الإسلام لتسير الجيوش لإنقاذ غزة وأهلها بل تحرير كل فلسطين، وبعدها تحرر سائر أراضي المسلمين لتعيد لهم كرامتهم وعزتهم وترهب أعداءهم، وصدق الله العظيم: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة