الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
قطاع التّعليم في فلسطين تحت مجهر الاحتلال

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قطاع التّعليم في فلسطين تحت مجهر الاحتلال

 

 

 

الخبر:

 

 ذكرت شبكة فلسطين الإخباريّة أنّ الهيئة العامّة للكنيست، صادقت على مشروعي قانون يهدفان إلى زيادة الرّقابة على المدارس والمعلّمين في المجتمع الفلسطينيّ بأراضي الـ1948.

 

وأوردت في خبر ثان أنّ وفدا من البنك الدّوليّ اختتم مهمّته في وزارة التّربية والتّعليم لتقييم نتائج المرحلة الأولى (التّجريبيّة) من تنفيذ مشروع الشّراكة بين القطاعين العامّ والخاصّ (PPP) لتوسيع خدمات رياض الأطفال في فلسطين، بهدف تحسين تغطية وجودة خدمات تنمية الطّفولة المبكّرة للأطفال.

 

التّعليق:

 

 إنّ تزامُنَ مصادقةِ الهيئة العامّة للكنيست على مشروعي قانون لمزيد تشديد الرّقابة على المدارس والمعلّمين الفلسطينيين مع اختتام مهمّة وفد من البنك الدّوليّ لتقييم نتائج تنفيذ مشروع الشّراكة بين القطاعين العامّ والخاصّ لتوسيع خدمات رياض الأطفال في فلسطين، إن هذا التزامن لينبئ بأنّ الخطا حثيثة والعمل دؤوب للعبث بقطاع التّعليم وتشكيله على النّحو الذي يرتضيه كيان يهود بانتقاء المعلّمين والمدرّسين على ضوء المعايير المحدّدة، فلا يكون لمن يترشّح لمهنة التّعليم "ماضٍ أمنيّ وارتباط بتنفيذ عمل إرهابيّ"، كما يسمح قانون الإشراف على مؤسّسات التّعليم - الذي يسعى مشروع قانون هليفي إلى تعديله - بسحب رخصة معلّم ممّن تمّ تقديم لائحة اتّهام ضدّه، بادّعاء أنّه "ليس ملائما للعمل في مجال التّربية والتّعليم"... وليضمن الكيان الغاصب مناهج تعليميّة "متلائمة مع المنهاج الدّراسيّ (الإسرائيليّ)".

 

إنّ تصويب كيان يهود سهامه إلى التّعليم يؤكّد أنّ هذا القطاع ذو أهمّيّة بالغة وله دور كبير في صقل شخصيّات الأطفال وتنشئتهم وهو ما يعمل عليه الاحتلال حتّى يربّي أبناء فلسطين وَفْقَ ثقافته، التي تعمل على أن تخضع أهل فلسطين لقوانينها والقبول بها.

 

يشهد قطاع التّعليم في فلسطين أزمات ومشاكل أبرزها إهمال السلطة له وتخصيص ميزانية قليلة مقارنة بقطاعات أخرى ما دفع المعلّمين والمدرّسين إلى الاحتجاج والدّخول في إضرابات منادين بتحسين أجورهم وأوضاعهم.

 

وبين تجاهل السّلطة لهم ولمطالبهم وتنكّرها للاتّفاقيّات التي تعقدها معهم، وبين ما يخطّط له كيان يهود يجد المعلّمون أنفسهم بين نارين؛ ظلم السّلطة لهم من جهة، والمشاريع الهدّامة لرسالتهم النّبيلة في تربية النّشء وتعليمه من جهة أخرى، فهم مطالبون بالتّنكّر لثقافتهم الإسلاميّة "المنعوتة بالإرهاب" وتدريس "الثّقافة اليهوديّة" لأبناء فلسطين.

 

لقد أيقن هذا الكيان الغاصب أنّ التّوجّه إلى قطاع التّربية والتّعليم هو طريق مضمون للوصول إلى أهدافه الخبيثة، فبالإشراف عليه ووضعه حسب معاييره سوف يتحكّم في مناهجه ويمرّر مفاهيمه الفاسدة المفسدة للأجيال بدءاً بالرّياض ووصولا إلى المدارس والمعاهد.

 

 إنّ هذا الكيان على يقين بما للمعلّم من أثر بالغ على المتعلّمين، فعمل على أن يجعله تحت قبضته فيملي عليه ما يدرّسه، ولذلك لن يتوانى عن استعمال جميع أسلحته للنّيل من المعلّمين وإخضاعهم حتّى يضمن سيرهم على طريقته في تربية النّشء.

 

 سلاح آخر جديد من أشدّ الأسلحة خطورة، فعبر تلقين ثقافته يمكنه السّيطرة على العقول وتسييرها على هواه وحسب ما يخطّط له.

 

فيا أهلنا في فلسطين: إنّكم والمعلّمون وكلّ شرائح المجتمع في مركب واحد فلتتكاتفوا ضدّ هؤلاء الذين يعملون على نخر ثقافتكم واجتثاث أبنائكم منها حتّى يلوّثوهم بسموم ثقافتهم. ولتعلموا أنّ حربهم على دينكم وعلى ثقافتكم باتت علنية، ولن يهنأ لهم بال حتّى ينالوا مبتغاهم، فحذار!

 

إنّ الكيد لأبنائكم هو كيد لجميع أبناء المسلمين عبر فرض مناهج تعليميّة علمانيّة فاسدة تسعى لاقتلاعهم من جذورهم وسلخهم عن عقيدتهم. هي حرب عقائديّة لا يمكن خوضها إلّا في إطارها: فلتنصروا دينكم، ونادوا بأن يكون منهجه في التّعليم وفي كلّ مجالات الحياة هو المنهج الذي تتبعونه ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾ حينها يأتي نصر الله ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت

آخر تعديل علىالسبت, 03 حزيران/يونيو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع