الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لا تزال الحدود المصطنعة تجر علينا الويلات!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا تزال الحدود المصطنعة تجر علينا الويلات!

 

 

 

الخبر:

 

في 6 أيار/مايو 2022 بث راديو ليبرتي الخبر التالي:

 

لقي ثلاثة أفراد من قرغيزستان مصرعهم نتيجة استخدام الأسلحة النارية على الحدود القرغيزية الأوزبيكية.

 

في 5 أيار/مايو، استخدم حرس الحدود الأوزبيكي أسلحة ضد ثلاثة أشخاص من قرغيزستان في منطقة تيباقورغان بولاية جلال أباد حيث تمر الحدود القرغيزية الأوزبيكية. وقد أفادت بذلك خدمة راديو ليبرتي القرغيزية بالإشارة إلى معلومات دائرة حرس الحدود في قرغيزستان التابعة للجنة الدولة للأمن القومي في قرغيزستان.

 

وبحسب جهاز الأمن نُقل ثلاثة مدنيين من مواليد 1974 و1998 و2000 مصابين بأعيرة نارية إلى مستشفى منطقة أولابوقا وتوفوا هناك دون استعادة وعيهم.

 

يبلغ طول الحدود بين قرغيزستان وأوزبيكستان 1378 كيلومتراً...

 

وصرح ميرلان كامتشيبيكوف رئيس إدارة قرية أكتام في منطقة أولابوقا في ولاية جلال أباد للخدمة القرغيزية لراديو الحرة يوم 6 أيار/مايو أن ثلاثة أفراد من عائلة واحدة من قرغيزستان قتلوا برصاص حرس الحدود الأوزبيكي. وبحسبه فإن القتلى أب يبلغ من العمر 48 عاما وأبناؤه الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و24 عاما.

 

التعليق:

 

هذه ليست أول مأساة تحدث في هذه الحدود المصطنعة، فقد كانت هناك العديد من المآسي من قبل أيضا. فعلى سبيل المثال في 31 أيار/مايو 2020 اندلع نزاع على الحدود بين منطقة سوخ في أوزبيكستان ومنطقة قدمجاي في قرغيزستان وأضرمت النيران في المنازل ورشق الناس من الجانبين بعضهم بعضا بالحجارة. وفي 28 كانون الثاني/يناير 2021 أصيب 11 شخصاً وقُتل 2 في تبادل النيران على الحدود القرغيزية الطاجيكية بين حراس الحدود من الجانبين. ونزاع آخر على الحدود بين قرغيزستان وطاجيكستان في 1 أيار/مايو 2021 أودى بحياة أكثر من 40 شخصاً وجرح أكثر من 200... يمكن الاستشهاد بالعديد من الأمثلة الأخرى أيضا على مثل هذه المصائب والمآسي. وتستمر النزاعات على هذه الحدود المصطنعة حتى يومنا هذا، أي أن هذه الحدود المصطنعة تستمر في جرّ المآسي، وفيها يُقتَل المسلمون الأبرياء.

 

كما هو معلوم فإن الكفار الاستعماريين رسموا حدوداً مصطنعة بين بلادنا على أساس اتفاقية سايكس بيكو وقسموها إلى دويلات صغيرة، لأن شعارهم هو فرق تسد. وباتباع الشعار نفسه قام الشيوعيون الروس أيضاً بتقسيم آسيا الوسطى إلى أوزبيكستان وقرغيزستان وتركمانستان وطاجيكستان وكازاخستان. حتى الآن أيضا يولي الغرب بقيادة أمريكا اهتماماً وثيقاً لتعزيز هذه الحدود المصطنعة. فعلى سبيل المثال تنص استراتيجية الولايات المتحدة لآسيا الوسطى 2019-2025 على ما يلي: استثمرت الولايات المتحدة أكثر من 90 مليون دولار في أمن الحدود في آسيا الوسطى وأجرت أكثر من 200 تدبير في تدريب الكوادر ودربت أكثر من 2600 من حرس الحدود. وقدمت الولايات المتحدة هذا المبلغ لإنشاء 13 نقطة حدودية عملياتية أيضا عبر المنطقة.

 

إن أداة أمريكا السياسية - الأمم المتحدة - أيضا تعمل بنشاط على هذه القضية. فعلى سبيل المثال قام المكتب الإقليمي للمساعدة الحدودية في آسيا الوسطى التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) بتزويد لجنة الجمارك الحكومية في أوزبيكستان بمعدات حماية شخصية بقيمة 6000 دولار. وبدعم من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تم افتتاح مكتب جديد للتعاون عبر الحدود عند نقطة التفتيش الحدودية بين كازاخستان وقرغيزستان في جنوب كازاخستان، وشكر مدير دائرة الحدود بلجنة الأمن القومي لجمهورية كازاخستان دارخان ديلمانوف ممثلة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ميتال قائلا: "يشارك مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بنشاط في الحماية المشتركة لحدود الدولة بشخص السيدة أشيتا ميتال...".

 

تمتلك آسيا الوسطى بما في ذلك أوزبيكستان احتياطيات هائلة من الثروات والموارد الجوفية والسطحية. بالإضافة إلى ذلك لديها قوة عاملة رخيصة، فقد قال الباحث الأمريكي الشهير فرانسيس فوكوياما: "إن آسيا الوسطى ستتوقف عن أن تكون محيط الاقتصاد العالمي ليصبح مركزها". هذا هو السبب في أن هذه المنطقة الغنية، وهي مزرعة لروسيا، تجذب انتباه المستعمرين الآخرين: أمريكا والصين وأوروبا.

 

شعوب هذه المنطقة: الأوزبيك والقرغيز والكازاخ والطاجيك والتركمان هم المؤمنون والمسلمون. إذن فهم إخوة، وهم جسد واحد كما قال رسول الله ﷺ. وهم يجب أن يفهموا أن أعداءهم الحقيقيين هم هؤلاء الكفار المستعمرون. بالنسبة إلى هؤلاء الرأسماليين الاستعماريين فلا أهمية لدماء الشعوب وأرواحها وممتلكاتها وشرفها ولا سيما الشعوب الإسلامية. وهي لا قيمة لها حتى بالنسبة لحكامنا الرأسماليين الذين كانوا شيوعيين بالأمس وأصبحوا اليوم بيادق لهؤلاء المستعمرين. وواقعنا المرير اليوم يدل على ذلك. لذلك يجب علينا نحن المسلمين أن نتخلص من هذه الحدود الزائفة وأن نتوحد بوصفنا أمة واحدة في ظل دولة الخلافة الراشدة التي وعد بها الله سبحانه وبشر بها رسول الله ﷺ. وإلا فإن هذه الحدود المصطنعة ستستمر في جرّ المآسي والمصائب علينا.

 

﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

آخر تعديل علىالأربعاء, 11 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع