- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المنح السعودية واستمرار معاناة أهل اليمن!!
الخبر:
تلقى أهل جنوب اليمن الدفعة الرابعة والأخيرة من المنح التي قررتها السعودية بين (أيار/مايو وأيلول/سبتمبر) 2021، من مادتي الديزل والمازوت لتشغيل محطات الكهرباء، وتأتي هذه المنح في ظل سوء وتردي الأوضاع المعيشية عامة وارتفاع أسعار المواد الغدائية الأساسية وارتفاع سعر الدولار مقابل الريال اليمني حتى تجاوز الألف ريال مقابل الدولار الواحد.
التعليق:
فيما يكابد أهل اليمن الأوضاع المزرية منذ زمن، جاءت المنح السعودية بما إجمالي قيمته 4 مليارات و200 مليون دولار كما أعلن محمد اليحيى نائب مدير عام البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ليس من أجل حلول جذرية لإنهاء معاناة الناس بل جاءت كإبرة مسكنة سرعان ما ينتهي مفعولها، لتقلل ساعات الانقطاع إلى 4 ساعات انقطاع مقابل ساعتين ونصف تشغيل للكهرباء! وتأتي هذه الإبر المسكّنة في كل مرة بعد أن يكتوى أهل اليمن من انقطاعات الكهرباء المتواصلة التي امتدت إلى 12 ساعة في اليوم حتى وصلت في بعض المحافظات إلى أن يعيش الناس أسابيع متتالية دون كهرباء وذلك مع اشتداد درجات الحرارة والرطوبة العالية في فصل الصيف في المحافظات الجنوبية الساحلية، ومعاناة الأطفال والنساء والشيوخ في منازلهم من ارتفاع درجات الحرارة في النهار والليل على حد سواء، وسرعان ما يعود الوضع إلى ماهو عليه من انقطاعات أكبر.
وكان من المفترض أن يخفف من هذه المعاناة وجود مصافي عدن وهي متوقفة حتى اليوم بقرار أصدره رئيس ما يسمى (الشرعية) عبد ربه منصور هادي مطلع آذار/مارس العام 2018، بينما يقول القائمون على المصفاة إن توقف المصفاة ناتج عن أمرين أساسيين:
أولاً: تعطل المحطة الكهربائية الخاصة بالمصفاة وهي صغيرة لا تتجاوز طاقتها 25 ميجاواط وكان المفترض إصلاحها من الحكومة.
وثانيا: عدم توفير النفط الخام والموجود جنوب البلاد! بينما أصدرت الحكومة القابعة في الرياض قراراً بالتخلّص من بواخر مصافي عدن وهي "المسيلة وباب المندب وباب عدن وقنا ورديف قنا"، وكذلك بواخر التيجان "الكود والغدير"، وأصبحت المصفاة مجرد خزانات تعمل بنظام العمولة في ظل تهالك وتعرض جميع الآلات والمعدات والورش إلى الصدأ نتيجة توقفها فترة طويلة عن العمل!!
فيما تأخرت المنحة الرابعة عن موعدها بسبب إصرار الجهات السعودية على إقامة حفل تدشين وحضور إعلامي ورسمي!!
إن الصراع السياسي وغياب الراعي والإمام جعل أهل اليمن كالأيتام على موائد اللئام؛ حيث تصرف أموال الأمة من سفهاء الأحلام في مشاريع وصراع استعماري لمصلحة أسيادهم، فيما يطحن فيه أهل اليمن ويسحقون وتستمر معاناتهم! إن هؤلاء الحكام لا يستحيون ولا يخجلون، وإن الواجب على أهل اليمن هو أن يأخذوا زمام أمورهم ولا ينتظروا من هؤلاء السفهاء أي أمل، فالخروج الجذري من هذه المعاناة والحرب الطاحنة إنما هو بتحكيم الإسلام في الأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحياتية، ولا يكون ذلك إلا بتبني أهل اليمن مشروعاً مفصلا للدستور، وإن حزب التحرير الذي يمتلك هذا المشروع يعمل لإخراج المسلمين عامة وأهل اليمن خاصة من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس محمد القريشي – ولاية اليمن