- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عجيب أمر الأحزاب السودانية!
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الاثنين، 2021/09/27م خبرا تحت عنوان "السودان.. قوى تطالب بإنهاء الشراكة مع العسكر في المرحلة الانتقالية وأخرى تتمسك بها"، جاء فيه: "أعلنت كيانات سياسية وحركات مسلحة وشخصيات عامة في السودان - مساء أمس الأحد - تمسكها بالشراكة مع العسكر لاستكمال مؤسسات الفترة الانتقالية، وسط توتر الأجواء بين شركاء الحكم من المدنيين والعسكريين.
فقد أصدر 12 حزبا وحركة مسلحة و4 شخصيات عامة بيانا أكد "أهمية الشراكة مع المكون العسكري الذي اقتضته ضرورات الانتقال، وجاءت استنادا على وثائق المرحلة الانتقالية".
ومن أبرز المشاركين في البيان حزب البعث والاتحاد الديمقراطي الواحد وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم.
وأضاف البيان أن هذه المشاركة يجب أن تكون مميزة بالاحترام المتبادل والمسؤولية وتغليب المصلحة الوطنية حتى مرحلة الانتخاب، كما أشاد البيان بالجيش وقوات الدعم السريع لتصديهم لمحاولة انقلابية الأسبوع الماضي...".
التعليق:
عجيب أمر هذه الأحزاب السودانية التي ملأت وسائل الإعلام ضجيجا وصخباً وهي تلقي باللائمة بعضها على بعض حيناً وعلى العسكريين والمدنيين في حكومة عبد الله حمدوك حيناً آخر، ولا يخفى على متابع أن هذه الحكومة بسائر مكوناتها تنسق وترتب مع الأمريكان، بل تأتمر بأمرهم، فهذه الأحزاب لا تختلف مع حكومة حمدوك إلا على السلطة والزعامة، وهمها الأكبر هو أن تحوز مقعداً ولو معوجاً في هذه الحكومة أو تلك من أجل تحقيق مكاسب آنية أنانية لا تفيد عموم أهل السودان بشيء بل تلحق بهم الضرر تلو الضرر، وما جل هذه الأحزاب اليسارية والعلمانية خاصة إلا أداة تأتمر بأمر المبعوث الأمريكي الخاص في السودان، وقد شاهدنا جليا في أكثر من مرة كيف أن هذه الأحزاب غيرت مواقفها على إثر لقائها مع المبعوث الأمريكي!
والأمر الأكثر عجباً في السودان هو في ابتعاد أغلبية الأحزاب الإسلامية ممن يطلقون عليهم بالإسلاميين عن تصدر الأعمال الثورية وتركها لليساريين العلمانيين الذين زعموا زورا وكذبا أن غالبية هؤلاء الإسلاميين هم من أنصار الطاغية المخلوع البشير، فانطلت مع الأسف عليهم هذه الخدعة، ورضي الكثير منهم بترك الساحة لليساريين بحجج واهية كتجنب الفوضى وعدم سفك الدماء، فكان تنازلهم هذا سببا في مزيد من الانتكاسات للسودان، ووصول حكام عملاء إلى الحكم طبّعوا مع كيان يهود.
إن المحرك للأمة الإسلامية؛ شيبها وشبانها، رجالها ونسائها، أطفالها وشيوخها، هي العقيدة الإسلامية، وهو محرك دائم غير مؤقت، ومهما عملت أمريكا وأوروبا وعملاؤهم وأذنابهم في البلاد الإسلامية من حكام ورويبضات على إبعاد هذا المحرك العقائدي وما يدبرون من مكائد من أجل إبقاء الهيمنة الغربية على البلاد الإسلامية فإنها لن تدوم، فوعد الله آت بإذن الله؛ خلافة على منهاج النبوة ترفع هذا الظلم ويحل محله العدل والطمأنينة، قال تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي