- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا جنى السودان من رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟
الخبر:
قالت الدكتورة مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية، إن نظام الرئيس المعزول عمر البشير أدخل البلاد في عزلة دولية. وأشارت في مؤتمر صحفي، إلى أن الحكومة تعمل على عقد مؤتمر إقليمي يهدف إلى إزالة آثار النظام السابق على العلاقات الخارجية، موضحة أن البلاد دخلت مرحلة جديدة بعد رفع اسمها من قوائم الدول الراعية للإرهاب. وأوضحت أن الحكومة السودانية "تبنت سياسة الانفتاح على العالم والشراكة مع المجتمع الدولي"، مؤكدة أن البلاد "دخلت مرحلة جديدة في علاقاتها الخارجية ملامحها استعادة الدور التاريخي بالمنطقة وحماية أمننا القومي".
التعليق:
ألا تعلم وزيرة الخارجية أن (الإرهاب) هو حصان طروادة لأمريكا تستعمله متى شاءت لتحقيق مصالحها في أي بلد توجه إليه هذه التهمة؟ وللأسف فقد جنت أمريكا من إدراج اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب الكثير، فقد وعدت بها الحكومة السابقة مرارا وتكرارا ولكن بشروط، وقدمت حكومة الإنقاذ التنازلات تلو التنازلات، ومن سذاجتها صدقت وعود أمريكا التي ما هي إلا سراب بقيعة، ففي لقاء على قناة الجزيرة مع أحمد منصور قال الرئيس السابق البشير إن جورج بوش اتصل به وقال له إذا سمحت بإجراء استفتاء لجنوب السودان فسوف نرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ما أدى إلى انفصال الجنوب بعد نفاذ الاستفتاء. ثم جاءت الحكومة الانتقالية وتنازلت عن ثوابت دينها من أجل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بالتطبيع مع أرذل خلق الله، وقتلة الأنبياء، وكذلك تم التوقيع على اتفاقية العهر سيداو وعن كل قانون يمت للإسلام بصلة كحكم الردة وغيره.
والسؤال هو، ماذا كان حصاد وفوائد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وماذا استفاد أهل البلد من ذلك؟! فهل حدث ما كنتم تخدعون وتمنون به الناس بأن الرفع من قائمة الإرهاب هو بمثابة ولادة جديدة للسودان ينعم المرء فيه بالرفاهية ويرتاح من جحيم الأسعار ومن ضنك الحياة الذي أورثتنا له الحكومة البائدة، وماذا كانت النتيجة؟! فقد تضاعفت أسعار السلع والخدمات، وزادت صفوف الخبز والوقود والغاز، وانعدمت الأدوية المنقذة للحياة من رفوف الصيدليات وشهدت البلاد هجرة خيرة الشباب والمئات من الكوادر الطبية، بل الكوادر من كل المجالات هربا من جحيم الغلاء والمعاناة وحتى يوفروا لأنفسهم وأهليهم حياة كريمة، وتم رفع الدعم مرات ومرات فصارت حياة أهل البلد جحيما لا يطاق. فهل وجدتم ما وعدتكم أمريكا محور الشر حقا؟!
إن عداوة الكفار للمسلمين هي عقيدة ثابتة وراسخة عند المسلمين ومنهم أهل السودان فهم أتقياء أنقياء يؤمنون إيماناً قاطعاً بأنه لا خير يرجى من كافر إلا من شذّ منهم وتتلمذ على أيديهم وتشّرب ثقافتهم القذرة. وما هذه التنازلات التي تقدمها الحكومات المتعاقبة، إلا وصمة عار ستلاحقهم وهي دليل على عمالتهم. إن المسلم الحق إن كان حاكما أو محكوما لا يتنازل عن دينه قيد أنملة بل يظل ثابتا عليه عاضاً عليه بالنواجذ حتى يلقى الله تعالى. فهؤلاء هم حكامنا الذين خنعوا وخضعوا للكافر وباعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل فهم لا يستحقون أن يكونوا قادة لنا. والأصل أن يحكمنا خليفة يطبق فينا عقيدتنا ولا يحيد عنها ولا يتنازل بل يعامل هؤلاء الكافرين بما هم أهل له ويوقفهم عند حدهم فلا وصاية لهم علينا وما لهم منا إلا الحرب إن تجرؤوا على دين الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان