الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كريشان وورطة النهضة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كريشان وورطة النهضة

 


الخبر:


كتب الإعلامي محمد كريشان في القدس العربي رأيا تناول فيه ما وصفه بورطة حركة النهضة في تونس. ومما قاله:


"لم يغفر التونسيون للحركة سماجة الادعاء بأنها لم تحكم طوال السنوات العشر الماضية بينما هي كانت في قلب المعادلة الجديدة ومفتاحها الأول خاصة بعد أن تولى راشد الغنوشي رئاسة البرلمان، ومن هنا برزت المتاعب الكبرى للحركة كما لم تبد من قبل. ارتكب الرجل غلطة عمره التي كلفت حركته وكلفت التجربة التونسية أثمانا غالية إذ جعلته في صدارة مشهد كان عليه أن يتحمّل تبعاته، الحقيقية منها والمفتعلة، الطبيعية والمدبّرة.


غلطة العمر هذه بدأت منذ أن تراجع عما قطعه هو على نفسه وهو يهمّ بالعودة إلى تونس في نهاية يناير كانون الثاني 2011 فقد تعهّد وقتها بأنه لا ينوي الترشح لأي انتخابات ولا يسعى لأي منصب وأنه يرغب في تسليم قيادة الحركة إلى جيل الشباب. ليته فعل، فلو التزم الرجل بوعده لما وصل هو وحركته إلى هذه النقطة، فضلا عن أنه كانت أمامه فرصة الخروج من الباب الكبير حين أسقط البرلمان لائحة سحب الثقة منه نهاية يوليو تموز 2020 فقد تمنى عليه بعضهم وقتها أن يفعلها بنفسه لكنه أبى...


وختم بقوله: النتيجة أن التجربة الديمقراطية، بل والوطن، هو من يدفع الثمن وليس الحركة فقط، دون أن نُغفل بالتأكيد التدخلات الخارجية التي أرادت هدم النموذج التونسي المتميز".

 

التعليق:


نشرت صحيفة لو موند الفرنسية يوم الاثنين مقالاً لكاتبة تونسية قالت فيه "إن الغبطة الشعبية في ليل 25 تموز/يوليو عنت أن الشعب ضاق ذرعاً بإسلام سياسي حكم طيلة عشر سنوات".


طبعا المقصود بالإسلام السياسي في تونس هو حركة النهضة، فهل حكمت حركة النهضة في تونس؟! وهل حركة النهضة تحمل شيئا من الإسلام السياسي؟


بحسب الإحصاءات فإنه في عام 2011 صوّت لحركة النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي مليون ونصف المليون شخص فحصلت على 89 مقعدا من بين 217، وفي انتخابات 2014 تراجعت إلى 950 ألف صوت أي 69 مقعدا، ثم تراجعت ثانية في انتخابات 2019 فلم يصوّت لها سوى 560 ألفا ولم تحصل سوى على 52 مقعدا في البرلمان الحالي، وهو الذي جمد عمله قيس سعيد. مع العلم أن نسبة الذين شاركوا في الانتخابات الأخيرة أصلا كان فقط 41٪ ممن لهم حق الانتخاب، أي أن 60٪ من الناخبين أحجموا عن الذهاب لصندوق الاقتراع.


وفق هذه الأرقام فإن حركة النهضة فاقدة لثقة الشارع التونسي من مدة وأيضا فإن الشارع التونسي لا يثق بـ"التجربة الديمقراطية" التي ينعاها محمد كريشان في تونس.


يتساءل كريشان: "إذا لم تسأل الحركة نفسها بكل شجاعة: لماذا وصلنا إلى هذا؟ وكيف سنتعامل معه؟ فإنها لن تتعلّم شيئا". ومع أنه وضع إصبعه على جزء مهم من المعضلة بقوله "صحيح أن الحركة قدمت تنازلات مختلفة حتى تزيح عن نفسها صفة "الإخوانية" و"الإسلام السياسي" إلا أن ذلك لم يقابل، تونسيا قبل أي شيء آخر، سوى بكثير من الحذر أو التشكيك. الخلاصة هي أن هناك بلا جدال أزمة ثقة عميقة تفصل بين قطاعات واسعة من التونسيين والحركة لم تزدها السنوات الماضية إلا اتساعا".


ومع هذا الفهم إلا أنه يلخص "الورطة" في عدم تنحي الغنوشي سابقا، وكأن المسألة متعلقة بشخصه فقط، والحقيقة هي أن المقامرات السياسية للنهضة وقبولها أن تكون جسرا لعودة رجال نظام بن علي بعد أن أوشكت أن تقصيهم ثورة التونسيين، خدمة لسادة النظام التونسي، وقبولها أن تكون في فوهة مدفع النظام الفاسد فيلقى عليها كل الفشل والانحدار السياسي والاقتصادي بل وحتى الوبائي. وفوق ذلك كله تخليها عما كان عندها من "آثار" الإسلام السياسي وتبنيها الصريح للعلمانية هو ما أوصلها لهذه "الورطة"، بل هو ما قد يخرجها من الساحة السياسية التونسية سواء بوجود الغنوشي أو بدونه. فالمشكلة عند حركة النهضة مشكلة منهجية في الأساس، وهذا مصير من يتنازل عن منهج الإسلام بصفته مبدأ ينبثق منه نظام للحياة والدولة والمجتمع.


نقول ذلك ليس تشفيا بالنهضة ولا ما آلت آليه، بل لنقول كفى عبثا وكفى تعلقا بحبال الديمقراطية التي توردنا المهالك تلو المهالك، كفى انبطاحا للغرب وأدواته وكفى انسلاخا عن منهجية الإسلام الجذرية في التغيير. أما الإعلامي محمد كريشان وأمثاله فلا يسعنا إلا أن ننصحهم بأن يفكروا خارج الصندوق الذي وضعوا أنفسهم فيه، ونقول لهم كفاكم عبثا بالعقول.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى

 

آخر تعديل علىالجمعة, 13 آب/أغسطس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع