- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خطابات الكراهية والتحريض من السّاسة الغربيّين تُغذّي عنصريّة الشعوب الغربيّة
الخبر:
على إثر نهائي كأس أمم أوروبا لكرة القدم الذي جمع منتخبي بريطانيا وإيطاليا، أثيرت موجات شغب عارمة في لندن ومعها حملة إساءات عنصريّة على المواقع الإلكترونيّة ضدّ لاعبين سود ضيّعوا ركلات ترجيحيّة لصالح المنتخب البريطاني، وبلغ استياء الجمهور البريطاني بتحويل غضبه ضدّ اللاعبين السود إلى شنّ حملة عنصريّة مقيتة ممّا دفع تويتر لحذف ألف تغريدة وتعليق عدد من الحسابات التي تحمل إساءات عنصريّة.
التعليق:
مهما حاولت الشعوب الغربيّة تبنّي فكرة التعايش وقبول الآخر فإنّها لن تستطيع التجرّد من مفاهيم متأصّلة في هويّتها الثقافيّة رغم محاولاتهم البائسة في تلميع صورة حضارتهم التي تدّعي قبول الآخر مهما كان عرقه أو دينه، ولكن المواقف والأحداث تثبت في كلّ مرّة أن العنصريّة فكر أصيل في الثقافة الغربية العدوانيّة ونسَقٌ مفاهيميّ من صلب الفكر العلمانيّ.
ولعلّ خطابات الكراهيّة والتحريض للساسة الغربييّن هي التي تُغذّي الشعوب الغربيّة وتفتح المجال بشكل مباشر وغير مباشر لمزيد تكريس مفهوم العنصريّة، عبر إثارة الفتن وتضخيم الأمور إعلاميّا وسياسيّا.
وقد اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون - في تغريدة على تويتر - أنّ لاعبي منتخب إنجلترا يستحقون الثناء وليس الإساءة، قائلا إنّ المسؤولين عن هذه الإساءات يجب أن يخجلوا من أنفسهم. جونسون نفسه هو الذي خرج بتصريحات سابقة شبّه فيها النساء المسلمات اللاّتي يرتدين البرقع بصناديق البريد!
أمّا وزيرة الداخليّة البريطانيّة بريتي باتيل والمتّهمة قضائيّا بالتنمّر ضدّ الموظّفين، فقد سبق لها أن انتقدت الاحتجاجات التي كانت أغلبها سلميّة تحت شعار "حياة السود مهمّة" واعتبرت إسقاط تمثال تاجر الرقيق بمدينة برستول بالعمل التخريبي وبالتصرّف المريع!
وقد طالت فكرة العنصريّة العائلة الملكيّة إثر مقابلة أجرتها الإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري مع ميغان ماركل والأمير هاري، دوقة ودوق ساسكس جاءت على إثرها هذه التصريحات: "إنّ أحد أفراد الأسرة الملكيّة عبّر عن قلقه تجاه مقدار اللون الداكن الذي ستكون عليه بشرة ابنهما آرشي، ولم يُعتبر آرشي أميراً نظراً لإرثه الأسود، وحتى إنّه لم يمنح حماية أمنية".
"مواجهة العنصرية قد تتطلب تغييراً بنيوياً ومؤسساتياً بغية تحقيق التغيير في مجتمعاتنا، وليس ثمة دليل يشير إلى استعداد من هم في السلطة للإقدام على ذلك". هكذا كان تصريح ريمي جوزيف الذي يترأّس فريقا توجيهيّا ضمن "مراقبة أفعال الشرطة"، فيما أوضحت وزيرة المساواة مارشا دي كوردوفا في حديث مع إندبندنت، أن "نتائج الدراسة الاستطلاعية التي قاموا بها تظهر مقدار عدم مبالاة حزب المحافظين الذي يرأسه جونسون بمسألة المساواة بين الأعراق. إذ إنهم مهتمون أكثر ببث الشقاق ونشر الخوف، بدل معالجة مظاهر الإقصاء الممنهج للسود والآسيويين والمتحدرين من أقليات إثنية".
ليست العنصريّة خللا معرفيّا ولا انحرافا سلوكيّا في حضارة الغرب، بل هي فلسفة أفرزتها ماديّة الغرب الفاسدة، وهي جزء أصيل من الفكر العلماني الغربي، وهي نتيجة حتميّة للاستعمار، الذي يعتبر الحضارات غير الغربيّة أدنى بكثير من الحضارة الغربيّة وأنّ الجنس الأبيض هو الجنس الأعلى، ناهيك عن اعتبار حضارة الإسلام هي التهديد الحقيقي لحضارتهم، وهذه حرب أشدّ ضراوة وخطرا من معاداة الأعراق والألوان.
إنّه لا خلاص من هذا الجحيم الغربيّ إلاّ بالتخلّص من حضارته برُمّتها، ونبذ علمانيّته المقيتة وضرار دويلاته القوميّة والوطنيّة، بدولة الحقّ والعدل الخلافة الراشدة على منهاج النبوّة، وأمّا ما دون ذلك من محاولات بائسة لنبذ العنصريّة فلا يعدو أن يكون كحرث في الماء. ﴿بَلْ نَقْذِفُ بالحق عَلَى الباطل فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري