- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بريطانيا تُندّد بالبربرية الصينية ضد الإيغور بينما يصمت المسلمون!
الخبر:
أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب حزمة إجراءات جديدة ضد الصين تمنع التبادل التجاري بين بريطانيا والمناطق التي يعمل فيها مسلمو الإيغور في الصين بالسخرة، وقال راب أمام مجلس النواب في يوم الثلاثاء 2021/01/12 مُقرّعا الصين: "هذه أعمال بربرية تُرتكب اليوم كنّا نأمل في أنّها أصبحت من الماضي"، ولفت إلى العديد من ممارسات الصين بحق الإيغور من بينها الاعتقال التعسفي والتعقيم القسري.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد كشفت من قبل في تقريرها السنوي للعام 2019 أنّ الصين احتجزت مليونين من المسلمين في مراكز اعتقال لمحو هويتهم الدينية والعرقية وأجبرتهم على العمل بالسخرة.
التعليق:
من المُحزن والمُؤسف معاً أنْ نجد أنّ الدول الاستعمارية الكبرى وبالذات أمريكا وبريطانيا تفضح أعمال الصين البربرية والإجرامية، وتُندّد بها ويعرض وزير الخارجية البريطاني أمام البرلمان الإجراءات العقابية التي ستتخذها حكومته ضد الصين بسبب تلك الأعمال البربرية، بينما لم نسمع من أي حاكم من حكام المسلمين الذين يزيد عددهم عن الخمسين حاكماً أي اعتراض على جرائم الصين الوحشية ضد مسلمي الإيغور!
فمنذ سنتين تقريباً مُنع المسلمون من أداء الصلاة في المساجد وتمّ إغلاقها، وتمّ تغيير أسمائهم، وزُجّ بهم في المعتقلات لتغيير أفكارهم وعقائدهم، وأرسلوا إلى أماكن العمل الصعبة ليعملوا بالسخرة، وفصلوا عن عائلاتهم، ومُنعت نساء المسلمين من الحمل، وأجبرن على التعقيم القسري، ثمّ مُنعن من الزواج، وأهدرت كرامة الإيغور بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فعوملوا كما لو كانوا أرقاء وعبيداً عند الدولة.
هذا وقد طفحت أخبار اضطهادهم في وسائل الإعلام الأجنبية، لكن مع كل ذلك الانتشار لأخبار الاضطهاد والقمع والتنكيل، فإنّ أياً من حكام المسلمين لم يلتفت لهذه الأخبار، وتمّ تجاهلها تماماً وكأنّها لم تكن، أو لم تقع!
ثمّ تأتي أمريكا وبريطانيا - وهما عدوتان رئيسيتان للمسلمين - فتفضحان التصرفات البربرية الصينية كما وصفها وزير الخارجية البريطاني، وهدفهما طبعاً هو ضرب النفوذ الصيني وتقليص التوسع الاقتصادي للصين وليس نصرة المسلمين، إلاّ أنّ حكام المسلمين يبدو وكأنّهم يملكون آذاناً من طينٍ أو من عجين، فلا يسمعون ولا يشعرون ولا يتحركون حتى وإن كان تحركاً إعلامياً كاذباً.
إنّ عدم تجاوب وسائل إعلام الدول القائمة في البلاد الإسلامية لهذه الانتهاكات الصينية المُريعة ضد الإيغور المسلمين ليس مردّه إلى أنّ هذه الوسائل لا تريد الاستنكار ولو من باب المزايدة، وإنّما مرده هو أنّ الاستنكار أو التنديد بالنسبة إليهم يُعتبر عملاً سياسياً كبيراً وهو عمل لا ينبغي لحكام المسلمين القيام به، لأنّه لا يدخل ضمن مسؤولياتهم، وإنّما هو داخل ضمن مسؤوليات الدول الكبرى التي يتبعون لها، فهم لا يتجاوزون الصلاحيات المرسومة لهم، لأنّهم مُجرد أدوات يتحركون بتحريك اللاعبين بهم، ومسألة مُناكفة الصين ومُواجهتها ليست من اختصاصهم، وإنّما من اختصاص أسيادهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني