- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
العسكر الأمريكي في تونس والقائد الأعلى للقوات المسلحة في كوكب آخر
الخبر:
بحث وزير الدفاع التونسي، إبراهيم البرتاجي، يوم الأربعاء 6 كانون الثاني/يناير 2021، وكاتبة الدولة للقوات الجوية الأمريكية، باربرا باريت، سبل تعزيز التعاون العسكري التونسي الأمريكي على ضوء الوضع الراهن في المنطقة.
وأكد وزير الدفاع التونسي أن الولايات المتحدة الأمريكية هي شريك مميز لتونس، باعتبار العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين، منوهاً بدعمها الهام لتونس في مجال حماية أمن الحدود ومقاومة الإرهاب، معربا عن أمله في مزيد من تعزيز التعاون العسكري، لا سيما في مجال تطوير القدرات العملياتية.
من جهتها، أعربت المسؤولة الأمريكية، عن فخرها واعتزازها بمتانة العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين، والمبنية على الثقة والاحترام المتبادلين، مؤكدة التزام الإدارة الأمريكية بالوقوف إلى جانب المؤسسة العسكرية التونسية، وذلك بتكثيف التمارين المشتركة، وتوفير المساعدة الفنية والتجهيزات والمعدات المتلائمة مع التهديدات التي تشهدها المنطقة.
وأبرز الجانبان، أهمية وثيقة خارطة الطريق التي تم إمضاؤها في شهر أيلول/سبتمبر الماضي من قبل وزيري دفاع البلدين، باعتبارها تهدف إلى الرفع من جاهزية القوات المسلحة التونسية، وتطوير العمليات المشتركة لمجابهة التهديدات ورفع التحديات الأمنية في المنطقة.
التعليق:
إن الإصرار على تمجيد الاتفاقية الخيانية التي وقعتها تونس مع أمريكا في الفترة الماضية هو جرم إضافي، يضاف إلى سجل جرائم هذا النظام الذي وصفه رأس النظام نفسه بأنه السلالة المتطورة من النظام السابق.
فبدل كشف فحوى خارطة الطريق التي وقعتها تونس مع أمريكا لمدة عشر سنوات قادمة، نرى أن الجميع يساير هذه الخيارات والإملاءات دون مساءلة أو محاسبة مع أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ولكن أنّى سيتكلم أشباه الساسة والحكام عن مصالح البلد والمنطقة وأمثلهم طريقة من يقود القوات المسلحة ويشعر أنه من كوكب آخر؟!
إن هذه الزيارة لهذا الوفد الأمريكي الذي تترأسه وزيرة القوات الجوية باربرا باريت ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر وقائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا الجنرال جيفري هاريجيان، ضمن زيارة مشابهة للجارة الجزائر، ليستا إلا نذير شؤم لكامل منطقة الشمال الأفريقي والتي صار فيها الصراع على أشده، وإن الأصل ألا يكون أمن البلد بأيدي من يصنع الإرهاب العابر للقارات ويُصدّره عبر العالم، فيستثمر في بقائه وتمدده من أجل تشويه الخلافة.
وعليه، فإنه حريّ بأهل القوة والمنعة أن يقفوا سدا منيعا ضد كل محاولات جرّ البلاد وتطويعها إلى الأجندات الأمريكية والأطلسية التي صارت تحارب فقط من أجل البقاء، وأن يتنبّهوا لما يكيده لهم أعداء الأمة ويستدرجونهم إليه، بل الواجب الشرعي هو نصرة الإسلام والمسلمين وردّ وصدّ أعداء الدين، وإعلاء كلمة الله بنصرة من يعملون على تحكيم شرعه وإقامة دولته دولة الخلافة الراشدة الموعودة بإذن الله. وكلّهم ثقة في قوله سبحانه: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾. بذلك يكون الفوز لهم في الدارين بإذن الله.
أما التلهي عن الشرف العظيم بخطابات فرز الشرعية عن المشروعية، ومسايرة خط ممارسة الشعبوية، فإن الحكمة تقول: "إذا انفجر البالون في وجهك فأنت من نفخه وأعطاه أكبر من حجمه"...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. وسام الأطرش