- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرئيس الأمريكي يدعو للتظاهر ومشادات بين المشرعين في الكونغرس
الخبر:
دعا الرئيس الأمريكي المنصرف، دونالد ترامب، أنصاره للاحتشاد وعرقلة تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية، الأربعاء المقبل، وتبادل المشرعون الانتقادات بعد إعلان عضوين جمهوريين بالكونغرس أنهما سيعارضان نتيجة الانتخابات.
التعليق:
يوماً بعد يوم يتكشف عمق التردي في الحياة السياسية الأمريكية، فالرئيس ترامب المنهزم في الانتخابات يتمسك بأي قشه قانونية أو مشكوك في قانونيتها بل ربما غير قانونية يمكنها أن تبقيه في الحكم لأربع سنوات أخرى، وهو بالتأكيد لا يبحث لنفسه عن ملك فهو ليس وحده في الميدان، فأعضاء كثر من حزبه الجمهوري يدعمونه وملايين الأمريكيين يصطفون خلفه، وفي المقابل الحزب الديمقراطي يقف لهم بالمرصاد لكن دون إثارة فوضى كبيرة حتى الآن وذلك لأنه يريد أن تمضي هذه الأسابيع القليلة فيتسلم الرئيس المنتخب بايدن الحكم، ولكن كلما حانت الفرصة فإن أقطاب الحزب الديمقراطي يكيلون اتهامات ساخنة للغاية للرئيس ترامب ولدعم الحزب الجمهوري له، فأمريكا اليوم هي ليست أمريكا الأمس لكثرة وحدّة الخلافات فيها.
والخلافات بين الرئيس المنتهية ولايته والرئيس المنتخب وحزبيهما ليست محصورة بهذا الحد فقط، بل تنتقل إلى الشعب الأمريكي فتثير داخله نقاشات ساخنة فتعمل على تفريق وحدته، بل إن حركات كحركة "أنتيفا" اليسارية المتشددة التي يتهمها ترامب بالإرهاب وعموم حركات اليسار التي يتزعمها بيرني ساندرز - وهو مرشح نافس بايدن على الانتخابات الرئاسية داخل الحزب الديمقراطي - وحركة "حياة السود مهمة" وغيرها تصطف مع بايدن، وفي الجهة المقابلة فإن حركات البيض العنصرية ذات الطابع القومي ومليشياتهم المنظمة والتي تحمل السلاح والحركات الإنجيلية ذات الطابع الديني تصطف مع ترامب. وهذا مؤشر على حدة الانقسام داخل أمريكا.
وأما الشركات الرأسمالية العملاقة فإن انقسامها أكثر تأثيراً داخل أمريكا، فمن جهة تصطف شركات التكنولوجيا العملاقة مع الحزب الديمقراطي وتدعم توجهاته الداخلية والدولية، وفي المقابل تصطف شركات النفط العملاقة هي الأخرى ومعها شركات السلاح مع الحزب الجمهوري وتدعم توجهاته.
ولعل هذا الانقسام سنة الله تعالى في الدول الظالمة، فأمريكا دولة تميزت عن باقي المستعمرين بالإجرام العالي، وهي لا تبالي بشجر ولا حجر ولا بشر من أجل تحقيق مصالحها، فتهدد خصومها وتهدد أتباعها بل وتقتل بعضهم كما مع الإيراني قاسم سليماني إذا كان ذلك يحقق مصالحها، ونظرتها أن لكل تابع بديلاً.
وكما شرح ابن خلدون في مقدمته فإن للدول أعماراً وينتابها الهرم وينخرها السوس، وهذا ما يحصل لهذه الدولة المجرمة، والله نسأل أن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يرد شرهم عن المسلمين ويشغلهم بأنفسهم، والله سميع عليم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال التميمي