- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس من أجل رأسمالية شاملة
(مترجم)
الخبر:
أعلنت كنيسة الروم الكاثوليك بالفاتيكان برئاسة البابا فرانسيس شراكتها مع مجلس الرأسمالية الشاملة لمعالجة المشاكل الاقتصادية بما في ذلك عدم المساواة في الثروة والتدهور البيئي. (RT)
التعليق:
لقد جعلت الهاوية العميقة للانحدار في الاقتصاد بعد كوفيد-19 واليأس المتزايد من المبدأ الرأسمالي على مدى العقد الماضي إحياء فكرة الرأسمالية وغرس الأمل في الجماهير بأنها هي بالفعل أفضل نظام للبشرية، لقد جعلها ذلك أمرا ضروريا. يُنظر للشراكة على أنها فرصة كبيرة في كنيسة الفاتيكان التي تعد المقر الرئيسي للكنيسة الرومانية الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم وذلك من خلال الاستفادة من تأثيرها القوي وثروتها الهائلة غير المستغلة. تعد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية واحدة من أكبر المنظمات الغنية المعفاة من الضرائب في العالم حيث تقدر ثروتها بحوالي 170 مليار دولار (listverse). تُستخدم مصطلحات مثل "الرأسمالية الشاملة" للإشارة إلى أن هذا الشكل المتجدد من الرأسمالية سيرفع مستويات المعيشة للقطاعات الأفقر في المجتمع من خلال تزويدهم بفرص اقتصادية أوسع.
تدور الفكرة الأساسية للرأسمالية حول تلبية الاحتياجات غير المحدودة للأشخاص باستخدام الموارد المحدودة المتاحة. ويتم تحقيق ذلك من خلال التركيز على الإنتاج وإتاحة الموارد للناس لتلبية احتياجاتهم غير المحدودة إلى أقصى حد ممكن. ومن المفترض أن يتم توزيع هذه الموارد المنتجة بشكل طبيعي عن طريق آلية الثمن وفقاً للمبدأ الرأسمالي. وبالتالي، فإن الرأسمالية تركز على السياسات والقوانين التي تساعد في عملية إنتاج الموارد مع غياب السياسات والقوانين التي تنظم وتعزز توزيع الثروة. وقد أدى ذلك إلى تراكم الثروة في أيدي قلة وترك الأغلبية في حالة من العوز والحرمان. لقد تم الاعتراف بواقع الرأسمالية هذا جيداً من الناس في جميع أنحاء العالم بسبب الإحصاءات والحقائق التي لا يمكن إنكارها حول توزيع الثروة في ظل المجتمعات الرأسمالية. ومن ثم، فقد خرج العالم الرأسمالي بفكرة جذابة ومتجددة "للرأسمالية الشاملة". لكن هذا النموذج الجديد يهدف فقط إلى معالجة الأعراض بدلاً من جذور المرض. إن المبادئ الأساسية القائمة على نظرية الندرة النسبية للموارد والاحتياجات غير المحدودة هي التي تسببت في هذا التدمير الاقتصادي للبشرية.
إن الإسلام، وهو النظام الإلهي من خالق هذا الكون، له نظرة فريدة بشكل أساسي فيما يتعلق بالاقتصاد. فالمشكلة الاقتصادية في الإسلام هي تلبية الاحتياجات الأساسية لكل فرد يحمل تابعية الدولة الإسلامية. ويهدف النظام الاقتصادي الإسلامي إلى القضاء على الفقر من خلال التركيز على السياسات والقوانين التي تعزز التوزيع وتنظمه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الفتاح بن فاروق